سوريا تخرج الآن من تحت الرماد نحو الحرية
2011-05-27
فجأة تحولت الولايات المتحدة الأمريكية مدعومة من الغرب ومصالحه الاقتصادية إلى "بابا نويل" يوزع الهدايا المالية على الشعوب العربية التي تثور على حكامها، ويرصد ملايات الدولارات ويضعها أمام هذه الشعوب كما الجزرة التي توضع أمام الدابة لتلحق بها وتسير مسرعة نحو الهدف الذي يرغب به صاحب الجزرة، وتلبية رغباته، وتحقيق مصالحه. ناسيا أنه هو من دعم هؤلاء الحكام وصنّعهم ليكونوا في خدمته. وحين شعر بأن هؤلاء في طريقهم للزوال بدعمه الوهمي أو دونه كان لابد أن يدسوا إصبعهم لتكون لهم حصة فيما بعد. الثورات العربية خرجت ضد حكامها المنتهية صلاحيتهم، ولكنهم في الوقت نفسه عازمون أن لا يقعوا فريسة التنين الغربي والأمريكي. وقد أعطى هذا التدخل فرصة للأنظمة لتتخفى خلف مؤامرة أجنبية.
لا أدري هل أوباما غبي أم أنه يتغابي، أو ريما ظن أنه يتعامل مع شعوب لا تفقه في السياسة، ولا تعرف كيف تسوس نفسها.
نحن يا أيها الغبي أو المتغابي أكثر منك معرفة بأنفسنا، وأعلى منك مرتبة في مرحلة المدنية، لولا وجودنا ووجود حضارتنا يا أيها الغبي، لم توجد أمريكا، ولم يتطور العالم قيد أنملة عن الهمجية التي كان يعيشها، لولا العلم الذي قدمته هذه المنطقة، وحين أقول نحن هنا، يا أيها الغبي، لا أعني نحن العرب، بل أعني شعوب هذه المنطقة بكل أعراقها، وإثنياتها ، من أشوريين وعرب وأكراد وكلدان وغيرهم، نحن من علمناكم الحضارة وأوصلناكم إلى ما أنتم عليه، لولانا يا ... لما كنت الآن بلونك، وأصلك، وآسف على ما سأقول ولكنك أجبرتني عليه، ما كنت لتصل إلى ما أنت عليه اليوم، لا كرئيس لأمريكا، لأنك لست كذلك، فأنت رهينة أصحاب المصالح في أمريكا، أنت محكوم لا حاكم.
لست وحدك بل خلفك كل الأشخاص الذين يديرون البلاد، بلادك، من أعضاء الكونجرس، محكومين بالمال، محكومين بمالنا ونفطنا لكي تستطيعوا الاستمرار، لكي تستطيعوا الحياة.
لم تنتبه، أم انتبهت، أم أعطيت توجيهات، أم بلغت بسلوك الكونجرس، الذي جلس بكامل أعضائه ديمقراطيين وجمهوريين يستمع إلى الهراء الذي بصقه نتنياهو في وجوههم، وكانوا مع كل بصقة، ومتعة بها، يقفون ويصفقون لبصقاته، مبتهجين بتلك البصقات التي يبصقها، يقفون وقفة رجال أذلاء، أمام رجل أقل ما يقال عنه أنه نكره، ولص ومرتش. ولكنه يحكمهم بقدرته على إخضاع هذه المنطقة بقوة السلاح والترهيب، أمام زعماء، كل زعماء المنطقة، لا همّ لهم سوى جمع الأموال وترهيب شعوبهم وإذلالها.
أكثر من خمسين مرة وقفوا متحمسين، على ذمة من عد تلك الوقفات، خمسون مرة صفقوا بحرارة وعلى ماذا على أن البذيء نتنياهو سوف يقضي علينا، ببساطة سيؤسس دولته على طريقته، ومزاجه وهواه، سيقتطع أرضا من هنا، وشلال ماء من هناك، ويشكل دولة لا تنقصها المياه، ومكتلمة بكل ما يلزم لحياة كريمة لشعبه. لا أدري إذا كنت موجودا هناك، أم كنت في الكونترول أو في بيتك تسمع ترهاته على التلفزيون، ولكن أعلم أنك توافقه وأنت تكرهه، كما كرهه الغرب وكره كل يهودي منذ زمن بعيد.. بعيدٍ جداً فلم يكن يوما بالنسبة لهم سوى مراب، أو لص أو قاطع طريق أو خادم ينحني لسيده لا كما ينحني الخدم الآخرون بل بذلك الذل المصطنع، الذي لا يخفى على أحد
حتى فترة قريبة وقريبة جدا، كانت المنطقة كالماء الآسن مستسلمة لزعمائها الذين يمصون دماءهم ويسرقون أموالهم تحت الترهيب والضغط وبتأييد كامل منكم، أنت وأعضاء كونجرسك، والدول الأوروبية التي تدور في فلكك. ولكنك حين رأيت كفة الميزان تحركت لتزعم أنك داعم لحرية هذه الشعوب.
تعودتم تحويل ما هو ضدكم إلى مصلحتكم، هي موهبة لم تكتسبوها بذكائكم، بل بطمع حكامنا، للمال وللسلطة وللنفوذ.
لا أعتقد، بل أجزم، أن ذكائكم أيها الغبي لم يصل بكم إلى أن تكونوا خلف ما جرى ويجري في المنطقة الشرق أوسطية، لا يد لكم بكل الثورات الشعبية التي حدثت فيها، من تونس مرورا بمصر والبحرين واليمن وسورية، وأنا متأكد أنكم عاقبتم المسؤولين الذين كان عليهم معرفة ما سيجري مسبقا لتحضروا أنفسكم له، ولتوجهوه ليصب في مصلحتكم، ولكنه حصل بعيدا عن إرادتكم، وسلطتكم وسيطرتكم.. ولكن سبق السيف العذل وقامت الثورات وكان عليكم استغلاله وتحويله من ثورات شعبية تريد الحرية إلى ثورات تخضع لكم، ولم يكن أمامكم سوى التلويح بالمال الذي هو مالنا، أمام أعين الثوار لعل نفوسهم تضعف، ويقعون تحت سيطرتكم كما وقع كل من استلم الحكم بعد فترة من الاستقلال في كل بلد على حدة
وكعادتكم باستغلال أية سانحة لتخدموا فيها دولة إسرائيل حارسكم في المنطقة، وجدتم الفرصة سانحة لتمرير دولة نهائية ومكتملة لإسرائيل فيما الشعوب والزعماء غير منتبهين لكم، فالحكام همهم قتل الشعب والشعب همه الحصول على حريته التي حرم منها عمره كله.
أخبرتكم استخباراتك بأن الشعب سينتصر، وسيحصل على حريته، ولم يكن صعبا عليكم، بل كان سهلا جدا وساديا جدا، وممتعا جدا التخلي عن حلفائكم القدامى، والتحالف مع الثورات الفتية، وإغراءها بالمال. ولكن تلك الشعوب لن تبيع دم أبنائها، لن تبيع حريتها لكم، بل ستكتشفون وفي غفلة من أمركم أن الأمور اختلفت، ولن تستطيعوا السيطرة كما كنتم سابقا.
أختم وأقول، ولكل الدول التي تسعى للخلاص من ديكتاتورية حكامها وتسلطهم وجشعهم، وتلك التي خلصت وتسير نحو تأسيس دولتها الحديثة، انتبهوا من فخ أوباما وأمواله، وانتبهوا لما يجري في فلسطين، كونوا على حذر.. كونوا يقظين، ولكن لا تتوقفوا عن المطالبة بحقكم في الحرية والكرامة.
بالنسبة لبلدي سورية ولشعبها الأبي أقول مع الدكتوربرهان غليون مما حفظته ذاكرتي من آخر مقابلة معه : "سوريا تخرج الآن من تحت الرماد نحو الحرية" وهي لا تحتاج إلى رشوة منك يا أوباما.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |