الظواهري يقدم خدمة مأجورة للنظام
2011-07-29
العلاقات الدولية أعقد مما يتصور المرء، والعلاقات بين الدول والمنظمات على مختلف أنواعها أكثر تعقيدا، دفعني لقول هذا تصريح أيمن الظواهري المؤيد للثورة في سورية، الثورة السورية لا تحتاج الظواهري، ولا أي من السلفيين المجرمين المتعصبين الذين يخدمون أمريكا تحت ستار العداء لها، ولكن التصريح جاء في وقت يحتاجه النظام أكثر من حاجته لعطشان تائه في الصحراء، فتصريحه يؤكد وذلك أمر مقصود، وجود عصابات مسلحة ستنتمي بعد هذا التصريح إلى للقاعدة. وسيقوم الإعلام السوري ولا يقعد مهللا وفاجرا ليقول أن نظام القاعدة في سورية
.
وقد سبقت اللجان التنسيقية النظام برفضها لكلام الظواهري واعتبرته تدخلا سافرا في شؤون سورية الداخلية، وأنه لا يحق له مثل هذا التدخل.
السؤال كيف تم ذلك ولمصلحة من، من هنا جاء قولي في البداية عن العلاقات الدولية، فالظواهري لم يصرح دون أن يطلب منه ذلك، من جهات داخل النظام أو من متعاونين خارجيين معه، يريدون مساعدة النظام كالسعودية مثلا، فهو بحاجة لشيء يخرجه مؤقتا من مأزق انتصار المعارضة انتصارات ساحقة على كل الأراضي السورية، لا يقف في وجهها لا دبابات ولا شبيحة ولا قتل ولا تنكيل.
إذا طلبوا الإنقاذ من الظواهري ولباهم، ولكن ليس دونما سعر، هو يريد مقابل مالا أو مكانا آمنا للجوء لقاء تصريحه هذا، وبالتأكيد وعد إما بالمال أو السلاح أو المعلومات.
الذي لا يعرفه النظام أو يتجاهله قاصدا، أن الثورة السورية لا تحتاج إلى دعم من أحد، وهي تصرح في كل مناسبة، أنها لا تريد تدخلا أجنبيا من أي نوع في شؤون سورية الداخلية، فكيف إذا جاء هذا التدخل من شخص مجرم سفاح كالظواهري وأتباعه.
النظام السوري فقد أعصابه، وصار يتصرف بجنون لا أحد يعرف بمن سيستعين بعد استعانته بالظواهري. ونشر الدبابات في المدن السورية كما الجراد، وأعطاها الأوامر كل شيء البيوت والمساجد وأماكن العبادة الأحرى، مستعدة لتقصف المدن وتبيدها عن آخرها ولكن هذا لن يجعل الثورة تتراجع، لأن الثوار على حق. ولن يصدق أحد ما ستتداوله وسائل الإعلام المحلية من تعاون بين الثوار والظواهري وسيعلم كل مؤمن بالحرية أن هذه مؤامرة ضد الثورة ولن يصدق ذلك سوى من يريد أن يصدق لأن له مصلحة في استمرار النظام.
ليس في سورية عصابات مسلحة هذا ثابت وواضح كما الشمس، والعصابات المسلحة هي اختراع اخترعته السلطة لتبرر تنكيلها وتشنيعها بالمتظاهرين، ومدن المتظاهرين وحجارة المتظاهرين.
الكل من أقصى العالم لأقصاه يعلم أن الثورة السورية ثورة سلمية، وأن سلميتها جعلتها تنتصر على الآلة العسكرية للنظام، فرغم كل الدبابات، وكل الآليات وأنواع الأسلحة الأخرى مازالت المظاهرات السلمية تخرج وتهتف بإسقاط النظام. وإذا كان هدف الثورة الحصول على حرية من نظام جائر عليه، متحكم به وبحياته وبأمواله فقد أصبح الآن متعاون مع الظواهري الذي ليس من مصلحته وجود دولة ديمقراطية في المنطقة ستساعد على الوقوف ضده وضد وحوشه المنتشرين في الأرض.
هو يعرف أنه بتصريحه هذا يقدم خدمة للنظام، وإن كان كما أسلفت قد تم بالاتفاق مع النظام أم بدونه، فهو يعمل لمصلحته هو.. هاهي مصر تسير نحو دولتها المدنية وسبقتها تونس، وسورية تسير نحو نصرها، هذا يعني تعميم أنظمة ديمقراطية علمانية ليس الدين أساسا لها بل جزءا من تركيبة مجتمعها، هذه الأنظمة ستحاصر الظواهري وقاعدته، ولن يعود هناك مبرر لوجوده.
الشعب السوري بمتظاهريه، ومثقفيه، وبكل أطيافه، ضد أي تطرف ديني، وضد أي تعامل بين البشر على أساس طائفي، وهذا ما ستثبته الثورة بعد نجاحها، سنثبت للعالم أن سورية كانت مهد الحضارة في العالم وماتزال.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |