الاحتجاج بالإضراب عن الطعام
2011-04-29
التناقض الذي يعيشه الشعب السوري ملفت للنظر، ومخيب للآمال، ومسبب للاكتئاب، فبينما تعيش درعا وبانياس ودوما وغيرها من المدن تحت الحصار بأبشع أشكاله، ليصل حد الموت جوعا وعطشا و وغضبا، والعتب. العتب علينا، نحن الذين نعيش مرتاحين في بيوتنا، ونمارس حياتنا بشكل طبيعي، نسمع الأخبار، ونحزن قليلا ثم نعود إلى طبيعتنا، وكأن ما سمعناه للتو يجري في كولا لامبور أو في القطب الجنوبي.
نتصل مع صديق أو صديقة، نتحدث كلمتين عما يجري ثم نتواعد لنشرب فنجان قهوة في كافتيريا ما، في الكافتيريا نفاجأ أننا لسنا وحدنا، وأن أحدا غير مهتم بالدماء التي تهدر في أماكن الحصار، فالكافتيريات ملأى حتى آخر كرسي فيها، والصبايا يرتدين آخر صرعات الأزياء، والشباب يتباهون بملابسهم غالية الثمن، والأحاديث التي تصلك لا علاقة لها بما يجري حولنا من هدر للدماء، ومعاناة الجوع والعطش والعتمة، وأزيز الرصاص.
الحياة تسير طبيعية في دمشق، مقهى الروضة تسمع فيه أصوات النرد، وقرقرة الأراكيل، وأصوات الضحك لا يخشى أصحابها ولا يخجلون من إطلاق عنانها، فما همهم بأهل درعا ماداموا هم بأمان. إذا واجهك شخص لم تره منذ زمن رسم على محياه علامات الحزن، ورمى أمامك بكلمتين أو ثلاثة ضد ما يجري، ثم يتوجه إلى أصدقائه ليلعب النرد أو التريكس أو يدخن صافنا نارجيلة تقرر، لتشكل سيمفونية من قرقرات النراجيل.
الكافتيريات الفخمة من ذوات النجوم الخمس ملأى بالرواد صباحا ومساء وما بينهما، والضحكات تدوي في أرجائها، إذن سورية بخير، والدماء التي سالت في فترة قصيرة والتي تجاوزت دماء كل الانتفاضات الشعبية التي سبقتنا في مصر وتونس واليمن، باستثناء ليبيا هي دماء لا تخصنا، ونحن غير معنيين بها، مادامت حياتنا تيسير بخير، ولا يكدر صفوها أي شيء.
جارتنا درعا، والمدن الأخرى التي تضحي برجالها وأطفالها ونسائها، ودماء أهلنا هناك وفي كل المدن التي طلعت تنادي بالحرية تعنيهم هم، ما يعنينا نحن أن تظل حياتنا كما هي دون أن يعكر صفوها أي شيء.
يكفينا نحن أن نكتب جملة على الفيس بوك تنتقد، أو تعارض، أو تندد، ثم نمارس حياتنا ونعتبر أنفسنا مناضلين ونقوم بواجباتنا لنحصل على الحرية والأمان والديمقراطية .
نسهر ليلا على الأخبار، ونتناقش بما يجب وما لا يجب، ما هي الأخبار الصحيحة ومن يكذب ومن يقول الحقيقة نختلف ونتفق ثم نذهب للنوم مطمئنين دون أن يؤرّق نومنا شيء، فنحن بخير وأولادنا وأهلنا بخير.
حسنا هناك سبب لما يجري، وهناك خوف من أن تتحول البلاد إلى حرب أهلية بين مجمل الشعب بطوائفه، وبين النظام، ومن الممكن لهذه الحرب أن تأكل الأخضر واليابس وتدمر مدنا كما يجري في ليبيا. لهذا أقترح نوعا جديدا من النضال، نوعا لا لا يسمح أن يتحول الأمر إلى حرب أهلية، ولا تستطيع فروع الأمن اعتقالنا بسببه، ولا يستطيع أحد أن يطلق علينا الرصاص، ولن نتعب قوى الأمن بملاحقتنا، واعتقالنا، وتعذيبنا، وتلفيق تهم ضدنا بأننا خونة ومرتزقة وما إلى ذلك.
الأمر غاية في البساطة أن نضرب عن الطعام بشكل جماعي في بيوتنا، نمتنع عن الخروج من بيوتنا ونمتنع عن الطعام حتى الموت، أو تحقيق مطالبنا العادل بالحرية والديمقراطية.
فإذا لم تتحقق تلك المطالب تظل سورية فروع أمن وعسكر وقيادة دون شعب .. قد يرضي هذا السلطة في البلاد فلن يعود هناك من يحاسبها على ما تفعل..
الخاسر الوحيد في هذه الحالة مجلس الشعب، ومجلس الوزراء .. فلن يعود من سبب لوجودها.
لنحدد موعدا لبدء الإضراب عن الطعام داخل بيوتنا إذن.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |