Alef Logo
شعر معاصر
              

قصائد من ديوان سلالتي الريح وعنواني المطر ج1

موسى حوامدة

2007-07-25

غَفلةٌ لا تَنام
اللحظةُ القاتلةُ لموعد السَحَرْ.

افتَدَى الليلَُ أرَقََََه بسكينِ الفجر
تدافعَ الندى عندَ مقبضِ الألم
لمعتْ مرآةُ الشمس في يد الحالم
لم يصدقْ نصيحةَ الملاك
نَحَرَ العمرُ قرباناً للزمهرير
رشوةً لنَزَق الذبيحة!
تَبدت السماءُ عن شهقةٍ تليقُ بروحي

ولدٌ فرَّ من بين يدي
تخلّى عن مضائق الطمأنينة


تخلّى عن مضائق الطمأنينة
عَدا نحوَ مذابح الفُلك
تهاوى قربَ مساقط البلّور!

صَبوَتي لا حدودَ لمجدها
حيرتي سَديمْ
ينضافُ لبيت النار
لنارِ الولع
لسريرِ الرغبة.

ليسَ جديداً ما يأتي جديداً
أو قديماً ما يثيرُ تَأمُّلَ البحر
أو غريباً ما لا تقبضه العين،
غفلةٌ لا تنام
سببٌ مجهولٌ لانْفضاحِ النرجس
لاستياءِ الرماد.

في النهارِ المُفْضي إلى نَشوةِ السَماء
تحضرُ الكاملة
قادمةً من منجم البهاء الأزلي
وحيٌ للعاشق
كونٌ ينتعشُ بهديلِ الحمام
باشتباكِ النارِ والنور
باشتعالِ الغابةِ والجبل.


من شهوةِ النار
من دائرةِ الطَّباشير
فرَّ من بيتِ المعلمينْ
حطامُه متاع
غرامُه جَنين
كانَ يحملُ تابوتَ السنوات
ينحتُ صَخْر الإنتظار
بلا إزميل.

انبثقَ السيفُ عن لمَعانِه
تخلَّى بيجماليون عن صنيعه،
ضاعَ صبيُّ الطيش
تساقطت الكؤوسُ من شَهَواتها
البيوتُ من غَفْوَتها
الغزالةُ نَفَرتْ مني
هربتْ بي إليها
كنتُ أولَ ممسوسٍ بشهقة الحنين
أوَّلَ مُشتركٍ بلعبةِ الإغواء
أوَّلِ حاكمٍ مُستبدٍ على مملكةِ الوَرد
أول حدّادٍ يكتوي بنارِ كيرِهِ المَصْهور
بوَهجِ خَفقانِه المضطرم
براحلٍ مني إليه
وراحلٍ مني إليّ،
الرحَّالة مني إليَّ يمرون،
الغزالةُ وحدَها تسكنُ داليةَ الفتنة!

النجومُ في سُطوعِها التموزي
تنيرُ جهاتِ السُهوب
تزدادُ غربةُ الآس
ولا مناصَ من هروبِ النهار
إلى شعلته الأولى
إلى ناره الأزلية.


يُدُها للنَهْر



جَاعلاً من رأسيَ تلكَ الحكمةَ التي لا تَليقُ برجلٍ معطوبْ

بندولُ الساعةِ يقطعُ جلدَ السَرطان
خطُّ الاستواء يحزُّ فكَّ الأفريقي العجوز.

مع بالغ الأنانية للجَدْيِ الرضيعْ
يَحْضُرُ الراعيَ خيالٌ من قفقاسيا
وَلَدٌ من جبال الألب
ناسكٌ في معبدٍ بوذي
راقصةٌ في ملهى ليليّ
سكيرٌ في ساحة الكرملين.


الذي خلقَ الكلماتِ
لمْ يُترجِمْ صَمْتَها للشعراء
أَعْطى غوايَتَها للريح
فواصلَها للأشجار
رسمَ ظلالَها على حَواف الشَغَفْ
ومَلامحَها فوق معابد الفراعنة.


جاعلاً فَضائي ممراً للبوم
سريراً للغُرباءْ
كأسَ حليب لطائر الرُخِّ،
أبيضُ أبيضُ قلبُ العتمة،
تبزغُ الخرافةُ من بيتي القديم
من بيتي الجديد
من مَمرٍ مُظلمٍ في نور الشمس.

جاعلاً من وصايا الأَبِ حاجزاً للخيانة
طريقاً للخَديعةِ
عَفناً لتفاحةٍ صَدئة.

حريٌ بتلك النجوم
غيومُ رأسي المنضوي على مقطعٍ شعريًّ قَديمْ
حريٌ بياسمين الخطيئة
طوقُها المُقدسُ
يَدُها للنهر.

تَعَرُّجاتُ الحنين
تقلباتُ الأفكار
تضاريسُ الرغبة
حكمةُ الغواية
نعمةُ التلاشي.

عمان/ايلول 2003

لا ندَّعي وَرَعاً في المُوسيقى

"إلى عبير وعنها"

أجلُّ الفضاءَ لوجهِ الحَمامْ
أطلُّ نهاراً من مواعيدَ ونبيذ
أمرِّرُ جسدي من خاتَمِ الغيم
يُشنِّفُ قلبي الغَزَلْ
أديرُ رأسَ الرجاءِ الصالح
إلى جهةِ القلبِ
هنا؛
تعودُ أفريقيا شهيةًً مثلَ قرعِ طُبولِ الزولو،
تَمائمُ السِحرِ تُحيطُ جِيْدَ الغزالة،
ترانيمُ الغروبِ
تقيمُ في بيت النار.

الطوطمُ الأزليُّ يُسرعُ في رَحْم الفكرة
أنْحَني لمليكتي
أجلسُ بين عينيها ونشوةِ البنفسج
تصيخُ الطرقاتُ سمعاً لمُناجاةِ القُرنفل
ترتوي شفتايَ من حليبٍ قديمٍ قديمْ،
تحت داليةِ السماء
يجلسُ إلهٌ صغير
يديرُ خَمرةَ الحُبِّ لوجهِ الجِناية.

أمامَ عزلتي
تحطُّ أسرابُ الطيور
ثم تختفي
...
أُجيلُ بَصري بحثاً عن الصورة
تختفي المدينةُ أيضاً،
...
أُحسُّ خَفقاناً في صدري
ريشَ طيورٍ على قميصي.


نَسْكُنُ؟
سوفَ نَسكنُ
في قصيدةٍ جَبليةٍ
فوقَ شُرفةٍ من جبال عمّان
في حارة من حاراتِ مكة
زقاقٍ من أزقة استانبول
جادةٍ من جادات الحي اللاتيني.

سرابُ المَعْنى تَبَخرَ من حُباب الكأس
تجيءُ كابولُ في رِغوةِ القول
تحضرُ سمرقند مرصعةً بالأرجوان
وتلك المسافاتُ التي وَصَلتْها خيولُ الفاتحين،
نحنُ ضدَّ القتل
ضدَّ ترهيبِ الكائنات
ضدَّ قطعِ رؤوسِ الأزهار
لكنَّنا نستمتعُ بزَهْو الحكايات
نستلذُّ بوصولِ عباراتِ الجزيرةِ أقاصي الكلام.

لسنا محرومينَ من صَهيلِ الماضي
غيرَ أنَّ مجدَنا ليسَ مُسيَّساً
غرامَنا ليسَ باطلاً
حكمَتنا بسيطةٌ جداً
ولذا نَفرُّ إلى سلاطين نجد
أو ملوك الصين
نفرُّ إلى خلفاء بَني أُمية
أو بابا الفاتيكان
لا ندّعي ورعاً في الموسيقى
لا ندّعي رسالةً في الزهد
نسعى لتوضيبِ قامةِ الجبال
لتليقَ بقبضةِ اليد.

سيدركُ آخرُ ملوكِ بني إسرائيل
أن الجيوشَ لا تُعمِّر أرضاً
ولا تحمي بنفسجةً،
سيدركُ حاجبُ آخرِ ملوكِ بني إسرائيل؛
أن القيامةَ لن تقومَ لتخطفَ المدينةَ من نَصائحها
وتجرفَ بيوتَ النَحلِ من عَسلِ الشفاء.

أغوانا الزَّبَد
كلُّ ما طافَ فوق الجريمةِ تقلَّصَ في صُنعِ تَوابلَ للموت
كلُّ ما تَناهى إلى سَمع الزيزفون؛
أنَّ نَبياً عانقَ الخضرةَ ولمْ يَحتملْ سَفاهةَ التابعين،
كلُّ ما تَراءى للصبيِّ
نورٌ تَساقطَ في قصور المعاني.

أحملُ وجهَ الشمسِ في حقيبة الليل
أفتحُ عُروةَ البهجة
أفتحُ، وأقفلُ،
أقفلُ
كي لا تدركَ الملائكةُ نشوةَ الطين.

سَنَحتفي بفضيلةِ الاستغناء
بالكُتبِ القَديمةِ
ونقوشِ الحَجَرِ
فوقَ خَدِِّ النهار
سَنحتفي بالربيع
وهو يفتحُ بستانَ الأمل
ويسكبُ خَمرةَ الاندهاش
في حضرةِ شَياطين النُعاس.

طارَ مني شرٌ قديم
طارَ من رأسي وجعُ التاريخ
وانتبذتُ روحاً خفية
حَمَلتني إلى بيت لحم
هناكَ جانبَ المَذْوَد،
وَجدتُ صَليبي في غُصنٍ لم يَيْبَسْ
قمتُ لترتيبِ الأسطورة
وجدتُ الهواءَ يَلعبُ بشعر الفتى.

المقدسُ
نارُ الغواية
بعدَ حُلولِ الرماد.

سَأَقول؛
ما لم يُسْعفني البعيدُْ
سأحرِّرُ الزمانَ
من نَشيدِ الأناشيد.

أدْنو من وَلَعِ الكلمات
أجثو بينَ يديّ الحقول
أَزرعُ قليلاً من جينات الهواء
لتحتفظَ الطبيعةُ بشعاعٍ منها.


عمان31/3/2006







تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كذبت عليك

22-حزيران-2019

عند منعطف الحلم

20-أيلول-2018

عند منعطف الحلم

03-آذار-2018

كذبت عليك

18-تشرين الثاني-2017

كذبت عليك

29-تشرين الأول-2016

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow