رسالةٌ مفتوحةٌ من مواطنٍ سوري إلى بشار الأسد .
لاأظن أن قائداً في التاريخ يشبهكَ , فأنت دخلتَ التاريخَ من بوابةٍ , دخلَ منها قبلكَ كثيرون , لكنك كنت أكثرهم فرادةً وتميزاً .
قلةٌ هم الذين تمكنوا من تدمير بلدانهم كما فعلت , ولعلك ستكون أهم مثال يدرَس عبر التاريخ عن قائد دمًر بلده , ليس هذا فحسب , بل وأسَس لدماره لعقود قادمة .
ماقمت به أيها السيد الرئيس , سيعجز الكثيرون عن وصفه , وسيحتار المؤرخون في تسجيل تفاصيله , إذ لامنطق يمكن البناء عليه , ولا أسس يمكن وضعها لتفسير ماقمت به , فما من هدفٍ , مهما بلغت بشاعته , يفسر مافعلتَه .
إن كنت تريد البقاء في موقعك كرئيس , فلم فعلت كل مامن شأنه أن يغلق هذا الباب أمامك نهائياً؟؟, فليس من العقل بشيء أن تدمر بلداً لترفع كرسيكَ على أنقاضه .
وإن كنت تريد مواجهة مؤامرة كما تدعي , فأي مؤامرة تلك التي تواجهها عندما تحطم كل ما من شأنه أن يساعدك على التصدي لها ؟؟؟.
وإن كنت تريد حماية جهة ما تقف معك , فلماذا دفعتها إلى حيث محرقتها , وهلاكها ؟؟!!.
لماذا وأنت الراحل حكماً , ولايمكن لقوة في الأرض أن تبقيك رئيسا لسوريا , تفعل مايدخلك وأهلك وطائفتك وشعبك وبلدك , في نفق الموت والدمار .
لماذا لم تبق لهذا البلد أي مقومٍ من مقومات حياته القادمة إلا ودمرته ؟؟؟, دمرت تاريخه واقتصاده وقوته , والأهم من ذلك كله ,أنك دمرت روحه التي صاغها عبر تاريخ طويل وهي حصانته وزاده لبناء سوريا من جديد .
منذ أن استلمت موقعك كرئيس لهذا البلد وأنت تنتقل من حماقة إلى حماقة أشد , لم يكن هناك أعظم من الشعب السوري عندما كبس ملحاً على جرحه العميق الذي فتحه والدك من قبلك في جسده , وقال لك بأنبل وأصدق مايقوله شعب لابن قاتله : سننسى , وسنعمل معك لأننا نخاف على سوريا .
هل من غباء كهذا عرفه التاريخ ؟؟, أن تستكبر على شعب , قبل صادقاً ان يفتح صفحة جديدة , تغلق كل العهر الذي مارسه أبوك وعصابته ولصوصه على مدى ثلاثة عقود , وتأتي أنت , لالكي تغتنم الفرصة الذهبية التي منحها لك هذا الشعب , بل لكي تبدد كل الفرص , وتزجنا جميعا في لعبة الخراب التي سندفع ثمنها كلنا كسوريين وأطفالنا لأجيال قادمة .
بشار الأسد ...... لا أظن أنك شجاع بما يكفي لكي تعترف أما العالم كله أنك مجرم بحق شعبك ووطنك , وتستقيل وتنتظر محاكمة عادلة لتدخل التاريخ بصفة أخرى .
أمامك حل واحد قد يمكن أولادك من أن يحتملوا كل العار الذي ستورثهم إياه .
إن كان قد تبقى منك بقية من ضمير , بقية من إنسانية , بقية من دم بشري يجري في عروقك .
انتحر أيها السيد الرئيس .
باسم يوسف