"البُوطِيُّ" يستغبي المسلمينَ جميعاً.!.
2010-12-17
كيفَ يستطيعُ شخصٌ يتمتعُ بِمَكانةِ "البُوطِيِّ" العِلميَّةِ أَنْ يستغبِيَ المُسلمينَ؛ حينَ قالَ عنْ أسبابِ بَلِيَّةِ شُحِّ السَّماءِ بالأمطارِ: "إذا ارتفعَتْ(يقصدُ الأسبابَ)، ستنهمِرُ الأمطارُ بدونِ صلاةِ الاستسقاءِ.. وإِذا بقيَتْ، ستجِدُونَ أَنَّ هذهِ الحالةَ ستستمرُّ وتتطوَّرُ".
وكانَ ذلكَ في مَعْرِضِ حديثِهِ عمَّا فعلَهُ "المأمونُ" بالإمامِ "أحمدَ بنِ حنبلَ"، بعدَ تأثُّرِهِ بالمُعتزلةِ، قالَ لِلحُضورِ إنَّهُ استخارَ اللهَ في أَنْ يُحَدِّثَهُمْ في أمرٍ مِنَ الأمورِ النَّاجزةِ الَّتي تَشْغَلُ بالَنا اليومَ بعدَ إشارتِهِ إلى صلاةِ الاستسقاءِ، وشُحِّ الأمطارِ؛ قالَ: "هُناك أسبابٌ لهذهِ البليَّةِ إذا ارتفعَتْ ستنهمِرُ الأمطارُ بدونِ صلاةِ الاستسقاءِ؛ وإذا بَقِيَتْ ستجدُونَ أَنَّ هذهِ الحالةَ ستستمرُّ وتتطوَّرُ".
وفي شرحِ "البُوطِيِّ" للأسبابِ، أوضحَ أَنَّ السَّببَ الأوَّلَ هوَ ما أسماهُ "المسلسلَ المشؤومَ" الَّذي بعثَ بالشُّؤْمِ إلى هذا البَلَدِ، مُوضِحاً أَنَّهُ سبقَ ونبَّهَ إلى هذا الخطرِ منذُ أربعةِ أشهرَ، في إشارةٍ إلى انتقادِهِ مسلسلَ "ما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" للمخرجِ السُّوريِّ "نجدتْ أنزور". وقالَ البُوطِيُّ إنَّ السَّببَ هوَ انتقادُ المسلسلِ لِلقرآنِ، مِنْ خلالِ اسمِهِ، واتِّهامِهِ القرآنَ بأَنَّهُ (يُرسِّخُ الذُّكوريَّةَ في المجتمعِ، ويُرسِّخُ مجتمعَ الجَوارِي في النِّساءِ.) إضافةً إلى وجودِ مَنِ احتضنَ هذا المسلسلَ، ونشرَهُ، ونثرهُ خلالَ ثلاثينَ حَلْقَةً.
وعرَّجَ على قرارِ السيِّدِ وزيرِ التَّربيةِ، إِذْ قالَ: "لكنَّ وزيرَ التَّربيةِ -أصلحَنِي اللهُ وإيَّاهُ- أصدرَ أمراً بطردِ حوالي 1200 ألفٍ ومئتَيْ مُدَرِّسةٍ صالحةٍ، قِيْلَ بسببِ النِّقابِ... وليسَ فيهِنَّ واحدةٌ تفقدُ عقلَها، لِتقِفَ تُدَرِّسُ، والنِّقابُ على وجهِها!!!". وتابعَ البُوطِيُّ: "لَكِنْ لماذا طُرِدْنَ.؟؛ لأنَّهُنَّ مُتَدَيِّناتٌ، ولأنَّهُنَّ حريصاتٌ على دينِهِنَّ!!"
وأشارَ "البُوطِيُّ" إلى تأثيرِ هذا القرارِ، بالقولِ: "إِنَّ هؤلاءِ المَطْروداتِ يبكِيْنَ في الليالي الحالكاتِ يدعُوْنَ اللهَ، ظُلِمْنَ بدونِ مُوْجِبٍ؛ والنَّبِيُّ، عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، يقولُ: "اِتَّقِ دعوةَ المَظلومِ، فليسَ بينَها وبينَ اللهِ حِجابٌ".
وثالثةُ الأثافي كانَتْ في قولِهِ: "أمَّا السَّببُ الثَّالثُ والأخيرُ الَّذي يُؤَدِّي إلى شُحِّ الأمطارِ، فهُوَ المدارسُ الخاصَّةُ." في إشارةٍ إلى الإنذاراتِ الَّتي تلقَّتْهَا المدارسُ الخاصَّةُ السُّوريَّةُ، بسببِ تَشَدُّدِها مِنَ النَّاحيةِ الدِّينيَّةِ. وقالَ "البُوطِيُّ": "نضعُ أولادَنا فيها كي نُرَبِّيَهُمْ تربيةً دينيَّةً. ما دخلُكُمْ بِنَا...؟! سجَّادةُ الصَّلاةِ ممنوعةٌ، والمصاحفُ الدِّينيَّةُ ممنوعةٌ، ولا يجوزُ فَصْلُ الذُّكورِ عَنِ الإِناثِ في المرحلةِ الابتدائيَّةِ!! لماذا هذهِ المُعاداةُ لِمظاهرِ الدِّينِ.؟. مُضِيفاً: مَنْ شاءَ، فَلْيُؤْمِنْ ، وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ..."
لَكِنَّ الشَّيخَ "البُوطِيَّ" تركَ البابَ مفتوحاً أمامَ النَّجاةِ مِنْ هذا الخطرِ، وربطَهُ بِزوالِ هذهِ الأسبابِ، فقالَ: "إِنْ زالَتْ هذهِ الأسبابُ - بإِذْنِ اللهِ - ستجدُونَ الرَّخاءَ قدْ عادَ، وإِنْ بقِيَتْ هذهِ الأسبابُ، فالأمرُ خطيرٌ. هذهِ هيَ سُنَّةُ رَبِّ العالَمِيْنَ، اِستمرارُ هذا الأمرِ بهذا الشَّكلِ يُنْذِرُ أكبرَ مَعِيْنٍ للماءِ بالنُّضوبِ". وفي حديثِهِ عنْ كيفيَّةِ زوالِها، طالبَ "البُوطِيُّ" مُخرِجَ مسلسلِ "ما ملكَتْ أَيْمانُكُمْ" والممثِّلينَ فيهِ أَنْ يتوبُوا إلى اللهِ؛ ويُعلِنُوا خَطَأَهُمْ، كما طالبَ بِـالتَّراجُعِ عنْ قراراتِ وزارةِ التَّربيةِ وَبِـ "رَدِّ الظَّلامةِ عنِ المُدَرِّساتِ، وإِعادَتِهِنَّ."
هلْ ينتقمُ اللهُ وهوَ الرَّحمَنُ الرَّحيمُ، ويُعاقِبُ شُعوباً بأكمَلِها لسببٍ تافهٍ، لا قيمةَ لَهُ.؟. وهَلْ تَفَرَّجَ اللهُ على مسلسسلِ "ما ملكَتْ أَيْمانُكُمْ" في عَلْيائِهِ، إذا كانَ ثَمَّةَ علياءُ، واستاءَ، فعاقبَ كُلَّ النَّاطقينَ باللغةِ العربيَّةِ على ما جاءَ في مسلسلٍ، لم يقُلْ سوى الحقيقةِ الجارحةِ للسيِّدَ الشَّيخَ "البُوطِيَّ".؟؟.
وهَلْ تَحَوَّلَ رَبُّ مُحَمَّدٍ إلى رَبِّ موسَى الفَتَّاكِ، قاتلِ الأبرياءِ، مُدَمِّرِ المُدُنِ، وحارقِ الأراضيِ. لا أعتقدُ أَنَّ الشَّيخَ "البُوطِيَّ" قصدَ ذلكَ، وتلكَ مصيبةٌ، وإذْمَا قصدَ، فالمصيبةُ أعظمُ.!.
اِستغباءُ المُصَلِّينَ مِنْ مُرتادِي المَسَاجِدِ ليسَ مِنْ مَهَمَّةِ الشَّيخِ "البُوطِيِّ" فقطْ، فكُلُّ شيخٍ يخطبُ في يومِ الجمعةِ يستغبي المُصَلِّينَ بِبُكائِهِ على المِنْبَرِ؛ لاستدرارِ تعاطُفِ الَّذينَ لا يعرفُونَ أَنَّهُمْ مُسْتَغْبَوْنَ، لِقِلَّةِ معرفَتِهِمْ بِالدِّينِ، ولعدمِ ثقتِهِمْ بِمَا يعرفونَهُ؛ لأَنَّهُمْ ليسُوا رجالَ دينٍ.!.
كلَّما ازدادَ مُرتادو المَساجدِ عدداً، كلَّما ازدَدْنا تخلُّفاً؛ ليسَ لأَنَّ الدِّينَ يُحَوِّلُنا إلى أغبياءَ، فالدِّينُ في جَوْهَرِهِ ناصعُ البَياضِ، سليمُ الطَّوِيَّةِ، لا يُريدُ ذلكَ اليومَ، ولمْ يُرِدْهُ يوماً فيما مضَى؛ ولكِنَّ رجالَ الدِّينِ، في هذا الزَّمانِ، وكلِّ زمانٍ، لا يخدمُونَ سوى مصالِحِهِمْ، أوْ مصالحِ الحُكَّامِ، وفي حالتِنا هذهِ، هُمْ يخدمُونَ أنفُسَهُمْ؛ فهُمْ يُريدُونَ أَنْ يظلَّ هذا الشَّعبُ أعمَى البصيرةِ، تابعاً، لا يفهمُ دينَهُ، حتَّى تظلَّ سَطْوَتُهُمْ عليهِ قائمةً.!.
النَّبِيُّ أرادَ للإسلامِ أَنْ يكونَ ديناً للعالمِ أجمعَ، ولأَنَّ الإنسانَ بِطَبْعِهِ وُلِدَ باحثاً عنِ اللهِ، فقدْ كانَ يُمْكِنُ للإسلامِ أَنْ يكونَ ديناً مِثاليَّاً؛ لوْ قُيِّضَ لَهُ رجالٌ قادرونَ على السَّيرِ بِهِ نَحْوَ الحضارةِ، وإزالةِ الشَّوائبِ مِنْهُ، لِيكونَ ديناً حضاريَّاً، لا كما يقدِّمُهُ لنا أكثريَّةُ رجالِ الدِّينِ، ديناً مُشَوَّهاً أقربَ إلى اليهوديةِ مِنْهُ إلى الإِسلامِ الحقِّ، فَرَبُّ اليهودِ فقطْ هُوَ القاتلُ المُحترفُ الَّذي يفتكُ بالبشرِ، وينتقمُ مِنْهُمْ، بينَما رَبُّ الإِسلامِ غفورٌ رحِيمٌ.!.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |