عن مجلس الأمن وقرار العقوبات ضد سورية
2011-10-07
دماء شهدائنا ومناضلينا لا تهم أحدا في العالم، أقصد قياديي العالم، قادة الدول ووزراءهم ورجال أعمالهم .. وأغنياءهم، ولكن الفارق بين الدول الغربية التي نسميها رأسمالية ونحتقرها كوننا ننتمي إلى فكر مختلف ـ أو كنا ـ كما بين الدول التي كانت تسمى شيوعية أو اشتراكية أو ما طاب لكم من تسميات، والتي لم أندم في حياتي كما ندمت بعد وعي أنني تبنيت تلك الأفكار دون أن أنتمي إلى أي حزب من أحزابها بسبب تركيبتي الشخصية بعدم قبول أن يملي على أحد ما توجيها معينا يقول أن الحزب يرغب في ذلك، طز في الحزب فأنا لست آلة يسيرها أي حزب مهما كان توجهه.
ولكنني كنت وبشكل من الأشكال أحمل تلك الأفكار الثورية الشيوعية الاشتراكية، وبعد زوال المنظومة الاشتراكية، إلا من بعض الدول الصغيرة، مازلت في داخلي أومن بها وأكره الإمبريالية.
الآن أنا أكره نفسي على ما بقي من إيمان بأن ما كنا نؤمن به هو الحقيقة وإن ما كان يؤمن به غيرنا هو الإسفاف والتفاهة. والحقيقة لا يملكها أحد سوانا.
لم أزر الاتحاد السوفياتي في أيام عزه، ولم أرسل في منحية دراسية، أو منحة ترفيهية إلى منتجعاتها لأنني ورغم إيماني بفكرها لم أكن أومن بقيادييه في سورية، والآن أن ألعن مؤسسيها الأساسيين من لينين إلى بريجينيف في قبورهم..
من هم معنا الآن في ثورتنا الشعبية على النظام هم الإمبرياليون، ومن هم ضدنا هم بقايا تلك الدول التي كانت يوما عقائدية شيوعية وتحولت إلى دول لا نكهة لها ولا رائحة، نقلت إلى شعوبها أسوأ ما كان في النظام الشيوعي ألا وهو دكتاتورية البروليتاريا، رغم أنها ما عادت تسميها كذلك ولكنها تحكم بنفس العقلية السابقة.
إذا استثنينا لبنان الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا الذين امتنعوا عن التصويت، فقد استخدمت الصين وروسيا حق النقض على قرار العقوبات ضد سوريا ودفنوه قبل ولادته، بينما الإمبرياليون اللصوص مصاصي دماء البشر كما كنا نسميهم فهم من كان متحمسا لفكرة فرض تلك العقوبات.
روسيا التي ورثت طريقة الحكم الشيوعي الاستبدادية رغم أنها ما عادت تعمل بفكره والصين التي مازال الحزب الشيوعي حاكما فيها ولكن دون تطبيق أي من مبادئه سوى مبدأ وحيد هو إذلال شعبه، والدولتان لهما مصالح حيوية مع سورية، فهي تصدر الأسلحة لسورية وهذا دخل مادي كبير لها لا تستطيع الاستغناء عنه، وكذلك الصين التي لها مصالح تجارية كبرى مع سورية.
إذا مصالح الشعب الروسي والشعب الصيني أهم من دماء الشعب السوري، وحين ترخص الدماء عند زعمائها فما الذي يدفع دول لا ناقة لها ولا جمل في أن تخسر صداقة دولة هي لا تحترم تلك الدماء.
ليس غريبا أن تمتنع لبنان عن التصويت فهي في النهاية مقاطعة سورية، ولكن الغريب في الأمر أن الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل رفضتا التصويت على القرار، تصورا جنوب أفريقيا التي أذاقها البيض الويلات قبل أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها ترفض التصويت ضد عقوبات على قيادة تقتل شعبها بدم بارد وتقطع أوصاله وتعذبه بأشنع أنواع التعذيب، كيف نسيت جنوب أفريقيا عذاباتها أيام سيطرة البيض عليها. وليس لدي تفسر لامتناع البرزيل والهند عن التصويت سوى مصالح قد تربطها بروسيا أوالصين.
منذ اليوم على المجلس الوطني الذي تم الإجماع على أنه يمثل سورية داخليا وخارجيا أن يتخذ موقفا واضحا ومعلنا من تلك الدول في عدم التعامل معها اقتصاديا وسياسيا أو بأي شكل من أشكال التعاون حتى لو وصل الأمر إلى عدم تبادل السفراء.
لا شك أن قرارا من هذا النوع لو صدر لكان أعطى للثورة السورية دفعا كبيرا، ولكنه لا يعني أيضا أن الثورة ستنتهي بسببه. الشعب السوري بكل أطيافه يصطف خلف الثورة وباستثناء المنتفعين من النظام والذين سينقلبون عليه فور ظهور بوادر جادة بقرب سقوطه، وهذا يعني قوة الثورة ومناعتها خصوصا أن الانشقاقات في صفوف الجيش السوري وخروج الشرفاء منه سيؤدي في النهاية إلى نهاية النظام ومحاكمة كل رموزه.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |