مقايضةٌ في الكواليسِ بينَ دماءِ الليبيِّينَ وبترولِهم.
2011-03-11
كمْ يساوي برميلٌ منَ الدَّمِ الليبيِّ مقابلَ برميلٍ منَ النِّفطِ.؟
أيُّهما أغلى ثمناً، وأكثرُ منفعةً.؟.
هذهِ المساوماتُ الَّتي تجري الآنَ داخلَ أروقةِ الأممِ المتَّحدةِ، ومنْ بينِها روسيا الَّتي تبيعُ نفطَها العالمَ، والصِّينُ الَّتي تتناقضُ مصالحُها معَ مصالحِ الدَّمِ الليبيِّ، وأمريكا الَّتي تلعبُ كالبهلوانِ على حبالِ الجميعِ.
على أونا على دوِّي على ترِي.!.
على مَنْ يرسُو المزادُ.؟.
ومَنِ الَّذي يربحُ في النِّهايةِ.؟. البترولُ أمِ الدَّمُ.؟.
وكمْ منَ البترولِ, عفواً، أقصدُ الدَّمَ، سيُسفَحُ فوقَ الصَّحراءِ الليبيَّةِ ريثَما تنتهي صفقاتُ البترولِ بينَ القذَّافي والدُّولِ الكُبرى، والصفقاتِ المشبوهةِ الأخرى.
ليسَ القذَّافي رجلاً مجنوناً، وليسَ أبلهَ، كما يتصوَّرُه البعضُ. بلْ هوَ زعيمُ عصابةٍ بوثيقةٍ منَ الأممِ المتَّحدةِ. يُزاولُ مهنتَهُ في الخفاءِ، ولكنَّ العالمَ كلَّهُ يعرفُ بها.
وفي هويَّتِهِ مكتوبٌ: قاتلٌ محترِفٌ.!.
مَنْ همْ ضحاياهُ.؟.
هُمْ شعوبُ أفريقيا السَّوداءِ، أفريقيا البكرِ، أفريقيا الَّتي تملكُ أكبرَ مخزونٍ منَ الغذاءِ في العالمِ، وهوَ المخزونُ الدَّفينُ والمخبَّأُ إلى حينِ تسنفدُ دولُ العالمِ المتحضِّرِ احتياطيَّها منَ الغذاءِ، لهذا فهيَ - أيْ أفريقيا - ثمينةٌ في نظرِ دولِ العالمِ، ومنْ ضمنِها دولُ العالمِ الثَّالثِ بيضاءِ اللونِ، والَّتي وُعِدَتْ بحصَّةٍ ولوْ كانَتْ ضئيلةً منْ هذهِ الثَّروةِ، حينَ يتمُّ اللجوءُ إليها.
عظمةٌ تُرْمَى إلى كلبٍ، لوفائِه وصمتِه المُريبِ على تخزينِ أفريقيا، إلى حينِ الضَّرورةِ، عنْ عدمِ تنميتِها، عنْ عدمِ السَّماحِ لها بالتحضُّرِ والتَّمدُّنِ.
أفريقيا السَّوداءُ ليسَتْ قارَّةً، وشعوبُها ليسُوا بشراً، وإنَّما وقودٌ للعالمِ حينَ يجوعُ بعدَ قرونٍ.
عُيِّنَ القذَّافي حارساً لها منذُ نهايةِ القرنِ الماضي، وجاءَتْ أهمِّيتُهُ منْ ذلكَ، ومنْ ملكيَّتِه لكميَّاتٍ منَ البترولِ، هُمْ في حاجةٍ إليها، وبينَهُم وبينَهُ صفقاتٌ مريبةٌ، لا تشملُ البترولَ فحسبُ، وإنَّما تشملُ المخدِّراتِ والأسلحةَ وتجارةَ رقيقٍ، لا يعلمُ بها سوى العارفينَ ببواطنِ الأمورِ.!.
هذهِ إجابةٌ للَّذينَ يتساءلُونَ: لماذا لمْ تتَّخذِ الأممُ المتَّحدةُ، أوِ الجامعةُ العربيَّةُ أوْ دولُ العالمِ ، على الطَّريقةِ العراقيَّةِ، قراراً بحقنِ الدَّمِ الليبيِّ ؟.
ما الفارقُ بينَ الدَّمِ المصريِّ والتُّونسيِّ، والدَّمِ الليبيِّ، لماذا حُقِنَ الدَّمُ المصريُّ والتُّونسيًّ.؟. وأُهرِقَ الدَّمُ الليبيُّ.؟. لماذا اعتُبِرَ الدَّمُ الليبيُّ أرخصَ منْ دماءِ الشُّعوبِ الأُخرَى.؟.
الجوابُ كامنٌ في مصالحِ الدُّولِ الكُبرَى، في علاقاتِهِمُ المريبةِ بالزَّعيمِ القذَّافي، بصفقاتِهِمْ وعقودِهِمْ معَهُ، في شراكاتِهِمُ الَّتي إِنْ فُضِحَتْ، لافتُضِحَ أمرُ الكثيرِ منْ زعماءِ العالمِ القائمينَ على رأسِ عملِهِمْ، والمدفونينَ في قبورِهِمْ.!.
لهذا اعتُبِرَ الدَّمُ الليبيُّ أرخصَ منْ برميلِ النِّفطِ الليبيِّ، لهذا تُرِكَ الشَّعبُ الليبيُّ أعزلَ وحيداً في وجهِ آلةٍ عسكريَّةٍ، ورجلٍ تدعمُهُ - ولو سرَّاً - كلُّ دولِ العالمِ، عربيَّةً كانَتْ أوْ أوروبيَّةً. وما اجتماعاتُهُمْ متعدِّدةُ الأشكالِ والألوانِ، والَّتي لمْ تصلْ إلى نتيجةٍ حاسمةٍ حتَّى الآنَ، سوى تصفيةِ حساباتٍ لمصلحتِهِمْ، لا بدَّ منْ تمريرِ ما تبقَّى منْ صفقاتٍ، ومنِ اتِّفاقيَّاتٍ وعقودٍ وعهودٍ مبرمَةٍ بينَهُمْ وبينَهُ. وجميعُهُمْ يعرفُ أنَّهُ راحلٌ، ولكنَّ تصفيةَ الحساباتِ أهمُّ بالنسبةِ لهُمْ منْ إيقافِ شلاَّلِ دماءِ الشَّعبِ الليبيِّ.؟.!.
ولكنَّ الليبيِّينَ لمْ يُوافقُوا، فدمُ أبنائِهِمْ أغلى منْ كلِّ بترولِ العالمِ، ومنْ هُنا جاءَ صمودُهُمْ، وبفضلِ هذا الصُّمودِ سيخسرُ العالمُ قريباً جدَّاً، وسيربحُونَ هُمْ. وحينَها فقطْ، يعلمُ زعماءُ العالمِ المتحضِّرِ اِسماً، المتخلِّفِ الجزَّارِ فعلاً، ألاَّ شيءَ أغلَى منْ دماءِ الشُّعوبِ، ولا شيءَ أرخصُ منْ أرواحِهِمْ هُمْ، زعماءَ الحروبِ، وآلاتِ القتلِ، وأصحابَ المصالحِ الَّتي لا تفهمُ قيمةَ دمِ البشرِ.
ولكنَّ الأسرارَ ستُدفَنُ، ولنْ يعلمَ أحدٌ في العالمِ ما كانَ يجري في الأروقةِ خلالَ جريانِ الدَّمِ الليبيِّ، بمدرَّعات الزَّعيمِ وطائراتِهِ وسفنِهِ.!.
سيتمُّ طمسُ تلكَ العلاقاتِ المشبوهةَ منْ تجارةِ مخدِّراتٍ بينَ برلسكوني والقذَّافي، وبينَ الأخيرِ وعددٍ منْ زعماءِ العالمِ الحرِّ.!!!.
هذا هوَ السرُّ الَّذي يجبُ أنْ يُعلَنَ، سرُّ زعماءِ العالمِ الحرِّ، بياقاتِهِمُ البيضِ وربطاتِ أعناقِهِمُ الحمراءِ، بأناقتِهِمُ الخارجيَّةِ وقذاراتِهِمُ الدَّاخلية، هؤلاءِ المتآمرونَ معَ الزَّعيمِ الأوحدِ في بوَّابةِ أفريقيا السَّوداءِ.
المشكلةُ الَّتي يعاني منْها الغربُ اليومَ، أنْ تفلتَ القارَّةُ منْ بينِ يدَيْهِ، ويفقدَ مخزونَهُ الغذائيَّ فيها عندَما يحينُ وقتُهُ، ولوْ حصلَ ذلكَ، لأصبحَ سعرُ الدَّمِ الأفريقيِّ كلِّهِ لا يُساوي سعرَ بَوْلِهِ.!؟.!.
........................................
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |