عاليات الأوهام
.....
لا قهوة لدينا هذا المساء
لا صمت يشوش غبارنا
قهوتكم ..... ؟
أضيفوا ملعقة سكر أخرى
صوبوا أعينكم لشمس
تتقاطر أقمارا .
تمهلوا فقد تطرح المقاهي
دمعا أخضر
ويصبح الوطن بلون القهوة .
هل يعطيك الحلم تفاحة
لتركب الغيمة .
تاركا غشك
وصية للقادم .
تكتب بزيت الزيتون
تنهيدة أخرى .
تعقد أملا .
على شجيرات نمت
في الساحة .
لعلها تكون وارفة
لظلال هاربة .
لكنك حين كنت عاشقا
لاتأبه للعيون الزرقاوات .
تأخذك في غورها الأحلام
......
وتطفئك لتحتطب أمسها .
يصفعك البحر
بما خلف الأماني
لتتساءل :
هل من رخام يشيخ
في عاليات الأوهام ..؟
.....
أترك عصا الراعي
......
اترك عصا الراعي
أيها المهذب
كف عن الدوران
عن الخروج الأعمى
من الحلم .
اترك عصاك
تهش بها قطيعا من أطفال .
تقطع وعدا مبجلا
لا يتحقق إلا بصعود مأساتك .
تنسج عباءتك بشعب من يقين
تصل خيط شمس بآخر
من وهم جميل .
كلما انتشيت منحتك
الظهور صحراءها
فأدميتها أحلاما
فلتهدي وردة لزمنك
الذي لم يشهدك من
رحمه تولد .
لا شئ يعدك فأنت
خارج النهاية .
لا وهم يسندك
لا لون يواريك .
فطاقية الإخفاء ليس
هي ما تحتاج .
بل خوذة تحميك .
مرآتك اختلفت
وصاغك الاختلاف سؤالا
زئبقيا .
يا ابن المُطلق ...

غريان - ليبيا