Alef Logo
يوميات
              

سيادة المقدم جهاد ـ

عمار سليمان علي

2006-10-07

عن المسلسل التلفزيوني السوري "غزلان في غابة الذئاب"

لكي تعرفوا من هو "سيادة المقدم جهاد", يجب أن تعرفوا من هو "الأستاذ سامر", ولكي تعرفوا من هو "الأستاذ سامر" يجب أن تعرفوا من هم الغزلان ومن هم الذئاب, ولكي تعرفوا من هم هؤلاء وأولئك يجب أن تعرفوا فؤاد حميرة ورشا شربتجي!.
لقد استولى مشهد "سيادة المقدم جهاد" على تفكيري وشغل بالي, ولم يفارقني لحظة منذ أيام, أي منذ تابعت الحلقة الخامسة من المسلسل التلفزيوني السوري "غزلان في غابة الذئاب". والمشهد الذي أقصده هو الذي يقدم فيه "الأستاذ سامر" (الذي هو نجل مسؤول كبير, وبنفس الوقت صايع
كبير, ورجل مافيا كبير!) على ضرب أحد الموقوفين داخل مركز الشرطة, على مرأى العميد المسؤول وضباطه الذين لا يحركون ساكناً, ووحده "سيادة المقدم جهاد" يقف بكل عنفوان وثقة بالنفس وحرص على العدالة, ويقول لـ "الأستاذ سامر": كفى! نحن هنا في مركز لتطبيق القانون. يتوقف "الأستاذ سامر" عن الضرب ليسأل بكل استهزاء: ما الذي أسمعه؟ من هذا الذي يتكلم؟. ويأتيه الرد مباشرة كالصاعقة: أنا اسمي "سيادة المقدم جهاد". ويخرج "الأستاذ سامر" يجر وراءه أذيال الخيبة بمعنى أو بآخر, ويمتلئ بالرغبة في الانتقام من... الذي يتحول إلى رغبة في التسلية بـ... "سيادة المقدم جهاد"!!.
لقد أشبعت غروري وملأت كياني هذه البطولة "التلفزيونية", ورحت أحلم بأن نراها بطولة واقعية. وفكرت مطولاً: مادام في بلدنا العديد العديد من أمثال "الأستاذ سامر" بكل تدرجاته المزاجية والسلوكية والوظيفية والمناصبية (عكس المناقبية!), وما دمنا ندعي العمل على إيجاد الحلول الناجعة لأمثال هؤلاء الذين هم أساس الفساد والرشوة والصفقات والسمسرات وإساءة استغلال النفوذ بكل مندرجاته, وما دمنا نرفع شعار الإصلاح والعدالة وتطبيق القانون, وما دامت كل الخطوات المتخذة بهذا الصدد قد أثبتت فشلها الذريع, بل وحققت أحياناً عكس نتائجها المرجوة, فلعله يكون من المفيد أن نستوحي من مشهد "سيادة المقدم جهاد" أسلوباً جديداً لمواجهة الذئاب, بكل أشكالها البسيطة والمعقدة, المتخلفة والمتطورة, القديمة والحديثة وما بعد الحديثة والمستقبلية, الأرضية والفضائية, المحلية والدولية!.
إن أول وآخر ما نحتاجه لمواجهة قطيع الذئاب المتكاثر في بلدنا هو أن يكون لدينا كغزلان.. عفواً كمواطنين, شيء من الجرأة, وشيء من الشجاعة, وشيء من الثقة بالنفس..... وبالوطن, وأن يكون هناك في كل وزارة وهيئة ومديرية ودائرة ومؤسسة وشركة ومركز وفرع ومخفر وثكنة وجامعة ومدرسة ومشفى ومصح ومحكمة و..و.. من يقف ويصرخ بوجه الذئاب... تماماً كما فعل "سيادة المقدم جهاد"!.
فهل نحن فاعلون؟!.

رابط نشرة النزاهة
www.alnazaha.net
نشرة النزاهة ـ د. عمار سليمان علي
[email protected]


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

غزت روحي

27-تشرين الثاني-2011

سمراء من حلب

09-تشرين الأول-2011

على شفتيكِ

24-أيلول-2011

هي والشعر

19-آب-2011

لكل حبٍّ أجل

03-آب-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow