مطلوب عذراء تحت الثامنة عشرة
2010-11-14
كان بازاراً حامي الوطيس هذا الذي شهده، أبو عبدو، في أحد معاقل الفساد الأخلاقي والجنسي في البلد.. أبوعبدو عاد إلى المنزل متأثراً بحالة الفتاة ذات الثلاثة عشر عاماً، كانت الفتاة جديدة بكل معنى الكلمة، تجرها راعية نشاطها، والمرشدة العليا لها، والتي عقدت صفقة على عذريتها في ديسكو معروف بدوره الريادي في هذا النوع من السياحة..
لم يكن أبو عبدو من رواد تلك الأمكنة، ولكن الصدفة جمعته بالسيد المرموق ضيفا على البلاد من دولة مجاورة والسيد الغريب، أراد أن ينفصل عن الوفد السياحي الذي يلازمه حتى لا يستدل أحد على رغبته بسهرة حمراء ..
كانت عمولة الطاولة 500 ليرة، وهذا كان السبب الحقيقي وراء مغامرة أبو عبدو.. وما أتعس الإنسان حين تقتل آدميته مجرد 500 ليرة…
أبو عبدو الذي لم يميز بعد التلاصق التاريخي بين مهنة القواد، وارتياد هذه الأمكنة، جلس يتفرج مشدوها بنساء لم يكن يرى ما يشبههم إلا على قنوات الرقص الخلاعي المنثورة عبر أثير الفضائيات، والفتيان الذين قالوا عنهم على ذمتهم جيرانه على الطاولة المجاورة أنهم يبحثون بدورهم عن زبائن دفيعة بعباءات، أو بدون …
تابع أبو عبدو افتتانه باللحم المتدلي من البسة كان يراها على واجهات المحلات في كل المدن المشحونة بالوافدين والوافدات، مدن التنوع في كل شئ، وانتشار الدليفري من مطاعم ربحت وجباتها السريعة حين عجت الشقق الجديدة بهم ..
دخلت فتاة ينادونها دينا، مع إحدى القوادات، حيث يصف أبو عبدو الموقف لنا، مميزا بين المرأة الكبيرة وعمرها يزيد عن أربعين عاما، لكن عيونها تخبرك بأنها أمضت أكثر من مئة عام في هذه المهنة، و الفتاة البسيطة، صغيرة تضحك مبهورة تبدو عليها البلاهة، والجهل في كل شئ، لا تتجاوز الثالثة عشرة، مكياجها الصارخ تنوء به قسمات وجهها فلا يحجب البراءة عنها، فمها الذي تلون بأحمر الشفاه الأحمر، لم يتعلم بعد العهر.
يشرح أبو عبدو حاله متابعا: شدتني الصغيرة، لا كامرأة، بل كطفلة تسرح في مجهول، أنا الرجل ترتعد ركبتي من هوله تحت الطاولة .. كان كل شئ بلاستيكياً، بلا روح، بلا حتى إثارة، مبتذل، مقزز، وحدها الفتاة أومضت بروح لا يجب أن تكون هنا ..
وماذا يفعل أبو عبدو، حين توقع، قوادة مخضرمة صفقة، ستتم في بيت بعيد أو قريب، برعاية شوفيرها الخاص، والقائمون على المكان أخلو مسؤوليتهم حين لم يسمحوا في هذا المكان إلا للرقص، والصفقات، وتقديم المشروبات، دفعوا عمولات فتياتهم على مقدار ما جعلوا الزبائن يهدرون من تلك المشروبات .. والمعيار مكان عائلي، ويعلم الكل انه ليس أكثر من وكر عمومي، عماده الفتيات الفاتنات يتقصعن على البيست المتموج بألوان الضجيج الصاخب، يرعى الدعارة لكن لا يتمم ممارستها بين طاولاته و أو في غرفه الموصدة، ولن نقول حرصا على سمعة المحل، لان المحل أصلا لا يتمتع إلا بهذه السمعة ..
ذهبت دنيا إلى مصيرها المدفوع الثمن، بيد أول امرأة باعت عذريتها أول ليلة لأفضل عرض أتيح لها، وأكيد انه مبلغ اكبر مما سيدفع إن أرادوا الترميم من اجل زبون آخر، وبوجود الصيني الذي حتما سيكون متاحا لهذه الحالات أكثر بكثير من فتيات يكون سكين الشرف أقرب لهن، وستعلمها بعد ذلك كيف تبيع وتباع، لتعود من جديد إلى زبون جديد، وربما تصبح بعد حين خبيرة بذلك، ولا تدفع العمولات على نفسها، أو تقبض على غيرها..
لا أحد سيبكي على مصيرها، وإن لم يداهمها بطل منكس الشوارب ينهي حياتها بطلقة من مسدس غسل العار، ستسكن بعد وقت في شقة مفروشة مع زميلاتها، وتتلقى اللعنات في عيون الجيران، الذين لن يجرؤوا على التحرش بها، خوفا من زبون مدعوم قد يناصرها، سيتكلمون في السر، وفيما بينهم عن عهرها، وربما يلعنون المكان الذي تعمل به، لكن لن يتذكر أحد، وربما لن يعلم أحد أن بلهاء صغيرة، لم تكن قد وصلت مرحلة النضج بيعت في لحظة تساهل من الجميع في ديسكو عائلي، على سرير لم تعنه عذريتها فيه إلا استثمارا لشذوذ من نوع ما، أو عقدة رجولية يؤمن بها رجل، حتى حين يشتري ليلة من قوادة ..وربما سيغضب، ويطالب باستعادة النقود، إذا لم تكن عذراء، إنه طامح قادر يمكن أن يشتري بنقوده ليلة رجولية استثنائية، ولأنه قادر، لا يأكل إلا اللحم الغض الطري، لا يهم إن كان يحتمل قذارة شذوذه، وعار قوادته أم لا، المهم أنه فاز، استعاد نصره المؤزر ليلة زفاف ربما لم ينجزها كما يجب وقتها .. وأنت المسكينة القادمة، ربما هاربة من بيت متشدد، أو ربما تكون أمك إحدى العاهرات، هربت بك من بيت زوج سحقها حتى فضلت عليه الشوارع، أو ربما تكونين خطيئة لامرأة لم تستطع تسجيلك لأنك فتاة زنا، ربما مراهقة غرر بها شاب على باب مدرسة، أو رمى شباكه لك من إحدى البلكونات المقابلة لنافذة غرفتك.. من أي مكان في هذه الأرض أنت، لا يهم، المهم إن من يطمح بترويض مراهقة مثلك التقطك، لم يرحم جسدك العالق بين الطفولة، وأحلام المرأة التي تستنفر الغرائز، وقاده ولعه بالجنس القذر، إلى وليمة تفضح شرهه باللحم الآدمي، ليصب طاقته الهائجة على روحك التي سترحل للأبد، وترميك مجرد خيال يتلوى استرضاء لنشوة كل الدفيعة.
دينا التي تنضح الشوارع أمثالك يومياً، بعد تلك الليلة لن تضحكي ببراءة، لن تنظري إلى السماء بحثا عن فراغ تهيمين فيه، ستنتقلين من سرير إلى سرير، بلا أمل، من شذوذ إلى شذوذ، ربما لا ينجو منك حتى الجسد أحيانا، لكنك ستتبلدين، وتفقدين القدرة والرغبة في المقاومة، ستمتهنين الشراشف، لأن المجتمع بكامله تآمر على عذريتك يوم كنت تحت وصايته ..
عن مجلة ثرى - العدد 202
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2010 | |
27-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |