اللهم أني بلغت اللهم فاشهد
2011-10-21
تشغلني في الفترة الأخيرة قضية هامة وحساسة، والذي نبهني إليها أنني علمت مؤخرا أن بعضا من مخبري النظام الذين يعملون متخفين بين المثقفين في سوريا، وهم يدعون أنهم ملاحقين من النظام ومعارضين منذ ما قبل انطلاق الثورة ليجعلوا فريستهم تقع في الفخ وتتكلم أمامهم. هؤلاء بدأوا يتحركون بعد الثورة كعملاء سريين للسلطة، وبدأوا يتواصلون مع المعارضة في الخارج، على أساس أنهم ملاحقون في الداخل وقد استطاعوا الهروب في اللحظة المناسبة، هكذا يوهمون المعارضة في الخارج ويندسون بينها لنقل أخبارها وتحركاتها للسلطة.
عمليا أمثال هؤلاء أخطر من قنبلة موقوتة داخل أي تجمع معارض في الخارج، ويجب الانتباه لهم والتحقق من خلفيتهم وعدم الثقة بأي معارض يهرب من سورية على أساس أنه ملاحق, من واجب المعارضة التأكد من هويته، وماضيه، والسؤال بتدقيق شديد مع أي شخص غير معروف تماما، وحتى لو كان يطرح نفسه عبر تاريخه قبل الثورة كمعارض للسلطة، فالسلطة تجند هؤلاء كتكتيك مسبق لمعرفة أعدائها عن طريقهم.
لدي أسماء، أعرفهم جيدا، وأعرف ماضيهم القذر، علمت مؤخرا أنهم أصبحوا في الخارج كمعارضين للنظام، ولم أعرف فيما إذا كانوا قد انضووا تحت لواء تجمع معارض في الخارج. لذلك كان لا بد من التنبيه، ولابد من التأكيد على معرفة ماضي أي شخص يخرج من سورية بحجة أنه معارض، من معارضين ثقة في الداخل حتى لا يفشل هؤلاء أي تحرك للمعارضة في الخارج.
لا استبعد وجود أمثال هؤلاء داخل المجلس الوطني الحالي والذي نال ثقة الشارع السوري في الداخل لذلك فمن واجب المجلس تشكيل لجنة في التدقيق في أسماء جميع أعضاءه، والتأكد من تاريخهم، خصوصا أولئك الذين لا ينتمون إلى أحزاب، أو تكتلات معروفة، فمن السهل تدمير المجلس من خلال أمثال هؤلاء ومعرفة تكتيكاته وتحركاته، فمعرفة هذه التحركات تعطي الفرصة للسلطة للقيام بعمل مضاد ومسبق على ما يفكر المجلس بفعله لاحقا.
المخابرات السورية لا تعمل بمفردها فهي مدعومة بخبرات من مخابرات عريقة يمكن أن تعطيها أفكارا غير مطروقة لمعرفة الخصم، من هنا أؤكد على ضرورة الانتباه، والانتباه الشديد من المجلس الوطني لتحركات جميع المنضوين تحت رايته، حين يعطي الشارع ثقته بالمجلس ، هذا الشارع الذي ضحى بدماء الكثير من دماء أبنائه ليصل إلى ما وصل إليه، واستطاع أن يحشر النظام في زاوية القتل الموتور وغير المسؤول وجعل العالم ينظر للثورة على أنها أمل السوريين، هذه الثقة تعني مسؤوليات أكبر أمام المجلس الوطني في طريقة التفكير وطريقة التعامل مع الآخرين.
من جهة أخرى سيواجه المجلس، وكذلك تنسيقيات الداخل الكثير من المندسين لغايات شخصية، وأحلام باستلام مناصب بعد نجاح الثورة، وهؤلاء موجودون دائما في كل زمان ومكان لاستغلال أي تحرك شعبي، وأي ثورة في العالم ليركبوا على ظهرها ليصلوا إلى ما يصبون إليه من مناصب بعد نجاح الثورة.
أمثال هؤلاء أيضا يجب الانتباه إليهم، والحذر منهم فخطرهم لا يقل عن خطر الآخرين المدسوسين بالأجرة، فهم من سيخربون الثورة بعد نجاحها والمثال واضح بما يجري في مصر وتونس الآن.
لنتعلم من الدرس المصري، والتونسي، ولنكون جاهزين لتكوين سلطة دستورية فاعلة ومسؤولة دون خلافات على المناصب، وعلى الكسب المادي،.
لنفكر منذ الآن كيف سنفعل ذلك، لنفكر كيف ننجو من مستنقع الخلافات الشخصية بعد نجاح الثورة، لنفكر بدماء السوريين التي سالت على أرض الوطن وفي سبيل الوطن قبل أن يفكر أيا منا بأن المنصب هو المهم. الوطن فقط هو المهم.
لا أريد أن أبدو واعظا، ولكني لم استطع إلا أن أنبه إلى أمر ربما يعرفه الكثيرون، ولكن أيضا وضمن مسؤوليات كبيرة أمام المجلس قد يسهو عن مثل هذه الأشياء.
اللهم أني بلغت اللهم فاشهد
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |