الى صنوبر
حينما تغيب صاحبة البيت
تبدو الأشياء هادئة ً وهامدة ً
نبتات الظل باهتة َ المنظر
السماء ُ شاحبة ً والأرائك ُ في حالة فوضى
والوردة ُ هل تبدو كما الوردة ؟
حينما تغيب صاحبة البيت
ثمة رجل ٌ وحيد ٌ
يضحك بلا سبب ٍ
عيناه ممتلئتان بالدمع
ولا يعرف كيف يمضي لياليه
يروي نكات ٍ لا يضحك ُ لها أحد ٌ
يرى الكون َ فارغا ً وقاحلا ً
الألم يزهر كالشوك في الخاصرة .
حينما تغيب صاحبة البيت ِ
يغفو الوقت ُ كطفل ٍ
لحظة َ يحل ُ المساء
والطفل يستيقظ في الليل ِ
باحثا ً عن أحلام ٍ يلعب معها
وأحابيل َ يتشبث ُ بها
كان الضيف ُ ولا أحد َ في البيت ِ
يعد ُ له الشاي َ
وكان يصغي للصمت عميقا ً
يتعلم ُ أسرار َ الحب ِ
ليهمس َ بكلمات ٍ غامضة ٍ
ويكتب َ قصيدة ً واضحة ً
في الهزيع الأخير ِ من الليل ِ
عن امرأة ٍ تركت أريكتها فارغة ً
والبيت َ شاغرا ً إلا من الهواء .
المرآة ُ تحملق ُ بي
ووجع ٌ في القلب ِ يوخزني
لا ملامح َ لوجهي
ولا معنى للقمر إن طل َ
أو غاب َ هذا المساء .
الوحدة ُ أرملة ٌ في الليل ِ
والوحيد ُ سعيد ٌ بأحزانه ِ
وليس أجمل من الإحاسيس ِ
تنساب ُ نهرا ً في آخر الليل ِ
وأعجب ُ للمرأة غائبة ٌ
وعطرها يفوح ُ في أرجاء البيت ِ
فحين تغيب صاحبة البيت
الجدران توشوش لبعضها
الصحراء تلتهم جدران البيت
ولم يعد ثمة بيت .
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
خاص بألف
[email protected]