الإعلام السوري والكذب ع المكشوف
2011-08-06
لم يكن الإعلام السوري في يوم من الأيام إعلاما شفافا، وصادقا، دائما كان يزيف الحقائق، ويقف في صف أصحاب نعمته السلطة، وأصحاب رؤوس الأموال.
قبل الثورة كانت نشرات أخبار الإعلام الرسمي، والإعلام الخاص، والبرامج السياسية التي تبثها تصب في مصلحة النظام، وتقوم بغسيل دماغ للشعب، وللبسطاء من، ترسم صورة للقيادة على غير ما هي علي، تزيف الخبر وتجعله يصب في مصلحتها، لم تكن هناك ثورة، ولم يكن هناك حراك شعبي، وكنا نعرف ونسكت، ولم يكن أمامنا غير ذلك.
قامت الثورة السلمية، وخرج المتظاهرون في الشوارع بداية في درعا وبعدها انتشرت على مدى التراب السوري، وكان موقف السلطة واضحا منذ اليوم الأول لن يسمح لهذا الشعب بنيل حريته وكانت حربه على هذا الشارع المنتفض على خطيين متوازيين، الجيش والأمن ومن جندهم للقتل وسموا بالشبيحة وهو اسم درج في الثمانينات من القرن الماضي وتعود تسميته إلى أتباع للعائلة والذين كانوا يركبون السيارة الشبح وهو اسم أطلق على نوع من سيارات المارسيدس كانت أحدث سيارة مارسيدس حينها، ، وانطلاقا منها كانوا يقومون في اللاذقية خصوصا، بالسرقة والاعتداء على السكان المسالمين وسرقة أملاكهم بالقوة وبعيدا عن أي قانون.
بعد استلام بشار الأسد للسلطة خفت حركة هؤلاء بأمر منه حينها ووضع حدا لهم، وهذا بالطبع نوع من التكتيك لإقناعنا أنه مختلف عن أبيه. فتغير تكتيكهم، وما عاد أل اللاذقية يرونهم في الشوارع، ولكن كانوا يسمعون أخبارهم و يتناقلونها، حيث كانوا يمتلكون معظم أملاك وأموال اللاذقية المتداولة.بطريقة أكثر رقيا من التشبيح، فقد إبيحت لهم سوريا من أقصاها لأقصاها بشكل قانوني ولم يعد التشبيح وسيلة للحصول على المال.
في دمشق كما في اللاذقية تحول الشبيحة الذين كانوا يعتدون على الشعب المقهور بشكل علني إلى سرقة أمواله بشكل مقونن، ومدروس، بحيث استولوا على كل شركات ومشاريع وأراضي سورية لتكون حقا مشاعا لهم، وكان لآل شاليش أولاد خالة الرئيس ولرامي مخلوف وشركاء لهم من تجار دمشق وحلب حصة الأسد من كل ذلك، ولكنهم ولأنهم يريدون من يكون معم وفي صفهم تركوا الفتات لآخرين أقل أهمية منهم.
إذا كلمة شبيحة جاءت من ركاب المارسيدس الشبح الذين كانوا يقتلون من لا يتفق معم ويمنحهم ما يريدون بقلب بارد ودون أن يحاسبهم أحد.
هذا هو الوضع السوري قبل أن تقوم الثورة، وقبل ن تبدأ المطالبة بالحرية أولا ثم حين لم يجدوا آذانا صاغية صاروا يطالبون بإسقاط النظام.
لم يجدوا آذانا صاغية، وقام الجيش والأمن والشبيحة، التي صارت مأجورة ومركبة من بعض المجرمين المأجورين حيث قامت السلطة باستخدامهم للقتل، تحت ستار وجود مجموعات مسلحة تعتدي على الشعب وقوات النظام لا تفعل شيئا سوى منع هؤلاء من الاعتداء على الشعب.
مثل هذه الكذبة المفضوحة جدا، كان يجب على الإعلام تسويقها بشكل يجعل بعض الضعفاء من أفراد الشعب يصدقون تلك الكذبة ويقفون في صف السلطة التي اضطهادهم عبر تاريخها الطويل في السلطة.
ولأن من يعمل في أي منصب له فاعلية في سورية لا يعين لعلمه ومعرفته وإنما بالواسطة فقد كان الإعلام كاريكاتوريا بطريقة مضحكة، ولا يمكن أن يصدقه غير ضعاف النفوس والعقول والسذج.
كذبة تتلوها كذبة تتلوها قصة ملفقة عن وجود مسلحين يعتدون على الشعب، ألا يستحق مثل هذا الكلام محاسبة جميع فروع الأمن التي تتالت منذ حكم الأب وخلال حكم الابن لسماحهم بانتشار مثل هذه المجموعات المسلحة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لماذا ظلت هذه المجموعات المسلحة خامدة خاملة طالما لم يكن أحد يحتج على ما يجري في سوريا من سرقة علنية لأموال الشعب، رغم علم الشعب بهذه السرقات ومعرفتهم بأسماء من يقومون بها. لماذا لم تتحرك هذه المجموعات المسلحة، بالاعتداء على هؤلاء اللصوص بدلا من اعتدائها على الشعب المسالم الذي يخرج بصدره العاري يستقبل رصاص الأمن والجيش والشبيحة، فبدأت هذه المجموعات بالاعتداء على الشعب الأعزل بدلا من الاعتداء على من يأكل أموال الشعب. سؤال جدير بالتوقف عنده.
ما غاية المجموعات المسلحة من الاعتداء على الشعب الأعزل وأية مصلحة لها في ذلك، هذا ما لم يجب عليه أحد. وكان الإعلام وبدلا من إيجاد أسباب لهذه المجموعات لقتل المتظاهرين، كانت تفتعل أفلاما مفبركة لأفعال هؤلاء وهذه الفبركة كانت مكشوفة وغبية غباء من قام بها، ومن وافق على بثها.
المتظاهرون المطالبون بحقهم بالعدالة والحرية ولكي يصل صوتهم للعالم، ولكي يقنعوا العالم بشرعية ثورتهم وما يفعله النظام بهم، بدأوا مستخدمين كاميرات الموبايل لتصوير حراكهم، وكيف يوجه الجيش الرصاص على رؤوسهم وأجسادهم بغاية القتل المتعمد لا بغاية تفريق التظاهر، بل بغاية الانتقام من هؤلاء الذين يطالبون بإسقاط النظام، وإسقاط النظام يعني نهايتهم الحتمية.
قناة الدنيا الموالية للنظام ورجالاته، قامت بتصوير وبث ماسمتهم بالمجموعات المسلحة وهم يقتلون المتظاهرين في حماة ورميهم بنهر العاصي مع الصراخ حولهم كما الهنود الحمر
كذبة كان يمكن أن تصدق لو أنها صورت بكاميرا موبايل كما يفعل المتظاهرون الفدائيون، ولكن غباء القائمين على المحطة جعلهم يقومون بتصوير هذا الفيلم بكاميرا تلفزيونية ثابتة وواضحة ومع مخرج محترف، كل ما صور كان واضحا كما يصور أي مسلسل. كيف وصلت الكاميرا إلى هناك؟ وكيف كانت الأصوات واضحة كل هذا الوضوح، وهل يمكن أن يصمت القتلة الوهميين على وجود كاميرا تلفزيونية تصورهم وهم يقتلون، وكيف لم يأت الجيش ليمنع تلك المجرزة، كيف تركوا لينهوا عملتهم تلك دون تدخل من أحد.
هذا هو الغباء الذي يحكم العقلية التي تتحكم بالبلد، هذه هي العقلية الأمنية التي يحملها أصحاب قناة الدنيا من خلال تعاملهم مع رجال الأمن، وأصحاب النفوذ والسلطة الذين لا يفقهون شيئا سوى تجميع الأموال وإرسالها للمصارف الخارجية لحمايتها من هكذا ثورة.
لجميع من يقراني الآن وكان قد صدق تلك الرواية الخيالية والمفبركة أقول لو شغلتم عقلكم قليلا لاكتشفتم الزيف الذي يحمله هذا الفيلم وأفلام كثيرة غيره ولعلمتم أن المجموعات المسلحة ليست سوى اختراع اخترعه النظام ليبرر كل أعماله من قتل وتدمير مدن واعتقالات بالجملة.
النظام لن يتخلى عن مكاسبه ببساطة، هذا حقه، ولكن من حقنا أن لا نصدق أكاذيبه ونستمر بالتظاهر حتى يقتلوا أخر رجل في سورية.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |