نحنُ ـ االشَّعبَ ـ نريدُ السَّلامَ، فهلْ منْ شريكٍ.؟. (الجزء الأخير.)
2010-11-05
نحنُ ـ االشَّعبَ ـ نريدُ السَّلامَ، فهلْ منْ شريكٍ.؟. (الجزء الأخير.)
أحدُ التَّعليقاتِ الَّتي جاءَتْ على افتتاحيَّتي الأخيرةِ، وهيَ تقصدُني إِذْ تقولُ " أَلَمْ تملَّ منَ الكلامِ في السِّياسةِ والجنسِ.؟ ". طبعاً نَسِيَ مقالاتِي الأكثرَ أهميَّةً، وهيَ الَّتي تتناولُ الدِّينَ، وتأثيرَهُ على المنطقةِ، وقدْ استغربْتُ مثلَ هذا التَّعليقِ، فهلْ يجبُ أنْ أتناولَ غلاءَ البندورةِ في الأسواقِ.؟، أوْ عدمَ التَّفكيرِ في دعمِ المازوتِ حتَّى الآنَ في سوريةَ.؟؛ أوْ في موجةِ الغلاءِ الأخيرةِ الَّتي لمْ ولنْ تتوقَّفَ عندَ حدٍّ.؟، أوْ أنْ أتحدَّثَ عنْ هيفاءَ وهَبِي ونانسي عجرمَ وغيرِهِنَّ منَ المطرباتِ.؟، أيُّ المواضيعِ هيَ الأكثرُ أهميَّةً.؟. تلكَ الَّتي تتناولُ مواضيعَ تهمُّ منطقةً واحدةً في معيشتِها، وفي خصوصيَّتِها.؟، أمِ البحثُ والكتابةُ في أمورٍ أعلى وأكثرَ أهميَّةً، وتهمُّ شعوبَ المنطقةِ جميعِها.؟.
يهمُّ أولِي الأمرِ أنْ يُفَرِّغَ كاتبٌ همَّهُ في غلاءِ البندورةِ، والموادِّ الاستهلاكيَّةِ الأخرى، وبالتَّأكيدِ هُمْ ليسُوا سعيدينَ بما أكتبُه عنِ السَّلامِ. لهذا المعلِّقُ ولكلِّ مَنْ يفكِّرونَ مثلَهُ، أقولُ: أتركُ أمرَ الصَّغائرِ لِلصِّغارِ، إِنَّما أنا أكتبُ لمصلحةِ شعبٍ يسيطرُ عليهِ رجالُ الدِّينِ أوَّلاً، وحُكَّامُهُ ثانياً، ومصلحةُ الدًُّولِ الكبرَى ثالثاً، ولنْ أتوقَّفَ عنِ الكتابةِ في هذهِ المواضيعِ، طالمَا أضيفُ معلومةً صغيرةً إلى عقولِ النَّاسِ المسلمينَ؛ والِّذينَ يهتمُّونَ فقطْ بعيشهِمُ اليوميِّ، دونَ الالتفاتِ إلى المسبِّبِ لذلكَ.
ما علينا، الفكرةُ الَّتي سأختمُ بها ثلاثيَّتِي، وهذهِ حلقتُها الأخيرةُ، تقومُ على فكرةٍ خطيرةٍ جدَّاً بالنِّسبةِ لِلدُّولِ الكبرَى، وللحكَّامِ العربِ بالمستوى نفسِهِ، وتطرحُ فكرةَ إقامةِ اتِّحادٍ لدولِ المنطقةِ، يمتدُّ منْ إيرانَ وينتهي في فلسطينَ ضامَّاً تركيَّا، والدُّولَ المسمَّاةَ بالعربيَّةِ، مستبعِداً الدُّولَ الأفريقيَّةَ مِنْ تلكَ المسمَّاةِ عربيَّةً؛ بسببِ خصوصيَّةِ تلكَ المنطقةِ، وانتمائِها إلى حضارةٍ هي في الأساسِ مختلفةٌ.
ماذا لو تناسَيْنَا الخلافاتِ الدِّينيَّةَ.؟، أوْ وضعْنَا الدِّينَ داخلَ المسجدِ، وقفلْنَا عليه بالمفتاحِ.؟، وفي الخارجِ، في الشَّارعِ المُمْتَدِّ مِنْ إيرانَ حتَّى آخِرِ نقطةٍ في فلسطينَ مُروراً بمناطقِ البترولِ، وممالكِها وإماراتِها؛ اتَّخَذْنَا قراراً بإقامةِ اتِّحادِ تلكَ الدُّولِ. ما الَّذي يحصلُ حينَها.؟. تنشأُ مجموعةُ دولٍ على طريقةِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ، قادرةٌ على المشاركةِ في صنعِ القراراتِ الدَّوليَّةِ مشاركةً فعَّالةً، والتَّأثيرِ في مصيرِ العالمِ، وإِضعافِ الدُّولِ الصِّناعيَّةِ الَّتي تسيطرُ على العالمِ.
قبلَ أيِّ تفكيرٍ في مشروعٍ مِنْ هذا النِّوعِ، يجبُ أنْ ننسَى، أوْ نؤجِّلَ البحثَ في كونِ هذا البلدِ شيعيَّاً، وذاكَ سنِّيَّاً، وما يضمُّهُ كلُّ بلدٍ منْ مذاهبَ أخرَى، لا داعِيَ لِتكرارِهَا. يجبُ أنْ ننسَى مصالحَنا الشَّخصيَّةَ الصَّغيرةَ، كحفاظِ كلِّ دولةٍ منْ دُوَلِ النِّفطِ على مصالحِها ونفطِها، خوفاً منْ خسارتِها يُخوتَ حُكَّامِها وقصورَهُمْ وحجوزاتِهِمْ في ملاهِي وكباريهاتِ العالمِ.
يجبُ أنْ نفكِّرَ فقطْ في المصالحِ العليا لهذهِ الشُّعوبِ الَّتي تعيشُ المنطقةَ، ولها تأثيرُها في حضارةِ العالمِ اليومَ. إِنَّ إقامةَ مثلِ هذا الاتِّحادِ، سيخلطُ أوراقَ المنطقةِ ويربكُها، ويجعلُ التَّفكيرَ في السَّلامِ مختلفاً عمَّا كانَ عليهِ.
تصبحُ هناكَ شعوبٌ مختلفةٌ مجتمعةُ تحتَ علمٍ واحدٍ، هوَ علمُ اتِّحادِ دولِ المنطقةِ، وتتعاملُ بعملةٍ واحدةٍ، هي عملةًُ شعبِ هذهِ المنطقةِ. وبالتَّالي يصبحُ التَّفكيرُ في السَّلامِ أكثرَ فعاليَّةً.
يصبحُ الشَّعبُ اليهوديُّ أكثرَ حماساً، ليكونَ ضمنَ هذا الاتِّحادِ، وسيقِفُ ضِدَّ حكوماتِهِ الَّتي تخدمُ مصالحَ الدُّولِ الكبرَى لا مصالحَهُ، ويصبحُ الجلوسُ على طاولةِ مفاوضاتٍ شعبيَّةٍ أمراً ممكناً. شعوبُ الاتِّحادِ الجديدِ، معَ الشَّعبِ اليهوديِّ على طاولةٍ واحدةٍ، يحلُّ خلافاتِهِ الَّتي هيِ في الأساسِ ليسَتْ خلافاتٍ حقيقيَّةً؛ وإِنَّما خلافاتٌ مفتعَلَةٌ مِنْ قِبَلِ الغيرِ.
هوَ حلمٌ مستحيلٌ، لأنَّهُ سيؤدِّي إلى حربٍ كبيرةٍ في المنطقةِ، ولكِنْ، تُرَى كَمْ مِنَ الأحلامِ تحقَّقَتْ، ألا يمكنُ أنْ يكونَ مِثْلُ هذا الحلمِ واحداً مِنْها.
.....................................
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |