قليل من حب الوطن يا سوريين
2011-09-30
كتب الشاعر الشاب الحمصي السوري عمر سليمان على الفيس بوك:
"المعارضة الحقيقية هي: الذين يتحركون بضمائرهم..لا تهمهم شهرة ولا منصب ولا إعلام..أبناء المجهول والحارات المنسية المهملة..أبناء الليالي المضيئة بهتافهم المشرق..الأذكياء الأحرار الطيبون الذين أوجدوا الثورة فعرفوا معنى وجودهم..لا يهمهم العالم فإن عالمهم بهم..يبدعون ويحلمون ويرفضون ويفرضون ويغيرون..طوبى لأبناء الشوارع."
نعم طوبى لكل هؤلاء، وطوبى لكل من يخرج هاتفا لإسقاط النظام في حمص وغيرها على امتداد الأرض السورية، ولو ابتعد المثقفون من أمثالي "وجر" عن تلك الانتفاضة لكانت حتى الآن بخير، وهي لم تزل بخير بالتأكيد، ولكن تدخل أصحاب المصالح ومستغلي الثورات، وممتهني السياسة، الباحثين مسبقا عن منصب ما، المؤسسين لمجالس ثورية ومؤتمرات تشاورية، ومؤتمرات عامة، وجمعيات لا اسم لها، وأحزاب لا فكر مسبق لها تفرخ وتفرخ وتتواصل مع الغرب دون تفويض من أحد، وتختلف فيما بينها، على صفحات الفيس بوك وفي وسائل الإعلام، وتطلق التصريحات حول الثورة التي لا يعرفون عنها شيئا سوى من نشرات الأخبار.. كل هذا سكتنا عنه وقلنا ستصفي الثورة من يجب أن يصفى بمعنى ستبعده خارجا عن مسارها لا بالمعنى السلطوي أي أن تصفيه جسديا كما تفعل السلطة والنظام الآن في تصفية الشخصيات العلمية المعارضة عن طريق شبيحتها.
وأيضا قبلنا بحرارة وفرح بالجيش السوري الحر الذي تشكل من المنشقين عن الجيش وشكّل كتائب مقاتلة مهمتها الدفاع عن هجمات العصابات العسكرية النظامية على المدنيين العزل.
ولكن لا أحد يقبل بتصريح كتصريح الضابط الذي يريد أن يقتطع منطقة من الشمال السوري ويطلب قوات التحالف لمنع تحليق الطيران في المنطقة فهذا أمر في غاية السخافة واللامنطق.
من سمح لهذا الضابط بمثل هذا التصريح، ومن يؤيه، ولماذا لم يتدخل جيش سورية الحرة لمحاسبته، لا أحد في الشارع السوري يريد التحالف، ولا أحد يريد تدخلا أجنبيا.
ولمعلومات الجميع سورية ليست ليبيا، وليس لديها بترول ليبيا، ولم تخرج ثورتها من منطقة موالية بالأساس للثورة فكان ما كان. سورية بلد فقير، يعيش حتى الآن على المساعدات لأن، أمواله ومصادر دخله يسرقها المقربون من النظام من أقرباء آل الأسد وأقرباءهم وأقرباء أقربائهم.. وآخرون أخجل عن تسميتهم هنا.
ولعلم الجميع ليبيا ستدفع ثمن كل طلقة، وكل طلعة طيران، وكل سنت تكلفه التحالف بدءا من إطعام الجنود انتهاء ببانزين الطيارات ومرورا بعدد القذائف التي أطلقت ومعظمها ضد أهداف وهمية لتزيد من كلفة الفاتورة.
ليس التحالف مؤسسة خيرية تدافع عن المظلومين مثل زورو و روبن هود والفرسان الثلاثة، التحالف مجموعة دول عظمى كل ما يهمها السيطرة على النفط أينما وجد وإبقاء سكان منطقة النفط في حالة تخلف عن أقرب مدنية إليهم مئات السنين.
لنكن واضحين نحن لا نريد التحالف، والتحالف لا يريدنا لأننا لن نستطيع أن ندفع فواتيره، وليست تصريحات مسؤولي التحالف حول الوقوف إلى جانب الثورة السورية إلا ذر الرماد في العيون حتى لا يقال أن دول عظمى ديمقراطية تصمت أمام قتل البشر بهذه الطريقة الهمجية التي يقتل بها النظام معارضيه.
أنادي كل من شكل تنظيما أو مؤتمرا أو مجلسا انتقاليا، أو مجلسا ثوريا، أن يتراجع فورا عن كل ما فعله، ويبدأ بالبحث عن صيغة لتوحيد الجهود لتصبح هذه التجمعات تجمعا واحدا كما الشارع السوري شارعا واحدا.
يا أيها السياسيون والمثقفون ممن تعيشون في الخارج، أيها المثقفون، أيها السياسيون، أيها الثوريون المتخمون بالكافيار والويسكي السكوتلندي الأصلية. ويا أيها السياسيون في الداخل قليل من التنازل عن الرغبة في قيادة الثورة تحت شعارات مزيفة وشعاركم الأساسي الوصول إلى السلطة بعد نجاح الثورة، إليكم جميعا أنادي واستصرخكم حاولوا لمرة واحدة التخلي عن مصالحكم الفردية، لأجل مصلحة الدولة والشعب، الشعب الذي يضحي بدمائه ودماء أبنائه الأغلى وإلا بماذا تختلفون عن النظام، الشعب لن يسمح بنظام يشبه النظام الذي ثار عليه، الشعب يريد حكما ديمقراطيا شعبيا لا سلطة لرأس المال عليه.
وليعلم الجميع أن علينا الاعتماد على أنفسنا، وأن نكون مستعدين بالتضحية حتى آخر نقطة دم فينا، وأنا هنا لا أزاود على أحد، ودمي ودم أولادي في المقدمة.
قليل من حب الوطن يا سوريين
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |