الصمود والممانعة ورقة النظام السوري الأخيرة
2011-09-16
حين كان قانون الطوارئ ساري المفعول وقبل أن يرفع بقرار من الرئيس الأسد كانت سورية بألف خير، فلم يكن هناك لا تعذيب كهذا الذي يجري ولا تمثيل بالجثث، ولا قبور جماعية، وكان قانون الطوارئ حينها يمنح الحق لأجهزة الأمن لاعتقال المعارضين والتحقيق معهم بتعذيب أو دون تعذيب ثم إيداعهم السجن لعشرات السنين دون أن يحق لهم الدفاع عن أنفسهم أو توكيل محام عنهم، أو معرفة سبب سجنهم. كان قانون الطوارئ رحمة للمعارضين قبل رفعه.
رفع قانون الطوارئ، فما الذي حدث؟ يفرج القاضي عن المعارض نجاتي طيارة بكفالة بعد مخالفة صريحة للقانون المدني بإبقائه داخل السجن لمدة تزيد ستة أشهر، دون محاكمة، ومع ذلك يقوم جهاز القمع الممثل بالمخابرات الجوية بإلقاء القبض عليه مجددا وإيداعه في أقبيته وتعذيبه بكافة الوسائل، والاحتفاظ به، مخالفا بذلك أوامر القضاء. أستغرب أن القاضي الذي أطلق سراحه لم يخجل من نفسه، واستمر في منصبه.
حين قام العالم ليواجه النظام وأدوات قمعه بتلك الجرائم الواضحة، والتي لا يمكن أن يختلف عليها أحد، من اعتقالات عشوائية و قتل جماعي، وتعذيب حتى الموت، وقطع أجزاء بشرية من الثوار المطالبين بالحرية، والقتل العشوائي والقبور الجماعية للثوار والمطالبين بالحرية، واجههم النظام بأنه يحارب عصابات مسلحة تعيث فسادا في البلاد وتقتل المواطنين الأبرياء.
عجيب كيف تحول الشعب السوري بأكمله إلى عصابات مسلحة، الشعب الذي كان يصوت بنعم بنسبة 99% لآل الأسد كيف يتحول بين ليلة وضحاها إلى عصابات مسلحة، من كان يصوت في الاستفتاءات إذا كان الشعب كله ليس إلا عصابات مسلحة. أليس في ذلك استغباء لكل البشرية، ولكل الرأي العام.
وحين يبدأ الرأي العام العالمي، والأمم المتحدة، والدول الأوروبية تتخذ مواقف متشددة من النظام وتعد مشاريع قرارت لوقف آلة عنفه وتدميره للبلاد يقوم المدافعون عنه بأقبح تبرير يمكن أن يصدقه أحد. قائلين كيف يسمح المجتمع الدولي لنفسه بمهاجمة ما يفعله الجيش وقوى الأمن والشبيحة، وسورية بلد الصمود والممانعة.
الصمود والممانعة تعبير سوري بامتياز، ولكن حين تبحث في خفايا هذا التعبير لا تجد سوى الخواء، أي صمود وأية ممانعة تلك التي يتحدث عنها المنافحون عن النظام والمتصدين للدفاع عن جرائمه ضد المدنيين العزل سوى من كرامتهم ومن صدورهم العارية، وإذا افترضنا، وجود بعض المسلحين من المقاومين للدفاع عن أنفسهم بعد أن رفع النظام من وتيرة جرائمه، فأولئك الأطفال الذين يقتلون، ويعتقلون ويعذبون غير قادرين على حمل السلاح..
صمود وممانعة، والجيش لم يتحرك من ثكناته منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما، اللهم إلا حين زج في حرب أمريكا لتحرير الكويت حيث ساهمت سورية بتلك الحرب مع أمريكا متطوعة، ثم لم يرفع الغبار عن آلياته ومجنزراته إلا بعد قيام الثورة حيث أزيل على عجل الصدأ الذي علا تلك الآليات وتوجهت لتصب جام غضبها على الشعب الأعزل، ربما متسلحا ببارودة أو اثنتين أو عشرة للدفاع عن نفسه.
النظام يلجأ إلى أقدم مبررات وجوده الصمود والممانعة، أو الصمود والتصدي، أليس معنى ذلك أنه أفلس، وهو على مشارف نهايته؟
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |