Alef Logo
يوميات
              

منشقّون ينشقّون عن المنشقين!!

عبد العزيز حاجي عمر

خاص ألف

2012-04-04

بات الحديث عن المجلس الوطني السوري حديثاً مملاً ومضيعاً للوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه، وباتت مراقبة التصريحات والأفعال التي تصدر منه مراقبةً غير مجدية ومضيعة للوقت أيضاً. ففي الوقت الذي ننتظر فيه من المجلس الوطني أفعالاً حاسمة تتعلق بشأن الثورة السورية والشعب الذي يموت على أيدي شبيحة النظام كل يوم، يأتي لنا المجلس بين كل فترة وأخرى بموضة جديدة من الانشقاقات والخلافات والصراعات، وكأننا نجحنا في الحصول على " الكعكة" ولم يبق أمامنا سوى أن نختلف في كيفية توزيعها.

إذا كنّا نشاهد هذه الخلافات في قلب المجلس الوطني في الوقت الحاضر، والنظام لا يزال قائماً، فماذا نتوقع أن تكون الحال فيما بعد، أي بعد النجاح في إسقاط النظام؟ هل سيتفق أعضاء المجلس حينها على صيغة معينة!؟ هل سيدفع بهم الفرح برحيل الظلم إلى نسيان هذه الصراعات، أم أن هذه الصراعات والخلافات ستكبر أكثر بكثير مما هي عليه الآن؟. أعتقد أن المكتوب واضحٌ من عنوانه، ولا يحتاج إلى فك رموز أو شيفرات لمعرفة الوضع.

يقول البعض إن هذه الصراعات تتعلق بالمناصب والكراسي أكثر مما تتعلق بالثورة ومتغيراتها. وإذا كان الأمر كذلك، فلا يسعنا إلا أن نقول لأعضاء المجلس أن وجودكم في المجلس لا يعني استمراريتكم فيما بعد، فالذي يحدد الاستمرارية والجدارة هو الشعب وليس أنتم، لأن الذي يدفع الآن ثمن الحرية والتغيير هو الشعب وليس أي أحد آخر، ولذلك يفضل أن تنتهي هذه الصراعات بأسرع وقت ممكن، كون وجودها يفقد الثقة لدى الشعب، ويساهم في ازدياد الأزمة.

نريد أن نقول للمجلس: حين يختار الشعب قادةً له، فهو لا يعتمد على عدد السنوات التي قضاها شخص معارض ما في سجن النظام، وكذلك لا يعتمد على عمر الشخص، ولا على شكله وجماله!!. إن للشعب عينٌ يستطيع أن يرى به الصالح من الطالح، الجدير من الغير جدير، القائد من الغير قائد، خصوصاً وأنه منذ عام يعاني من جرائم النظام، وهذه المدة من المعاناة كافية لأن تشكّل لدى الشعب الوعي السياسي والقدرة على الاختيار الجيد.

ليس غريباً ألا تعترف دول العالم بمجلسنا الوطني كممثل شرعي للشعب السوري منذ عام من الانتظار، فنحن بكل بساطة لا نستطيع أن نعترف بشخصٍ يعاني من انفصام في شخصيته، إذ كيف يمكن لنا أن نحدد هوية المريض طالما أن في داخله شخصان مختلفان متفاوتان؟ كيف يمكن لنا أن نقول عن هذا المريض بأنه فلان في حين أن في داخله فلاناً آخر!، في هذه الحالة لا ينبغي علينا سوى الانتظار إلى أن يشفى من مرضه حتى نتمكن من الاعتراف به، وإن جازفنا واعترفنا به رغم مرضه، فإنه يجب علينا ألا نستغرب إذا تلقينا اتهامات من العالم بأننا مجانيين!!.

أخيراً، نريد أن نقول إن الشعب السوري الذي يدفع من دمه كل يوم، حين يخرج إلى الشارع وينادي: المجلس الوطني السوري يمثلني، فهو لا يقصد (إن فلاناً يمثلني كشخص)، بل يقصد المجلس ككل كشخصية اعتبارية. وفي ذلك آية نتمنى أن تُفهم.

بقلم: عبد العزيز حاجي عمر

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أفكار الكتب والشبيحة!

10-نيسان-2012

منشقّون ينشقّون عن المنشقين!!

04-نيسان-2012

النظام السوري والتضليل الثابت

05-آذار-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow