Alef Logo
ضفـاف
              

المخرج "قاسم عبد" السينما هي وطني الحقيقي حاوره:

عماد كامل

خاص ألف

2012-06-22

ان عمق التجربة المهنية في العمل السينمائي الوثائقي التي يمتلكها المخرج السينمائي والتي يستطيع من خلالها تكثيف الوعي واختراق المحضور والمسكوت عنه في طرح كل القضايا الراهنة والملحة في عيون الانسان من خلال حياته اليومية المتنوعة , ولان السينما ذات علاقة وثيقة في مواجهة الواقع والسعي الى تغييره فقد حمل بعض من المخرجين العراقيين والعرب هذا العبأ على عاتقهم اينما حلوا، لينهضوا بالعمل السينمائي الوثائقي العراقي من وسط الركام ومن بين ذلك الخراب ليقودوه نحو دروب مضيئة كجواب على اسئلة الواقع الحياتي الصعب.
ومن بين اولئك المخرجين الذين كان لهم باع كبير في توثيق الحياة العراقية بكل تناقضاتها قاسم عبد المولود بالعراق والحائز على دبلوم من معهد الفنون الجميلة ببغداد، وماجستير من معهد السينما بموسكو، ويقيم ببريطانيا منذ العام1983م، أسس مع المخرجة وخبيرة المونتاج ميسون الباجه جي مدرسة عليا للسينما ببغداد في العام 2003م، أسمياها (كلية السينما والتلفزيون المستقلة)، وقدم العديد من الأفلام السينمائية مثل : النافذة الخلفية 1991م، ناجي العلي1999م، نقطة تفتيش سرده 2005م، والحياة ما بعد السقوط .
(مداد) كان لها وقفة مع قاسم عبد لمعرفة هذه التجربة الغنية
* ماذا تعني السينما لقاسم عبد؟
- السينما هي وطني الحقيقي وليس هناك شيء في الكون يسعدني اكثر من عملي في السينما، لان السينما هي توحد المشاعر الانسانية وهي تثبت ان لا فرق بين انسان واخر، بعيدا عن اللون والدين والقومية واللغة وغيرها من الفوارق الموجودة بين المجتمعات وخصوصا في مواجهة العنف لأن الإنسان لا تعصمه من مآسي الحروب لون بشرته أو ديانته او ثقافته، أو موقعه، فالطلقة عندما تخرج من فوهة البندقية لا تختار ضحيتها، والحروب حين تنشب ويعتلي غبار المعارك ودخانه سماء الساحة لا ينتبه المتصارعون إلى حجم المآسي البشرية التي يخلفونها.
لذا فأن كل فلم هو عبارة عن رؤيا للعالم وللعلاقات الاجتماعية بكل تناقضاتها وهو تصحيح للمسار الخاطئ في حياة الانسان، ولان السينما هي صوت من لا صوت لهم فأنا دائما مع المهمشين والهامشيين الذين لا يجدون من يدافع عنهم او يعكس افكارهم.
* لقاسم عبد محطات مهمة في توثيق الحياة العراقية من خلال افلامه ما الذي اراد قوله من خلال تلك الافلام؟
- دعني اقول لك بصراحة انا دائما كنت أقول ان كاميرا السينمائي تبدأ عندما تذهب كاميرا الإعلامي، وللأسف الشديد فأن الحياة العراقية التي عكسها الاعلام حياة منقوصة وسيئة ولا تمثل الحقيقة لذا عملت وبجد على تصحيح هذه النظرة القاصرة عن المجتمع العراقي من خلال انتاج واخراج مجموعة من الافلام الوثائقية التي عكست الصورة الحقيقة للحياة في العراق ما بعد السقوط،فالمواطن الغربي لم يرى في شاشات التلفيزيون سوى التفجيرات والدخان وصرخات الناس وحديث السياسيين،مما يجعل العراقيين يبقون شأنا مجردا بالنسبة للمشاهد الغربي، لا يظهرون كأفراد مكتملي الهيئة، ولان السينما رسالة وشكل من اشكال التعبير وهي مسودة لتاريخ مجتمع وعصر ما فأن الأفلام التي عملناها في(كلية السينما والتلفزيون المستقلة) حاولنا من خلالها عكس تفاصيل الحياة العراقية خصوصا إننا استطعنا ان ندخل الكاميرا الى الغرف الخاصة في بيوت العراقيين وان نعكس مشاعره، احزانه،افراحه، لذا فأن كل فلم هو تجربة جديدة تضاف الى رصيد تجاربي وكلي طموح ان اعكس تجاربي للآخرين.
* الفيلم الجديد يعني لك ولدا جديدا فأي اولادك اقرب الى نفسك؟
- انا لا افرق بين اولادي وكلها قريبة الى نفسي الا ان فيلم(حياة ما بعد السقوط) هو الفيلم الاكثر شهرة لان هذا الفيلم ومن خلال اسرتي عكس حياة الناس بأحزانها، وأفراحها، بنبضها وتقلباتها،وعبر عن رؤيتي وضميري المهني والإنساني ، وقد اتاح هذا الفيلم فرصة للمشاهدين كي يفهموا ماذا يعني أن تعيش في عراق اليوم، وما هي المآلات الإنسانية المترتبة على الغزو والحرب، وخمسة وثلاثون عاماً من الديكتاتورية. وكنت حريصاً من خلال هذا الفيلم على اكتشاف هذا العالم والمجتمع الذي تركته قبل سنوات طويلة أكثر لوناً وجمالاً وبساطة وعفوية، فوجدته الآن جسد بعظام محطمة فعلى الرغم من غيابي الطويل خارج العراق طوال تلك السنوات لكني كلما أضع رأسي لأنام يصحو بداخلي شيء اسمه العراق، رغم أنتمائي لكل ما هو إنساني، ولكل ما هو جميل، وربما لولا هذا الخراب الذي أصاب العراق لكنت أفكر بشيء مختلف، إلا أن التجربة الإنسانية ببعدها العميق منحتني ثراءً عريضاً.
* كيف تنظر لمستقبل السينما في العراق؟
_ كنت اتمنى ان تكون الفرصه حقيقية لاستنهاض السينما العراقية خاصة ان هناك فرص دعم دولية معقوله اضافه الى ان هناك اهتمام دولي للسينما العراقية مثلما يوجد اهتمام بكل ما يتعلق بالعراق , لكن للاسف لم يستثمر هذا الامر بشكل كافي . العراق كدولة وكوزارة ثقافة لم يستثمر هذا الموضوع على الاطلاق , وان مستقبل السينما في العراق وان مستقبل السينما في العراق يعتمد على عدة اشياء منها الحاضر والمستقبل ومن الاشياء الاساسية التي يبنى عليها انتشار السينما هي التعليم فيجب ان يكون مؤسسات اكاديمية من معاهد وجامعات مختصة في هذا المجال وان يكون للدولة يد في صناعة السينما المستقلة وان تكون السينما بعيدا عن الحكومات وتكون قريبة على الانسان العراقي تبدأ من الواقع وتنتهي بالواقع ويجب ان يكون هنالك صندوق لدعم السينما من حدود وشروط مسبقة لدعم الافلام التي تعكس طموحات واحلام الانسان العراقي وهذا بالمقابل سيعود على خلق فنان لان الفنان هو نطفة سماوية تنزل على شخص ليخلق فنان والعراق يمتلك الكثير من المواهب، وعلى الدولة ان تدعم الثقافة لتحد من ظاهرة هروب الكفاءات العراقية الى البلدان الاخرى، وما يلاحظ الان ان المدن العراقية مدن كئيبة لانها لا تحفل بالابداع والفن والموسيقى ولكي نعيد بناء الانسان العراقي فعلينا ان ندعم وبقوة الثقافة لان الثقافة تشذب الروح والانسان العراقي يعاني اليوم من التصحر الروحي لذا فهو يولد المزيد من العنف بعكس المجتمعات الحديثة التي تعتبر الفن والثقافة بمثابة الهواء الذي تستنشقه.
* لكلية السينما والتلفيزيون المستقلة عمل مشترك مع جامعة البصرة ما هو طبيعة ذلك العمل؟
- كلية السينما والتلفيزيون المستقلة تأسست ما بعد الحرب في بغداد وكان الهدف الاساسي منها هو تدريب الشباب السينمائيين العراقيين على السينما الوثائقية وبنفس الوقت على جوانب تكنيكيه اخرى فيما يتعلق بالسينما والتلفزيون ( الانتاج السينمائي والتلفزيوني ) . اشرف على تأسيس الكلية انا والزميلة ميسون الباججي المخرجة والمونتيرة العراقية وبعد الحرب فكرنا ماذا يمكننا ان نقدم للعراق على مستوى السينما وبما ان العراق خرج من ثلاث حروب مدمره وحصار لمده ثلاثة عشر سنه ..هذا الواقع ساهم في الغاء البنية الثقافية والفنية في المجتمع فلم يعد هناك صوت للانسان العراقي البسيط ,وعلى هذا الاساس حددنا هدف عودتنا للعراق من اجل ان نساهم في مساعده ونقدم للسينما العراقية فقمنا بانشاء كلية سينمائية ننتخب لها طلبة ونقوم بتدريبهم على شكل دورات( كورسات) مكثفة كل ثلاثه اشهر الى اربعة اشهر الغرض منها اعداد برنامج علمي هو بمثابة تاهيل للطلبه لان يعملوا افلاما. وقد انتجنا لحد الان(16) فلما وثائقيا وكان لكلية السينما والتلفيزيون المستقلة تعاون مشترك مع جامعة البصرة في اقامة دورة للفيلم الوثائقي اشترك فيها اكثر من(20) متدرب مثلوا مختلف المحافظات العراقية الجنوبية استمرت المرحلة الاولى شهر واحد من 1/4/2012 الى 1/5/2012 وبعدها سينتج خمسة افلام وثائقية نحاول من خلالها عكس الواقع العراقي بجميع تناقضاته.
خاص بموقع الف

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

تعدد الذات وتحولاتها في رواية عنبر سعيد

02-تموز-2012

المخرج "قاسم عبد" السينما هي وطني الحقيقي حاوره:

22-حزيران-2012

الماغوط شاعر التمرد والعبثية

16-كانون الثاني-2011

أقنعة الرغبة في (أنا..عاشقة أنهكها الانتظار)

06-تموز-2010

لا متناهية الرمز في لغة الجسد / جسد(لانا عبد الستار)أنموذجا

29-حزيران-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow