من يمثل الشهداء في المؤتمرات المعارضة، ومن يعوض دماءهم
2011-07-01
كثيرة هي التجمعات، والتكتلات، وما يمكن أن يجد لها القائمون عليها من الأسماء بدأت تظهر على الفيس بوك ، وجميعها تؤيد الثورة والمظاهرات السلمية التي تخرج فاتحة صدورها لرصاص غدر السلطة التي لا يعنيها سوى القضاء على أي تحرك سلمي يطالب بالحرية فالحرية التي تفهمها هي غير الحرية التي يطالب فيها الشارع.
آخر تلك التجمعات، كان اللقاء التشاوري للمعارضة في دمشق، وهو عبارة عن مجموعة من المعارضين الذين اتخذوا قرارا بإقامة هذا اللقاء دون الرجوع إلى تنسيقيات الثورة السورية بالحوار مع السلطة للوصول إلى حلول.
لن أدخل في تفاصيل أحقيتهم في ذلك، ولن أوجه لهم أية تهمة، بل أحيي فيهم تلك المبادرة النابعة من حس وطني عال. والتي لو تحققت لأنقذت البلد من حمام دم بدأ ولن ينتهي. ولكني أطرح عليهم السؤال التالي: من كان يفاوض باسم شهداء الثورة في ذلك الاجتماع، لمَ لمْ تتم دعوة أحد شهداء أقبية المخابرات ممن دهسوا بأقدام الجنود وأفراد الأمن ليقول رأيه فيما يحدث. وليضع معهم شروط التفاوض، فمن هو قادر على التفاوض مع السلطة كما هي الآن بأجهزة أمنها، وجيشها الذي يشرب من دماء المتظاهرين، أعتقد أنه يستطيع أن يتفاوض مع الله ليسمح لأحد الشهداء بالعودة إلى الحياة وحضور مثل هذا المؤتمر.
البيان الختامي الذي صدر في نهاية اللقاء كان جديا، ومحددا ولا يمكن أن نجد به ثغرة واحدة يمكن أن تدين القائمين عليه. وكان العهد الذي اتخذوه على أنفسهم أصدق مثالا على صدقية توجهاتهم
عهد
من أجل بلادنا التي نحب، نتعاهد – نحن المواطنون والمثقفون والمفكرون والشخصيات الوطنية المجتمعون بتاريخ 27 حزيران 2011 في فندق سمير أميس – دمشق بأن نبقى جزءاً من انتفاضة شعبنا السوري السلمية في سبيل الحرية والديمقراطية التعددية، يؤسس لدولة ديمقراطية مدنية بصورة سلمية وآمنة، ولذلك نعلن رفضنا اللجوء إلى الخيار الأمني لحل الأزمة السياسية البنيوية العميقة التي تعاني منها سورية، كما أننا نرفض وندين أي خطاب وسلوك يفرق بين السوريين على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي، ونتعاهد بألا ننجر مع أي جهة تحاول إثارة هذه النعرات فيما بيننا، وأن نواجهها بثقافة التسامح والعدالة بأسلوب حضاري وسلمي، ونرفض أيضاً أي دعوة للتدويل أو التدخل الخارجي في شؤون سورية وأن نغلب مصلحة الوطن وحرية المواطن على كل مصلحة أخرى كي نتركه لنا وللأجيال القادمة وطناً حراً وديمقراطياً وآمناً وموحداً شعباً وأرضاً.
عاشت سورية حرية وديمقراطية
المشاركون في اللقاء التشاوري
ولكنه يظل حبرا على ورق، ولعدة أسباب فمن هم المحاورون الذين سيتحاور معهم رجال اللقاء، وما مدى قدرتهم على تنفيذ وعود قد يقطعوها للمحاورين، ومن يثق بأن تلك الحوارات لن تكون سوى وسيلة إضافية للإعلام السوري ليظهر سورية كدولة ديمقراطية تسمح بالمؤتمرات والتجمعات دون أن تتدخل، وتجند كل قواها الإعلامية للوصول إلى تلك المقولة فمن يرى اللقاءات التي حدثت وببث مباشر مع المؤتمرين يكتشف أن الغاية الوحيدة للسماح لهذا المؤتمر هو تلك البروبغاندا الإعلامية التي حصلت والتي ستتاجر بها السلطة إلى آخر رمق.
كنت من المدعويين، وأثناء دخولي رأيت بعض رجال السلطة ممثلون في هذا المؤتمر، رجال وسيدات معروفون كمدافعين عن السلطة حتى العظم بعضهم بشكل علني مفضوح، وبعضهم بشكل ملتوٍ بحيث يظهر معارضا خجولا أحيانا ومدافعا عن السلطة أحيانا أخرى بطريقة لا تدينه وتجعله يكشف كواحد من المدافعين عن النظام، وفنان صرح تصريحات نارية ضد الانتفاضة المطالبة بالحرية على أكثر من فضائية، وسيدة ظهرت في أكثر من مناسبة وخرجت في أكثر من مسيرة تهتف لاستمرار النظام.وكان ذلك ما دفعني إلى مغادرة المؤتمر، ولست أتهم المنظمين هنا، فقد علمت أنهم وصلوا للمؤتمر بالواسطة.. تصوروا أن تكون الواسطة بداية لمؤتمر يطالب بدولة حرة وديمقراطية.
أقول لن توافق السلطة على بند واحد من بنود البيان الختامي، لأنه يعني القضاء على من يحمي السلطة، وأقول أيضا كان يجب أن يضاف شرط لبدء الحوار غير رجوع الجيش إلى ثكناته، وهو أن تعود فروع الأمن بمختلف تسمياتها إلى مكاتبها لتهتم بما وجدت له أساسا أي أن تكون مسؤولة عن مسمياتها فمخابرات الجوية علاقتها فقط بما يخص الجو والطيران المعادي فقط ولا يحق لها أن تستدعي لأي سبب مواطنا وتحقق معه، حتى لو اكتشفت أنه يتخابر مع العدو، فما عليها سوى أن تبلغ الفرع المسؤول عن مثل هذا التحقيق.
في حال بدأت الدعوات للحوار دون تنفيذ جميع بنود البيان الختامي يعتبر خائنا لدماء الشهداء من يذهب لمثل هذا الحوار.
الثورة مستمرة، سلمية وبصدور مفتوحة للرصاص، وكل من يقوم بفعل يقلل من أهمية تلك الثورة، ويذل دماء الشهداء يعتبر خائنا للوطن وللشهداء وللثورة ولسوريا الحرة.
أختم بسؤال هام طالما كنت أسأله لنفسي وأنا أشاهد القنوات السورية ترى ما هي مشاعر أولئك المعدين والمذيعين وهم يكذبون علنا، وهل سيحاسبون لا حقا على كذبهم وتضليلهم للشعب السوري فيما لو تمت المفاوضات على أساس البنود والشروط التي حددها البيان الختامي.
سؤال جدير بالاهتمام لأن الجندي يؤمر فيطلق الرصاص ويقتل، والمذيع يكذب فيقتل حس الحرية عند من يصدق كذبه.
أخيرا أقول لم يكن يعني السلطة من هذا الاجتماع سوى الاستفادة منه لمصلحتها بحيث خرج بعده أحمد صوان على قناة الجزيرة قوي اللهجة، واثقا من نفسه، ليقول أن هناك من يرغبون بالحوار وبالتالي فجميع من يخرجون للتظاهر السلمي هم قوى مسلحة تقتل الناس .. عجبي!!!!!!!
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |