نحنُ ـ الشَّعبَ ـ نريدُ السَّلامَ فهلْ منْ شريكٍ.؟؟ ــ ج2
2010-10-29
أنهيتُ فاتحتِي السَّابقةَ بالقولِ إنَّ شعوبَ المنطقةِ المسمَّاةِ خطأً بالمنطقةِ العربيَّةِ، إنَّما هي مجموعةُ شعوبٍ تنتمي إلى حضاراتٍ مختلفةٍ، جاءَ الإسلامُ ليعطيها اسماً ليسَ لها، وأعني بهِ اسمَ العربِ. حيثُ زُرِعَتْ ونبتَتْ كشجرةٍ سامَّةٍ دولةٌ اسمُها إسرائيلُ.
وصارَتْ إسرائيلُ أمراً واقعاً قبلَ بهِ حكَّامُ المنطقةِ تحتَ ضغوطٍ مختلفةٍ، ومصالحَ مختلفةٍ أيضاً، ولكنَّ المصالحَ هيَ الَّتي كانَتْ غالباً ما تتحكَّمُ بسيرِ الأمورِ لمصالحِ دولةِ إسرائيلَ؛ فمعظمُ حكامِ العربِ كانتْ كراسِيُّ حكمِهِمْ وعروشِهِمْ والحفاظِ على بترولهم، هيَ الَّتي تتحكَّمُ في قراراتِهِمْ، وليسَ الواقعُ المُرُّ الَّذي كانَتْ فلسطينُ ترزحُ تحتَ نيرهِ.
حكَّامُ المنطقةِ الذين ذكرتُ، لهمْ مصالحُهمْ الَّتي التقَتْ معَ مصالحِ حكَّامِ دولةِ إسرائيلَ؛ فحصلَتِ الدَّولةُ المغتصبةُ على شرعيَّتِها.
وحتَّى لا يظهرُ حكَّامُ المنطقةِ بالمتخاذلينَ المتآمرينَ، فُرِضَت على المنطقةِ ثلاثُ حروبٍ في القرنِ الماضي في محاولةٍ لإعطاءِ صفةِ الوطنيَّةِ لبعض حكام المنطقةِ، وصفةِ الدَّولةِ الَّتي لا تُقْهَرُ لدولةِ إسرائيلَ.
ومازالَتِ المنطقةُ في حالةِ صراعٍ حتَّى اللحظةِ.
السُّؤالُ الَّذي يطرحُ نفسَهُ: مِمَّ تتألَّفُ دولُ المنطقةِ، ودولةُ إسرائيلَ.؟. وهلْ يمكنُ أنْ تقومَ دولةٌ دونَ شعبٍ.؟، وهلْ يمكنُ لهذا الشَّعبِ أنْ يكونَ مُتَّفِقاً كلٌّ ضمنَ دولتِهِ في كلِّ الأمورِ.؟، هلْ يمكنُ أنْ يكونَ اليهودُ شعباً دمويَّاً سفَّاحاً قاتلاً للأطفالِ.؟. وهلْ يمكنُ لشعوبِ المنطقةِ أنْ تكونَ متخاذلةً كما بدَتْ لعيونِ الرَّأيِ العامِّ العالميِّ، في خسارتِها لثلاثِ حروبٍ، كانَ المفروضُ أنْ تكونَ هيَ الأقوى فيها، وأنْ تكونَ هي المنتصرةَ.
لا أشكُّ لحظةً في أنَّ مَنْ لديهِ عيونٌ ترى، وآذانٌ تسمعُ، وأنوفٌ تشمُّ الحقيقةَ إِلاَّ ويعرفُ أنَّ شعوبَ المنطقةِ ومنْ ضمنِها اليهودُ، ةهنا لابد من اليهود والصهاينة، ليسَ لهمْ يدٌ فيما يجري على أرضِ الواقعِ، وإنَّما هيَ حروبٌ كُتِبَتْ سيناريوهاتُها مسبقاً، وخاضَها بعض حكَّامُ المنطقةِ، وهمْ يتحرَّكونَ ضمنَ سيناريوهاتٍ مكتوبةٍ لا يحيدونَ عنها، وكانَ كلُّ شيءٍ تحتَ السَّيطرةِ، ومِنْ قبلِ القوى الاقتصاديَّةِ العظمَى بزعامةِ أمريكا حاليَّاً، وقبلَها بريطانيا العظمَى.
هلْ فكرةُ أنْ تكونَ فلسطينُ دولةً لليهودِ فكرةٌ معاصرةٌ نبتَتْ منْ فراغٍ.؟. أمْ أنَّهُ كانَ مخطَّطاً لها أَنْ تكونَ، وبالطَّريقةِ الَّتي هيَ عليها الآنَ. لا أعتقدُ أنَّ صاحبَ عقلٍ ناضجٍ سيقولُ إنَّها فكرةٌ طارئةٌ، وإنَّ المقصودَ منها ببراءةٍ تأمينُ وطنٍ لليهودِ، هذا قولٌ مرفوضٌ، وغيرُ مقبولٍ وساذجٌ.
القوى الكُبرى كانَتْ تحرِّكُ حكَّامَ المنطقةِ، وزعماءَ إسرائيلَ كأحجارِ الشَّطرنجِ، وكانَ على الملكِ أَنْ يموتَ حينَ يقرِّرُ اللاعبُ أنَّهُ قادرٌ على دفعِهِ إلى حافَّةِ الموتِ.
وكمَا كانَتِ الحروبُ الصَّليبيَّةُ الَّتي رسمَتِ الصَّليبَ على دروعِ المقاتلينَ المساكينِ منَ المؤمنينَ المسيحيَّينَ، وعلى ملابسِ قتالِهِمْ، ورسمُوهُ على علمهِمْ، إِنَّما هيَ حروبٌ اقتصاديَّةٌ، كانَتِ الغايةُ منها السيطرةَ على هذهِ المنطقةِ الغنيَّةِ بحِجَّةِ استردادِ القدسِ وكنيستِها، قامَتْ دولةُ إسرائيلَ للسَّببِ نفسِهِ.
قدْ أكونُ أطلْتُ في مقدِّمتِي هذهِ، لأصلَ إلى نتيجةٍ بسيطةٍ وساذجةٍ تقولُ: إنَّ كلَّ شعوبِ هذهِ المنطقةِ، وأيَّةِ منطقةٍ أخرى، تجري فيها حروبٌ، ويُقْتَلُ فيها شبابٌ ونساءٌ وشيوخٌ، وتُخَلِّفُ أراملَ وأيتاماً، ما هيَ إلاَّ خدمةٌ لمصالحَ اقتصاديَّةٍ لحكَّامِ تلكَ البلادِ، ومَنْ يرغبونَ بالسَّيطرةِ عليها؛ وإنَّ الشَّعبَ، الشَّعبَ المخدوعَ المسكينَ يهدرُ دمَهُ فقطْ مِنْ أجلِ زيادةِ رؤوسِ أموالِ قادَتِهِ وزعمائِهِ وجنرالاتِهِ. وكلُّ ما يُقالُ عنِ الوطنِ والوطنيَّةِ والقضيَّةِ، ما هوَ إِلاَّ كلامٌ مُخاتلٌ، يُرادُ بهِ جَرُّ هذهِ الشُّعوبِ إلى مزيدٍ منَ الاقتتالِ، ومزيدٍ منَ الدِّماءِ، مِنْ أجلِ مزيدٍ منَ الأموالِ، تتكدَّسُ في المصارفِ؛ ليتمتَّعَ بها مَنْ يستحقُّونَها، وهُمْ يستحقُّونَها فعلاً، لأنَّهُمْ وعبرَ التَّاريخِ، لم يكتشِفْ أحدٌ أَنَّ كلَّ الحروبِ الَّتي جرَتْ، وكلَّ الضَّحايا الَّتي صارَتْ رماداً، تحوَّلَتْ إلى ذهبٍ وفضَّةٍ وعملةٍ صعبةٍ، تذهبُ في اتِّجاهينِ، إمَّا لتطويرِ سلاحٍ مستقبليٍّ قادرٍ على مزيدٍ منَ السَّيطرةِ على تلكَ الشُّعوبِ، أوْ على طاولاتِ القمارِ وفُروجِ النِّساءِ.
لهذا الشَّعبِ أقولُ؛ لهذا الشَّعبِ المقهورِ مُذْ بدأَتْ تتكوَّنُ الدُّوَلُ، الأمرُ بيدِكَ أنتَ، أنتَ مَنْ يستطيعُ اتِّخاذَ القرارِ، لهذا، فبِدونَكَ لا يستطيعونَ القيامَ بأيَّةِ حركةٍ .. فكُنْ أنتَ صاحبَ القرارِ.
فيما يخصُّ السَّلامَ بينَنا وبينَ دولةِ إسرائيلَ، يجبُ أنْ يكونَ الشَّعبانِ معاً أصحابَ القرارِ، ويجبُ إبعادُ الحكَّامِ - حتَّى ولوْ كانُوا منتَخَبينَ منْ شعوبِهِمْ - عنِ اتِّخاذِ مثلِ هذا القرارِ الَّذي يخصُّ الشَّعبَ، لأنَّهُ منَ السَّهلِ أنْ تخدعَ الشَّعبَ لينتخبَ قائداً، ولكِنْ ليسَ مِنَ السَّهلِ أنْ تجعلَهُ ضحيَّةً دائمةً لطموحِكَ.!.
(يتبـــع).
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |