دون أوهام، دون مزايدات، الأزمة لم تنتنه ولن تنتهي
2011-10-14
رغم كل ما يجري في سورية من تظاهرات، وقمع لهذه التظاهرات بشكل ممجوج وفج وغير قابل للتصديق، ورغم أن كل ما يظهر على السطح يقول أن الأزمة في أشدها، وإن النظام يسير نحو نهايته الحتمية، ولا شيء يمكن أن يجعل عجلة التاريخ تعود إلى الوراء .. رغم كل ذلك فإن الرئيس السوري يصرح في أحد لقاءاته، أن الأزمة في سورية انتهت وإن الأمور بخير، ثم يؤكد وزير خارجيته على هذا الكلام ويخرج بتصريحات تقول أيضا أن الأزمة انتهت أو هي في طريق النهاية وإن الأمور ستعود قريبا إلى نصابها.
وكما فعل المعلم فعلت بثينة شعبان مستشارة الرئيس التي تقوم بجولة آسيوية لحشد التأييد لسورية تجاه الدول الغربية فهي تؤكد لهم في لقاءاتها أن الأزمة انتهت. وكأن شيئا لم يحدث، وكأن المعتقلات ما عادت ممتلئة بالمعتقلين، وكأنما الدماء التي هدرت على تراب هذا الوطن لم تهدر، والرؤوس التي قطعت لم تقطع، والمعتقلين التي شوهت جثثهم ومثل بها لم تكن، والمقابر الجماعية غير موجودة، وهذه سورية تعود معافاة، وكل شيء سيسير كما يريد له النظام أن يسير.
حين تأتي هذه التصريحات من رأس النظام، ومن معاونيه المقربين ، ولم تأت هذه التصريحات من مصادر غير موثوقة، فهذا يعني أن الأمور كما يقولون، ولكن في حقيقة الأمرتقول غير ذلك الحقيقة تقول إن الأمور ليست بخير والأزمة لم تنته ولا يمكن أن تنتهي وهي أساسا ليست أزمة، بل ثورة شعبية تطالب برحيل النظام المستبد الذي جثم على صدورها ما يقارب الأربعين عاما .
ولكننا سنفترض جدلا أن ما يقولونه حقيقيا، ونسايرهم فيما يقولون، ونطرح السؤال التالي: إذا كانت الأزمة قد انتهت، والتظاهرات المطالبة بالحرية قد توقفت، والقمع الوحشي وغير الإنساني قد انتهى، فأمام النظام فرصة لا تعوض ليثبت إن ما يقوله صحيح، وما نطلبه ليس بعيدا عن التحقيق ومن السهولة بمكان.
ليعطي الشعب فرصة وحيدة كما أعطى لنفسه الحق بتسيير مسيرة في ساحة السبع بحرات منذ أيام، واختيار ساحة السبع بحرات اختيار ذكي فهو يعرف تماما أنه لن يستطيع أن يملأ ساحة الأمويين وبالتالي سينكشف العدد الحقيقي لهؤلاء المؤيدين الذي يعرف كل سوري أنهم من طلبة الجامعات والمدارس وموظفي القطاع الخاص الموالي محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما كدسه من أموال، وموظفي الدولة غير القادرين على خسارة لقمة عيشهم، كل هؤلاء إذا أضفنا إليهم الشبيحة والعسكر الذين يرتدون الزي المدني، لم يعد النظام قادرا بكل هؤلاء أن يملأ بهم ساحة الأمويين وتفرعاتها التي تحتاج إلى ثلاثة أضعاف العدد الذي تجمع في السبع بحرات، من هنا كانت الفكرة الذكية بنقل مكان هذه المسيرات إلى ساحة السبع بحرات لضيق الساحة وضيق تفرعاتها وبذلك ينجو النظام من محنة قلة المؤيديين له.
استطردت وخرجت عن الموضوع الرئيسي، كنت أقول أنه ما دامت الأمور بخير فليمنح الشعب، الشعب الذي يرى النظام أن أزمته انتهت، فرصة للتظاهر ودون تنسيق مسبق ودون تحديد مسبق لتوقيت التظاهر، ليعين التلفزيون أن غدا أي غد هو فرصة للشعب أن يخرج ويتظاهر بحماية الجيش ودون أن تمسه يد أحد من القتلة العسكريون وغير العسكريين، وعد يراقبه أشخاص من الأمم المتحدة ومن الدول الصديقة لسورية كما روسيا والصين، وممثلين عن الأمم المتحدة، وليسمح لجميع القنوات التلفزيونيه عربية وعربية بتصور ما سيجري، وليترك لهم اختيار المكان. فما الذي سيجري، أولا هم سيختارون ساحة الأمويين وتفرعاتها لثقتهم الكبيرة بالحشد الذي سيملأ المكان، ولثقتهم من أن الكاميرات التلفزيونية والمراقبون الدوليون سيشهدون مشهدا تاريخيا لا مثيل له. ستمتلئ دمشق بالمتظاهرين الذين سيهتفون بسقوط النظام من ساحة الأمويين وصولا إلى كل ساحات دمشق، وستصل أصوات حناجرهم التي تخيف النظام، وجميعهم سيستعيرون حنجرة قاشوش، ليهتفوا بصوت واحد لا نريدك .. لا نريدك.
لو كنت مكان النظام، ولدي كل هذه الثقة بالذات وبانتهاء الأزمة، لأكدت ذلك عبر هذه التجربة البسيطة، ولسحبت الجيش وقوى الأمن والشبيحة من شوارع المدن، وأوقفت الحواجز التي توقف المدنيين وتتحقق من هوياتهم، وأصدرت أمرا مباغتا بالسماح بالتظاهر.
تجربة ستؤكد مدى مصداقية النظام أمام الرأي العام العالمي، وعن طريق قنوات تلفزيونية متعددة الجنسيات والتوجهات، ومراقبين من الأمم المتحدة.
وقتها فقط سيخرس المغرضون الذين يحاولون الإساءة للنظام..؟؟؟؟؟
هل نحلم بأن يحدث ذلك.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |