إسأليني عن الهوى
إسأليني
جلّ إسم الهوى
عن التخمينِ
لا تشكّي
فما الهوى فلسفاتٌ
تعـبر الشكَّ
مسـلكاً لليقين
إسمعيني
أنا رســولٌ إليكِ
من إله الهوى العزيز المكين
صـدقيني
وإنني مســتعدٌّ
إن تشــائي
لألف ألف يمين
لا يكون الرسولُ
من غير وشم ٍ
فانظري الوشمَ
قبل أن تنكريني
إن وشمي نقشان لاسمك:
نقشٌ في فؤادي
وآخرُ في جبيني
* * *
آمني بالهوى
وصلي وصومي
وأطيعي أوامري واعبديني
كبّري هللي
أشيري لوجهي
وعلى نية الهـوى
وحّديني
ثم حجّي إلى فؤادي
وطوفي فيه
كي تمحقي ذنوبَ السنينِ
* * *
إلزمي الشرعَ في اللباس
وخافي
أن ترى الحسنَ
أعينٌ
غير عيني
احجبي هذه المفـاتن عنـهم
ثم منّي بها
على "المســكين"
إن لي "خُمـسَ" ما لديك
ولكنْ
قانعُ النفــس
قبلة ٌ تكفيني
لا تديـري لقبلتي
أيَّ خـدٍّ
غيـرة ٌ تســتبدّ بالشــفتين
إن في قبلة الشــفاه
ثواباً
هو أضـعاف قبلة الخـدين
فعساكِ
إذا منحت ِ اثنتين ِ
لفؤادي
أن تـُمنحي الجنتين
* * *
لو رأى المؤمنون باللـه هذا
لاستحلّ الجميع
قطعَ وتيني
ولقالوا
بأن شـعري خطـيرٌ
دونه بدعـة الرجيم اللعـين
فاكتمي هذه القصـيدة
عنهم
ثم قــولي:
إن التقيـة ديني
إقرئيها وحيدة
في خشوع ٍ
وانسي كلّ الورى
ووحدي اذكريني
ضمّنيها
ما قال (مهدي)* القوافي
لفتــاةٍ أحبَّها:
(جربـيني)
(ألطميني إذا مجنت فعمْـداً
أتحرّى المجون كي تلطميني)
واختميها بحكمةٍ
سوف تبقى
أبلغ الرد
للخصيم المبين:
(ما أشدّ احتياجة
الشاعر الحسـاس
يوماً لساعة ٍ من جنــون)

* الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري. وما ضمّن بين أقواس مأخوذ من قصيدته "جربيني" التي كتبها في العشرينيات من عمره, ومطلعها: جربيني من قبل أن تزديني وإذا ما ذممتني فاهجريني