Alef Logo
يوميات
              

يوم الأرض يوم الأمة

محمد حيان الأخرس

2008-03-02

يوم الأرض, أو اليوم الفلسطيني, أو اليوم العراقي الأحوازي, يومنا في كيليكيا والأسكندرون.....والجولان...و ....
ليس الهدف المناسبة والاحتفال بها, بقدر ما هو الهدف من تحويلها إلى عقيدة حقيقية تنبض داخل صدورنا, وتتحول إلى إيمان يحرك العقول والقلوب والسواعد, إيمان الإنسان المجتمع الذي لا وجود له خارج إطار أرضه التي أنجبته.
فالأرض في مفهومنا ليست فقط تلك القطعة التي نعيش عليها, بل هي الحياة كاملة, هي الأمة مكثفة ومختصرة, وهي المستقبل لنا ولأجيالنا التي لم تولد بعد.
داخل الأرض التي تخصنا تتحول حياتنا إلى وجود كامل حقيقي وغير مزيف, وتتحول آمالنا إلى رسالات تنير للبشرية كما أنرنا للبشرية من قبل، فمن أرضنا انطلق قدموس باحثاً عن أخته أوروبا، ليعلم ما يطلق عليه الآن ((العالم الغربي)) الأبجدية،
ومن أرضنا أيضاً خرجت أساطيل الكنعانيين نحو العالم فاتحة بذلك كتاب التجارة العالمي، وخرج زينون الكنعاني لينشر رسالة العقل و الأخلاق والتوافق مع الطبيعة ((الرواقية)) ومن سومر وأوروك الرافدين كانت أول الديمقراطيات في التاريخ وأول الملاحم، ومن هناك خرج المعلمون البابليون نحو العالم لينيروا درب البشرية بأول الديانات التوحيدية, وليضعوا أول التشريعات القائمة على مفهوم الحرية، أليس نارام سن وحمو رابي .. منا؟؟ ومن فلسطين الشام كانت المسيحية الموحدة الجامعة الرد الطبيعي على الاحتلال الروماني لأرضنا, لتصل فيما بعد إلى روما نفسها وتحتلها, ولكن أي احتلال؟..ومن الشام انطلقت الفتوحات الإسلامية خالعةً عنها اللباس البدوي الذي أتت فيه من العربة, مؤسسةً لتاريخ ولحضارة جديدة في العالم, أوليس من يخرج عن المسيحية والإسلام اليوم هو خارج عن التوحيد...؟ وإذا أردنا أن نستفيض فلن تسع السطور كل الذي خرج من هذه الأرض الى البشرية من رسالات.
ولأن الجهل بعلم الاجتماع كان الداء العضال لهذه الأمة, كان الارتباط بالطائفة أو العشيرة أو القبيلة أو الدين والعرق هو الأساس لمعظم الحركات التقدمية والرجعية, أو ما شئت من تسمية. وكان لإسقاط مفهوم الأرض من أدبياتها أو عدم إعطائه حقه الأول في نشوء الأمة، السبب الأساس في سيطرة الغرباء الطامعين على أرضنا. فحين تكون الطائفة أو القبيلة أو العرق هي الأهم, تصير الأرض تحصيل حاصل لنشوء الأمة, فلا غرابة حين يقاتل المسلم الشامي أو الفلسطيني مثلاً في أفغانستان, بدل أن يحارب اليهود في فلسطين, ولا غرابة أيضا ً حين يرى الموارنة في لبنان أنهم أمة خارج هذه الأمة, والأمر ينطبق على السنة و الشيعة و الأكراد في العراق والدروز في لبنان, ولا غرابة أيضاَ حين نطوّع علم الاجتماع لمفهوم القبيلة والعرق والدين, ضاربين بعرض الحائط العلم والتاريخ والجغرافيا, ولا غرابة حين ننكر العلم ونقول بصفاء العرق والقبيلة والعشيرة, ونقول بأن من أسس هذه الأمة هو الدين أو هي الطائفة، وكأن هذا الدين كان قبل أن تكون الأرض وتكون الجماعة التي أنتجته عبر تاريخها الطويل, منتجة معه لغة هي لغته, وتاريخ هو تاريخ الجماعة على هذه الأرض.
ولأن يوم الأرض هو يوم الأمة , كان لزاماً علينا نحن أبناء هذه الأرض الأمة أن نكون أوفياء لها , وأن نكون ملتزمين بالدفاع عنها وتحريرها من مخالب الطامعين, لأنه لا وجود للعرق على هذه الأرض, ولا ديمومة للطائفة أمام بقاء الأرض التي هي ليست أرضنا فقط بل أرض أجيالنا التي لم تأت بعد, لأنه ومنذ البدء كانت الأرض والجماعة ودورة الزمان الطويلة التي تعود إلى ما قبل التاريخ الجلي، والتي أنتجت لغة وثقافة وأدياناً وحضارة و.. و ..و . وليس العكس .

المصدر: موقع أوروك الجديدة

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أدب الفرح..أدب الانسانية القادم..

13-أيلول-2010

قصة قصيرة / جارتنا

17-آب-2009

قصة لم تكتمل ..عن مها..

03-آب-2009

سلم رجال الدين بلداً وانظر ماذا يفعلون به..!!؟؟؟

29-حزيران-2009

وعول تحت القميص

12-حزيران-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow