Alef Logo
يوميات
              

الرجل الصرصورـ

حنان بديع

2007-09-29

لماذا أكتب عن الصرصور ؟
لأنه المخلوق الوحيد الذي يثير الاشمئزاز بقدر ما يستحق الإعجاب ..
وإذا كانت الحشرات في عالم الإنسان غير مرغوبة فان الصرصور على رأس هذه القائمة السوداء رغم أنه مخلوق رقيق ورومانسي إذا ما عرفنا أنه يعشق ويحب أن يتغذى على رموش العين عندما يكون قريب من إنسان نائم أو ميت..
يعني من أذواقهم تعرفونهم ، ودائما ما كنت أقيس احترامي وتقديري لأي مخلوق أو حيوان من خلال معاملته لأنثاه وطريقته في كسب ودها وصرصور الغيط يستخدم صوته في جذب الأنثى والمنافسة على التزاوج على غرار الرجل الدونجوان عندما يلحن كلماته المعسولة ليسرق قلب امرأة .
لا اقصد طبعا المقارنة ما بين الرجل والصرصور، فصدقوا أني بريئة من هذه التهمة التي حتما ستخطر على بالكم باعتباري قلما مشاغبا ، فمن أحد أسباب حب النساء وأنا منهم للرجال
هي الشجاعة التي يملكونها أمام السحالي والصراصير وأحيانا حتى الأفاعي بحكم الذعر الذي ينتابنا من الصراصير أو (الصرصار) والشعور اللذيذ الذي يجتاحنا عندما يدفع عنا الرجل صرصورا ويقتله في معركة غير متكافئة رغم أن للصرصور أيضا شارب قد يجعل منه سيد الرجال في نظر أنثاه ، يعني مخلوق (قبضاي)..
لم لا والشارب قوة وهيبة كما أن أنثى الصرصور تلتقي بالذكر مرة واحدة فقط وتظل تلد طوال حياتها !
مما يدعم الصرصور كمخلوق ذو ذرية لا يمكن قطعها بالمقارنة مع الإنسان الذي يمكن لأي كارثة أن تجعله هشا وعرضه للانقراض خاصة وأن علماء الأحياء يؤكدون بأن البقاء للصرصور كما البقاء للأقوى بل وللأظرف والأكثر مرونة وتكيفا مع ظروف الحياة ذلك لان له إمكانيات عجيبة فهو المخلوق الضرير (بلا عين) ولديه نظام معقد ليتحسس الموجودات التي أمامه ويستطيع ببساطه أن يهرب من الحذاء أو( البف باف ) الذي يمكن أن يتفاداه هربا من أول مره ، ثم لا أحد يعرف ما الحكمة من كونه المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يعيش إذا ما حدثت حرب نووية إذا ما صحت المعلومة.
إلا أن أغرب ميزات أو صفات هذا الصرصور من وجهة نظري هو أن شعوره معنا متبادل فهو أيضا بعد احتكاكه بالإنسان يسارع إلى مخبئه لينظف نفسه !
ورغم ذلك فان هذا المخلوق الصغير الذي يعتقد أنه (نظيف) كان سببا في جريمة قتل زوج لزوجته عندما أحرق الأول الشقة بما فيها من صراصير وزوجه عجزت عن القضاء عليهم ، وربما كانت المسكينة مثلي تعاني عذاب الضمير عندما تضطر لقتل صرصور فلا تفضل هرسه بالحذاء إذ قد لا يموت من أول صفعه غادرة وليس رشه بالمبيد الحشري بالقتل الرحيم فالموت اختناقا يبدو أكثر مرارة ووحشية .
إلا أن أمما أخرى ذات ثقافة مغايره تماما تجاوزتنا وتجاوزت هذا الشعور بالقرف إلى حد استخدام قناع الصراصير كأحدث قناع للحصول على بشره مشدودة والنتيجة مذهلة وسحرية كما يشهدون!
لكل هذا أسألكم أيحق لنا أن نخاف الصرصور أو نكرهه.. أما يجب أن نتصالح مع مواهبه ونستغلها مثلا كما حدث وفعل تلاميذ المدارس الروس في مدينة (بيكاتيرنبورغ) عندما ابتكروا طريقة جديدة للتلاعب بالعلامات (الدرجات) السيئة في شهاداتهم الدراسية باعتماد الصراصير واستخدامها بعد تجويعها وذلك كما ذكرت صحيفة(برافدا) عندما لاحظوا أن الصراصير تلعق الحبر الجاف من على الورق وتزيله من دون أن تترك أي أثر ، ولمحو أي درجة سيئة من الشهادة الدراسية أعزائي التلاميذ يمكنكم وضع قطره من عسل النحل قبل أن يطلق لصرصور جائع العنان كي يلعقها بالكامل ويلعق معها الحبر الجاف المستخدم لتدوين الدرجة دون أن يترك أي أثر يدل على أن شيئا كان مكتوبا في تلك الخانة ثم يكتب التلميذ الدرجة (العلامة) التي تحلو له قبل تسليم الشهادة إلى والديه.
إذن للصرصور وظائف وفوائد قد نجهلها تماما كان آخرها حسب اقتراح الخبراء ونصائح المشرفين على حديقة حيوان نيويورك إهداءها لمن نحب في مناسبة عيد الحب مع بطاقة دخول مجانية لحديقة الحيوان ولائحة بحقائق حول الصرصور الظريف.
نعم كل شيء ممكن في عالم الحب والمحبين، وكلنا يعلم سياسة أكل الذكور في عالم الحشرات فمن العناكب والعقارب إلى الصراصير والخنافس يتم التهام الذكور بعد عملية التلقيح كنوع من التضحية وتوفير الغذاء للام الحامل وفي حين يتم ذلك طواعية لدى بعض العناكب والعقارب لا يحدث ذلك في عالم الصراصير والخنافس إلا بعد مطاردة مضنية تنتهي غالبا بحصول الأنثى على طعامها!
أي أن الصرصور قد يكون مناور جريء وشجاع ومضحي أيضا..
على عكس الإنسان الذي باتت أنثاه تتمنى رجلا بظرف وأخلاق "صرصور" !!

تعليق



فاطمه

2014-02-13

ههههههههههههههههه اصلا كلمة رجل بس للأنسان وكلمة مرأه ايضا للانسان مو للحشرات والله بس ناقص بيهم الرجل وامرأه

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

فكر وتكتك قبل أن تنطح

22-تشرين الثاني-2007

القلم وأنوثة الورقة

13-تشرين الثاني-2007

سأكذب كثيرا

29-تشرين الأول-2007

الرجل الصرصورـ

29-أيلول-2007

غواية الشوكولاته

16-أيار-2007

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow