في الشام ..
مئذنةٌ تعلّمُ الغيمَ آدابَ الدخولِ إلى المساجدِ
وفتيةٌ يقرؤونَ على الموتِ فاتحةَ الحيـاة
/
في الشام ..
مدرسةٌ تعلّمُ الأطفالَ درسَ اللجوءِ
وأمهاتٌ يخبزنَ الضوءَ في تنورِ الأبـد
/
في الشام ..
دورٌ نوافذها مفتوحةٌ على التاريخ ِ
كلّما اهتزَ الأمسُ في شرفاتها .. فاحَ الأزل
/
في الشام ..
يأخذكَ الطريقُ إلى آخرك
وتدلكَ الدروبُ عليك
حتى إذا ماتهتَ في زحامِ البلادِ
سارتْ كل ُ الجهاتِ إليك

في الشام ..
يمشي الضوءُ في خطاكَ حيثُ تسيرُ
يقلّبكَ التاريخُ على وجهِ الزمانِ
يسألُ عنك الغيمُ إن غبتَ مرةً
يغمركَ الطريقُ برائحةِ المكانِ
/
في الشام ..
ينبتُ الفجرُ من ضحكةِ الأطفالِ
وتحبو الشمسُ على كفِ النهار
في الشامِ يهزمُ العتمُ كل ثانيةٍ
فترى الأرضَ من نورٍ ونار

في الشام ..
فضَّ الموتُ بكارةَ الأحلامِ
فبانتْ عورةُ العيشِ في ظل الحصار
في الشامِ عبوّةٌ تحرسُ باصَ مدرسةٍ
ودبابةٌ تبحثُ عن جدار
/
في الشام ..
تعلّمكَ الدروبُ فقهَ الأساطيرِ
وتنبئكَ الطريقُ بأسماءِ من عبروا
هم في صلاةِ الأمس خاشعينَ في غدهم
والأمسُ في الشامِ يختالُ ويفتخرُ
/
في الشام ..
يتسكعُ الصبحُ في الشرفاتِ ريثما
تنهي الشمسُ اقتباسَ النورِ من جسم الشهيد
في الشام وقد أعيتهم ضحكةُ الأطفال
راحوا يمزقونَ وجه العيد
/
في الشام ..
مربطُ الفجرِ / مسودةُ الغيمِ / منبتُ الريحِ / تتابعُ الضوءِ / فقهُ
الحجارةِ / عطشُ السؤال/ مطرُ القصيدِ / طينُ الحروفِ / همسُ الدروبِ /
ارتعاشُ الصبحِ / أصلُ الخرافات
/
عشبٌ يؤسسُ ذاكرةً لخطىً لاتجيءُ
امرأةٌ تضبطُ الإسفلتَ على إيقاع ِ خطوتها
سورٌ ينسقُ الريحَ على كتفِ البلادِ
زهرٌ يزاحمُ الغيمَ على كفِّ الندى
دربٌ يرتل الصيفَ على وترِ المساء
هرمٌ يعتقُ الأيامَ في كأس الرضا
وطفلةٌ تسحبُ العيدَ من تحت الركام
في الشـــام