Alef Logo
مقالات ألف
              

أدب الفرح..أدب الانسانية القادم..

محمد حيان الأخرس

2010-09-13

هو الأدب الذي سيطلقه ويتبناه موقع أوروك الجديدة السوري، وهو الأدب الذي سيأخذ موقعه الصحيح في حركة التطور التاريخي، هذه الحركة التي تقول أن الإنسان لا يرجع إلى الوراء في مسيرة الحياة. وأن الإنسانية في وجودها الحي الفاعل هي حالة التوازن التي تسير بالكون نحو نظامه الكلي الأجمل.
إن أدب الفرح هو الناتج الطبيعي عن علم الإنسان الذي أطلقه الأستاذ محمد ياسين الأخرس عام 2005، والذي وضع أسس الجواب فيه عن كل التساؤلات التي اعترت الإنسانية في مسيرتها حول معنى وجودها وهدفه، وعن الحركة والنظام المنبثق جوانياً من الأفراد، والذي أفضى حالياً إلى نظام حي خارجي، تجلى بحركة إنسانية فاعلة، بدأت بمفهوم الدولة وستنتهي بوحدة الإنسانية وبوحدة الكون فيما بعد..
سيقول البعض أن هذا الفرح والتفاؤل الذي تتحدث عنه ما هو إلا وهم ناتج عن خلل في الرؤية .. فما يحدث الآن على الأرض من حروب وصراعات، وما يحدث من تحديات للطبيعة تتلجى في الزلازل والفيضانات.. وغيرها.. ما هو إلا المقدمة الأولى لفناء الحياة كاملة.
ونقول نحن:
إن انتقال النظام تاريخياً من جوانية الفرد، والتي كانت الرسالات السماوية والأديان بمختلف أنواعها وتجلياتها المعبر الرئيس عنه..والتي كانت تسعى جاهدة لتكوينه واكتماله، نقول أن انتقال النظام من جوانية الفرد إلى الخارج، كان العامل الرئيس في حركة التطور الحديثة، والتي بدأت بالارتباط بالوطن، وظهور التكنولوجيا، ومن ثم عمل واستثمار الناس لإمكانية "هذه الأرض الوطن"من بترول وغيرها من خيرات.. ودخول يد الإنسان كفاعل في هذه الأرض التي تغير دورها الوظيفي، من كونها منتجاً للطعام والشراب والمسكن فقط، إلى دور حركي تجلى بالآلة التي أوجدت البديل الحي المتحرك في الحياة، والمحكوم بنظام خارجي يتبع لما فيه مصلحة وخير الإنسانية والكون.. وهو أمر أدى إلى ظهور النظام الخارجي متجلياً بالدولة التي بات يخضع لنظامها الأفراد بكل مستوياتهم.. وغابت فيهاالفوارق و المصالح الفردية، وكلما كان هناك وجود لشيء جديد، سعى هذا النظام الخارجي الحي لتنظيمه.
إن حياة الافراد وإمكانيتهم باتت خاضعة لهذا النظام الحي الخارجي، الذي كان من أول تجلياته الدولة الحديثة.. وإن الإنسانية ومن خلال خط التطور العلمي الذي بات اليوم يخط الحقائق على قاعدة الكشف والإيجاد والتنظيم، والذي لم يعد يقبل بالغيبيات بديلاً عن العلم.. والذي أظهر الإنسان كموجود كوني يسعى جاهداً شاء أم أبى إلى الخروج نحو الكون بخط عمودي وأفقي..ويسعى شاء أم أبى إلى التوحيد المبني على النظام الخارجي المؤسس على قاعدة العلم.
أجل ..
مع كل فكرة أو ديانة أو إيديولوجيا عبر التاريخ الإنساني، ظهر أدب وفن معبر عنها.. وأدى دوره التاريخي كما شاءت إمكانياته وقتها.. ونحن الآن وفي ضوء علم الإنسان الذي كان لنا شرف التعلم من منتجه الاستاذ محمد ياسين الأخرس، نسعى جاهدين برؤية العالم للتأسيس لأدب وفن جديدين، يحملان في مضمونهما رؤية هذا العلم عن مسيرة الإنسانية والحياة والكون.
إن التشاؤم والادعاء بالغيب والغموض والتساؤلات الفلسفية والحكمة ليست من مؤسسات أدب الفرح هذا، وإنما نحن نسعى جاهدين لرسم تصورات تتنفس بالحقائق لما يجب أن تبدأ به الإنسانية التي خرجت أفراداً من كهوفها خوفاً من الوحوش، ووصلت الآن إلى البحث عن "جين" الهرم والشيخوخة والاستنساخ..وحمّلت كل اختراع وكل "مكنة" نظاماً يتميز بالعدل والخدمة والسلام ليس لفرد بعينه، بل للإنسانية كلها.
إن ما يمرّ الآن على الانسانية من كوارث وحروب ليست نهاية الحياة كما يرى المتشائمون، بل هي ابتدء التنظيم الذي سيخرج حاملاً كل تجلياته نحو الكون. والذي سيفتح الباب بمصراعيه. فكما ظهرت إعلانات حقوق الإنسان بعد حروب إنسانية مدمرة، ومن ثم تجلت فيما بعد بمؤسسات أخذت صبغة إنسانية، فسيظهر تنظيم خارجي أحدث يحمل في طياته.. رؤية جديدة للكون و الحياة والإنسان، وسيبنى على العلم، وعلى خط الحياة الإنسانية، و التي تسير دائماً إلى الأمام. وما وجود بعض الفئات الإنسانية التي هي نقيض النظام الخارجي الحي كاليهود مثلاً، إلا توطئة للإنسانية على طريق ما تريد أن تكون وما تريد أن تفعل، وما استغراب ودهشة اليهود على ردة الفعل العالمية والانسانية عامة حين قصفوا سفن المساعدة القادمة إلى غزة، إلا الشكل المعبر عن جهل هذه الفئة وتقوقعها على نظام داخلي بات خارج الحياة والتاريخ، وإن قيام المظاهرات والمسيرات التي لا تحمل انتماء لفرد أو عرق أو دين ضد ضرب تلك السفن، ما هو إلا النشيد الأولي لما ستصير إليه الحياة والانسانية.
إن أدب الفرح وفن الفرح، هو أدب الفرح وفن الفرح السوري بامتياز. وكما كانت الانسانية دائماً بانتظار الحكمة السورية، التي كانت تجيب على تساؤلات الفلسفة والضياع الانساني من قبل، أتى علم الانسان ليجيب عن ماهية الانسان والوجود و يرى ما ستؤول إليه الحياة فيما بعد، ولكن ليس بالخطاب المدجج بالحكمة، بل بالعلم.. وبالعلم الذي يتلحى بالصدق والوضوح ...
إن الشقاء الذي تمر به فئات كثيرة من الإنسانية، يعود إلى عدم معرفة ووضوح خط الرؤية للإنسانية، والذي بدأ برسمه علم الإنسان في حاضنه السوري، وأن كل ذلك الألم والشقاء، ما هو إلا ثمن سندفعه وبرضى إذا تطلب الأمر، للسير نحو تصورات الفرح الذي يرسمه علم الإنسان لنا في المستقبل القادم.
وأدب الفرح لا يدعي أنه سيزيل ألم وشقاء الإنسان، بل يقول أنه سيعمل على كشف أن الدور الكوني الذي يقوم به الإنسان يتلبس بالألم إلى أن يصل غايته التي هي توحيد الكون، هذا التوحيد الذي سيكون هذا الإنسان مظهراً كاملاً له.
مالذي سيحمله أدب الفرح لنا وللإنسانية..؟؟ أسئلة نتركها لأعمال الأدباء والفنانيين..وقد كان الهدف من اختيار موقع أوروك الجديدة لزكريا المحمود كمدير للمنتدى في حاضنه السوري، هدفاً رأى من خلاله قدرة هذا القاص المتميز على الاحتواء والتقبل والمحبة..وكان لاختيار الاعضاء في هيئة التأسيس الذين منهم عبد الكريم فطوم ومأمون شكوة وحسان الأخرس وحسن عثمان، هدفاً آخر يصب في ذاك، ويمشي في أفق عملي متحرك يتحد مع ما نريد، ليصب في هذا الموقع آخر الأمر، والذي هو موقعنا جميعاً...
27/8/2010
• رئيس تحرير موقع أوروك الجديدة
بالتعاون مع موقع أوروك الجديدة
www.orook.com

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أدب الفرح..أدب الانسانية القادم..

13-أيلول-2010

قصة قصيرة / جارتنا

17-آب-2009

قصة لم تكتمل ..عن مها..

03-آب-2009

سلم رجال الدين بلداً وانظر ماذا يفعلون به..!!؟؟؟

29-حزيران-2009

وعول تحت القميص

12-حزيران-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow