الَّلـــهُ: رَبُّ صَانِعِي القَرارَاتِ في العالَمِ.
2010-09-24
أنهيْتُ فاتحتِي الماضيةَ بقولِي: " لِيستيقِظْ "جِبريلُ" حاملاً رِسالةً جديدةً لِلإِنسانيَّةِ."؟؟. والحقيقةُ أنَّ مثلَ هذا القولِ يحمِلُ الكثيرَ مِنَ الضَّعْفِ، وكانَ يجبُ على اللهِ القادرِ الجبَّارِ أَنْ يُوقِظَ "جِبريلَ"، ويُرسلَهُ حاملاً رسالةً لِلإنسانيَّةِ جمعاءَ، تُلغِي جميعَ الأديانِ السَّماويَّةِ الَّتي سبقَتْ؛ ويُهيِّئُ لِديانةٍ جديدةٍ تعتمدُ على كُلِّ المُتغيِّراتِ الَّتي حصلَتْ في آلافِ السِّنينَ الَّتي مرَّتْ، منذُ كَلَّمَ اللهُ "موسى"، مُروراً بِصَلْبِ "المسيحِ" الَّذي لمْ يأتِ – في ِحقيقةِ الأمرِ – بِديانةٍ، وإِنَّما كانَ صاحبَ رِسالةٍ تدعُو إلى التَّسامحِ، اضطُّرَّ أتباعُهُ مِنْ بَعْدِهِ إلى العودةِ إِلى كتابِ اليهودِ المقدَّسِ، لِيجعلُوا منهُ كتاباً مُقَدَّساً لَهُمْ؛ ويُصبحُوا بِالتَّالِي - وإِنْ لمْ يعترفُوا بِذلكَ - فئةً مُنبثِقَةً مِنَ اليهوديَّةِ، تختلفُ عنها في بعضِ التَّعاليمِ، كما انبثقَتْ فئاتٌ مِنَ الدِّيانةِ الإِسلاميَّةِ، لها تعاليمُها الخاصَّةُ. وشتَّانَ بينَ تعاليمِ "المسيحِ"، وبينَ تعاليمِ "يَهْوَه" القاتلِ المُتَجَبِّرِ، حارقِ الأرضِ والبشرِ.!.
إِنَّ قَوْلَ "مُحَمَّدٍ": " لا نَبِيَّ بعدِي."، والآيةُ: " وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ، وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ." يُمكِنُ أَنْ تُنْسَخَا؛ فكثيرةٌ هيَ الآياتُ الَّتي جَبَّتْ ما قبلَها ونسخَتْهُ، وهِيَ كثيرةٌ جدَّاً، نُذَكِّرُ هُنا بِبَعْضِهَا:
الآيةُ المَنْسُوخَةُ:
" فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ." (البقرة / 109)
الآيةُ النَّاسِخَةُ:
" فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ." (التوبة /5)
الآيةُ المَنْسُوخَةُ:
" فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ." (البقرة / 115)
الآيةُ النَّاسِخَةُ:
" فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ." (البقرة / 144)
الآيةُ المَنْسُوخَةُ:
" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ." (البقرة / 180)
الآيةُ النَّاسِخَةُ:
" لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ." (النساء / 7)
هذا غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ مِمَّا غَيَّرَهُ اللهُ، إِذْ يأتي بِآيةٍ تنسخُ آيةً، وتُصبحُ الآيةُ القديمةُ باطلةً. وكانَ ذلكَ يتماشَى معَ تطوُّرِ الدِّينِ الإِسلاميِّ، وإِقبالِ النَّاسِ على الاعتقادِ بِهِ، واعتناقِهِ على أساسِ ما يحملُ مِنْ مُستجِدَّاتٍ، تتناسبُ طَرْداً معَ قُوَّةِ المُسلمينَ المُتنامِيَةِ، حتَّى لَمْ يَعُدْ "مُحَمَّدُ" مضطرَّاً إلى مُجاملةِ المُشركِينَ، كما كانَ سابقاً، حينَ أُنْزِلَتْ عليهِ الآياتُ: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى تلكَ الغرانيقُ العُلَى، وإِنَّ شفاعتَهُنَّ لَتُرْجَى.".
لَنْ أدخُلَ هنا في الجَدَلِ الَّذي حصلَ بعدَ ذلكَ، ومُحاولةِ تبريرِ مُفَسِّرِي القُرآنِ لتلك الآياتِ بِأَنَّ الشَّيطانَ هُوَ الَّذي أَوْحَى لِمُحَمَّدَ بِقَوْلِهِ: " وإِنَّ شفاعَتَهُنَّ لَتُرْجَى." وليسَ "جبريلُ". فكيفَ يكونُ الشَّيطانُ أقوى مِنَ اللهِ.؟؟.
ما أُريدُهُ قولَهُ هُنا، هوَ: إِنَّ اللهَ غَيَّرَ في آياتِهِ تِبْعاً لِتَطَوُّرِ الدِّينِ الجديدِ، وبِما أَنَّ ذلك ليسَ سابقةً على الإِسلامِ والمُسلمينَ؛ فَلِمَ لا يُرْسِلُ "جِبريلَ" حاملاً كتاباً جديداً، ينسخُ مُعظَمَ ما جاءَ في القُرآنِ القديمِ، نظراً لِعَدَمِ صلاحِيَّتِهِ لِهذا العصرِ.؟. بِسببِ المُتغيِّراتِ العلميَّةِ، والمُكتشفاتِ الكونِيَّةِ الجديدةِ؛ ويُعفِي كِبارَ عُلماءِ المُسلمينَ مِنَ البحثِ عَنْ وسائلَ تُثْبِتُ صِحَّةَ كُلِّ ما جاءَ في القُرآنِ، بأَعذارٍ واهيةٍ، وغيرِ مقبولَةٍ.!. ويُعفِينَا مِنْ جَهْلِ بعضِ عُلماءِ المُسلمينَ الَّذينَ قالُوا بِعَدَمِ دَوَرَانِ الأرضِ، مِنْ أمثالِ "ابْنِ بازَ"، و"ابْنِ عُثَيْمِيْنَ" الَّلذَيْنِ قالا عَنْ دَوَرَانِ الأرضِ حَوْلَ نَفْسِهَا ما يلي: " ثُمَّ هذا القولُ مُخالِفٌ لِلواقِعِ المُحْسُوسِ، فالنَّاسُ يُشاهدُونَ الجِبالَ في مَحَلِّهَا لَمْ تُسَيَّرْ، فهذا "جبلُ النُّورِ" في "مَكَّةَ" في مَحَلِّهِ، وهذا "جبلُ أَبِي قُبَيْسَ" في مَحَلِّهِ، وهذا "أُحُــدُ" في "المدينةِ" في مَحَلِّهِ؛ وهكذا جِبالُ الدُّنيا كُلُّها لَمْ تُسَيَّرْ، وكُلُّ مَنْ تَصَوَّرَ هذا القولَ، يعرِفُ بُطْلانَهُ وفَسَادَ قَوْلِ صاحِبِهِ، وأَنَّهُ بعيدٌ عَنِ اسْتعمالِ عَقْلِهِ وفِكْرِهِ، قَدْ أعطَى القِيادَ لِغَيْرِهِ كَبَهِيمَةِ الأنعامِ؛ فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ القَوْلِ عليهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، ونعوذُ بِاللهِ مِنَ التَّقليدِ الأعمَى الَّذي يُرْدِي مَنِ اعْتَنَقَهُ، وينقُلُهُ مِنْ مِيْزَةِ العُقَلاءِ إِلى خَلْقِ البَهيمةِ العَجْمَاءِ.".
لِنَلْحَقْ رَكْبَ الحضارةِ العالميَّةِ، لا بُدَّ مِنْ تغييرٍ جَذْرِيٍّ في جميعِ الأديانِ السَّماويَّةِ، وعلى اللهِ إِرسالُ نَبِيٍّ مُخْتَلِفٍ مُتَحَضِّرٍ، عارِفٍ بِالمُستقبَلِ ومُتَغَيِّراتِهِ؛ فَينسخُ الدِّياناتِ القديمةَ كُلَّها، ويأتينَا بِدينٍ جديدٍ، أَوَّلُ ما يقولُ بِهِ هُوَ تكفيرُ جميعِ الجَماعاتِ الإِرهابيَّةِ والسَّلَفِيَّةِ، وإِلغاءِ اليهوديَّةِ والمَسيحيَّةِ والإِسلامِ، وجَمْعِهِمْ في دِيْنٍ كَوْنِيٍّ واحدٍ؛ أَلَيْسَ هُوَ القادرَ على كُلِّ شَيْءٍ.؟؟.
أعتقدٌ أَنَّ "جِبريلَ" فَرِحَ حينَ قَرَأَ فاتحتِي السَّابقةَ، وسيفرحُ أكثرَ حينَ يقرأُ فاتحتِي هذه، فَهُوَ سيعودُ إلى العملِ مِنْ جديدٍ؛ وسيظلُّ مُتَجَوِّلاً بينَ السَّماءِ والأرضِ ناقلاً الكتابَ المُقَدَّسَ الجديدَ الَّذي يُوَحِّدُ جميعَ الأديانِ.!.
أعرفُ أَلَّا أَحَدَ سيقِفُ معِي في اقتراحِيَ هذا، فَالجميعُ مُستفيدُونَ مِنَ الوَضْعِ الرَّاهنِ، رجالُ الدِّينِ في كُلِّ دينٍ، صانِعُو القراراتِ في العالمِ أجمعَ، المُستفيدونَ مِنَ التَّخَلُّفِ الَّذي يعيشُهُ المُتديِّنونَ المُسلمونَ، إِذْ يتلاعبُونَ بِهِمْ، ويُوَجِّهُونَهُمْ إلى صناعةِ الإِرهابِ في المناطقِ الَّتي يرغبُونَ في السَّيطرةِ عليها؛ ووجودُ إسرائيلَ اليهوديَّةِ في مُنْتَصَفِ العالمِ الإِسلاميِّ، هُوَ أفضلُ طريقةٍ لِلحِفاظِ على النِّفْطِ في أَيْدِي شركاتِ البترولِ، والتَّحَكُّمِ في تحديدِ أسعارِهِ، واستمرارِ تَدَفُّقِ الأموالِ على الدًّوَلِ الكُبرى.!.
بَقاءُ الدِّينِ الإِسلاميِّ على ما هُوَ عليهِ يصبُّ في مصلحةِ الجميعِ، مُسلمينَ وغيرَ مُسلمينَ، فهُوَ الَّذي يُحافِظُ على تخلًّفِنَا، وعَدَمِ نَهْضَتِنا. لِذلكِ، أنصحُ "جِبريلَ" بألَّا يفرحَ بِالعودةِ إلى العملِ، فَاللهُ لَنْ يستمِعَ لِمَا أكتبُهُ هُنَا، لأَنَّهُ - في النِّهايةِ - رَبُّ صَانِعِي القراراتِ في هذا العالَمِ.!؟.
........................................
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |