Alef Logo
ابداعات
              

ماتريـُوشكا1

أحمد توفيق سعد الله

خاص ألف

2012-10-01

(1)
عشيرٌ قِصَـرَكِ..
يا حُصِيَّ الحجـارة
التي امتزجتُ بها
خِطْءً.. ونُسُكًا..
عشيرٌ قِصَـرَكِ..
يُخفضُ منديلهُ..
عنـد جميع الأحرف المُشمسَة
وينتَتـفُ صغارًا..
من أثوابهمُ العِنَبِيَّـة
أنَّى ترقُبُ الزْوَغَـانَ حبيبتاه !
فلا هُو جُنح طلقـةٍ
يُؤمِّـنُ فنجالاً..
حتى يصير إلى قعـره
حَمـأً هشًّـا..
كجسم العرُوس
(2)
ها ذاك الرجـلُ قـال:
أنا حِجْـرُ البذار..
وعِصمتُهـا الأخيرةُ
يحدُوني مثقـالُ كِسْرةٍ
يُستضاءُ بها..
أو مُجـرَّد رمزٍ لبنيّ
حَفِظ الفُحولـة والكلام..
إلى تِرداد سُلالات حتى الحُمرة
وإني لا أرجـعُ..
في إلقاح الشفـاه
أُحصي حيـاةً جائزة الحُسبان
تخطرُ الشُذوذاتُ الآن..
وبعضُ احتمـاء الصيف
قد ولّى إزارًا..
فلا تُفصحوا عن دمي الوحدانيَّ
قبل أن تَرْكُمَ عثرتُـه..
ـ تلك الشاخصةُ بين هُدبين ـ
كرامات آل عُثمـان..
وعاليكُمُ هذا الصعيدُ الأفيحُ
نُثـارٌ من الغلمان عديدون..
ضبُّوا كُؤوس الشراب الـمَذِق
والأخيلة المقشُـورة..
صلاةً.. صلاةً
فدية خُطاي لما تحفُّ الناس
وملء الطيقـان..
(3)
عشيرٌ تلقاء اللاتين
ظلَّ بفصِّ خاتمـه
ما يلجُ الرمـاد..
والعبـاد..
قبل شُروع خنجره اللاقياسيَّ
ابن العشرةِ أعوام..
في حلِّ الخِيَمِ إلى قَسَمَاتٍ
لم أضع منها شُرفـة..
فهل روى عني '' قطيفةً حمراء ''
للمُعتصَرين كدُقاَق الأرُزّ إثر حكَّته
إثر قرانه بحوائطٍ غِلاظِ المُلوحة..
لكم فُرادى.. ووجاعى
نحن قدر ما يلزمُ الميلاد ؟
أثمة مَنْ تُخطئُه إغماضةٌ
بلغت مشيئتنا..
افتراض نُبـوةٍ ؟
أم اعذوذب طوعيَ المدنيُّ
قبل انتصافي..
أنا البدائي الخدُوم
المختـومُ..
عقلاً.. و حِشْيَةً قُماش لحظر الأيام
فهل تطايرَ جُزء من النظام
على يـديّ..
كي تَخِفَّ أعداد الشُموسِ
في الهـواء.. ؟
(4)
عشيرٌ يعملُ قهوتـه
يلـوذُ..
كلما تقدَّمت '' حِنَّاءة '' صوبه
إلى فَضْلَة جسدي الباقيـة
فألحظُ نحو مـاذا ؟..
يعتري شجر '' الزَّانِ الأبيض ''
فكرُ الجرائد..
ونحو مـاذا ؟
يتألَّفُ النَظْمُ اليسوعيُّ للشفاه
عرضًـا..
وطُـولاً..
ألحـظُ كيف نَسَـلَ الرّيشُ
من تفاريج أصابع ديوانيَّـةٍ
حول مغسلة جدارنا.. ؟
ونحو مـاذا ؟
تأتي مناقيرُ الشَّظايـا..
على جُذوع اللَّحم صاخبـةً
كي تبـرَّ بها..
ابتغـاء قِسمَة '' البُنِّ العربيّ ''
(5)
عشيرٌ جـوار الآخر
بُرهـةً..
أجدُ بحر الرُّوم
يقاسمني الأحداق..
غضون ساعـات الهجير
وبُرْهَةً ثانيـةً..
لا تفوقُ سُمْكَ امرأةٍ
أجدُ على ارتفاع الصدر
مسارج باكية القِدَم..
وكذا هي مَفرزَةٌ للحَّرس كحيلةٌ
تناظرُ الشُبَّاك..
تلوحُ فضفاضـة
من خُرْتِ الإبرة..
فأي شعيرة مكنونة
ستُنتقَشُ عليك يا جباهُ ؟
قد اشتملتُ بالزِّيجات..
ناهيكِ عن نُذور الغمام
وأنت تُحاولين..
قطاف أجراسك
من خلاف..
أي قُطْرٍ حقيق
في الجِِـرََاح..
يلاؤمُ إظلال هؤلاء '' الشَّحاحذة ''
غيرِ المُشبعيـن لُغةً..
فوق حجر البلاط
(6)
لم تبرح سوى أنجمٌ..
تُسيّب قاتلها المخلُول
يدنو إلى سِنـاد قدميّ
وعلى رِسْلِها تُحادثني
بضعةُ أستار..
كان أن أوضحتها للأقربين
وهي حِمْلُ دولةٍ صَدَفيَّة من قطعتين
تُشْرَعُ فوق توقيع '' إيفيان ''
أُكسبُ خارجي حُلكـةً..
يصحبه رُحَّلٌ في علياء النار
كأنما لم تعد يقظانةً
خجلانـةً..
صفيحةُ الممالك هذه..
كأنما قعدتُ عن تخليص الأشرعة
بإيجاز لها كي تمخُر..
العسس الذين نَقَصُوا من وجهي
العيونَ.. والماء
(7)
وبعدما أوشكتُ أفتلقُ المرآة..
ومتى أمكن '' طَرْقِ الحصى '' كِهَانةً
ليضيق عن مكاني..
خُلطاء الأرض..
حين تماثلوا على الحقيقة شكلاًً
لن يصعُب التخمينُ دقيقة
أين أشعرُ بالعـراء..!
ومتى أمكن إقراء الكَرَوْيَاء للضائعين
مُربَّعًـا تلو مُربَّـعٍ..
لن يصعُب التخمينُ
كيف لـ '' زُرْزُورٍ ''..
انسرح من قِماط الرضيع
ومن (نُورَالِجيا) الأعْصَابِ
أن يكتنف كَوْمََة رُشدي بالسراب
وشمتُ قامتي الراجعة..
إلى صخر كظيم..
دَعَوتُهُ الزمـن !؟
يحُطني العامةُ..
حيثما شارفت الريحُ
جفَّت الأسكارُ والحُجَرُ..
كما جفَّت صبيةٌ قبلُ عليّ
ألأن تحديد البـلاد
حَدَاثيـةً..
وجنُوبيـةً..
يصغُرني كياقـة بذلة
ويصغُرني أكثر..
عندما أقفُ بغير ميقاتٍ ؟
فلعله تحديدٌ ألزمه الواصفون
ألاَّ يسعَ دُخولي كفايـةً..
قدر ما يُسمَحُ بإسالة الشاي ؟
ولمَّا استفهمتُ كيف..
لم يُتْرَك لغضبتي خَبَـثٌ
أو مرقـدٌ يُذكَرُ.. ؟
جعلتُ أقول:
'' بُورك في زيت الحَجَرْ
ومن احتنك الرُؤيةَ..
فَضُوحةً لخاصرتيّ
بُورك في زيت الحَجَرْ ''
(8)
إن كلَّ من تجافى عن الوسائد
نيئ العاتقين بإذلال
كأحجار القدَّاحات..
كلُّ من التقط زُنوج البيت
يشغلني عمَّا فوق '' الخامس تمُّوز ''
بلى.. مُذ يَوْمِ يَوْم..
قِرَابُ المُسدَّس يخلُفني
ولستُ أمانعُ..
وهي قضماتٌ صُغرى
على الباب المعدنيّ
تخلُفُني..
ثُم يلقى النوازلَ
جسدٌ ضـارعُ
ولستُ أمانعُ..
جِـزْدَانُ سيدة مسروقٌ
سَّطْـلٌ للوَضُوء..
حَفَنـات من '' الشَّيْح ''
وقد تخلُفُني مع الدُّوار أصابعُ
ولست أمانعُ..
أما أنا فمُحالٌ أبايـعُ
مُحالٌ أبايـعُ..
أنـا مُحالٌ أبايـعُ
أحمد توفيق سعد الله
من مجموعته الشعرية '' ماتريوشكا '' بتصرف

لماتريُوشكا (Matriochka): دُميةٌ تتكون من نصفين ينطبقُ العُلوي على السفلي في شكل عروس منتفخة وعندما تنزع الجزء الأعلى تظهر في بطنها دمية أخرى أصغر تشبه الكبيرة تماما تفتحها فتجد ثالثة.. وهكذا دواليك حتى تصل إلى دمية صغيرة جدًا بحجم عقلة الإصبع تشبه السابقات وبالملامح ذاتها.
النورالجيا (Neuralgia): ألم في الأعصاب.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ماتريـُوشكا1

01-تشرين الأول-2012

ثَغَـرُوا من الإزار شيئًا

17-أيلول-2012

نصٌ جمهوريٌ بعزل '' أبي الحكم ''

24-تموز-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow