رِجلٌ في السلطة، ورِجلٌ في المعارضة، اللاعبون على الحبال
2011-11-11
عيب ما يحصل بين بعض من يسمون أنفسهم معارضين، من خلافات على الملأ وعلى شاشات التلفزيون، بل هو أكثر من عيب، هو تآمر على الثورة وعلى دماء شهدائها، وعيب أيضا أن نشكل تنسيقيات ومجالس وهمية لا تمثل إلا نفسها لتدعي أنها تتحدث باسم الثورة، ولا فرق بين هؤلاء وجيش النظام، بل هم أخطر منه، فجيش النظام مكشوف ومعلن، ولكن هؤلاء المدعين المعارضة يلعبون على الحبال بانتظار ما ستؤول إليه الأمور.
منذ أيام خرج معارضين خصمين على إحدى القنوات التلفزيونية، ولا أريد ذكر الأسماء، وهم يتبادلون الشتائم والتخوين لبعضهما بعضا، وبعضهما هذا لا يمثلل ولو جزءا بسيطا من الشارع بل أستطيع القول أنه لا يمثلهم شخصيا، لا يمثل ضميرهم، بل يصب وبشكل مباشر لمصلحة النظام ويأتي توقيته ليكون كذلك.
وهذين ليسا وحيدين، فباستثناء المجلس الوطني الذي أيده الشارع، ويرفع صوته ويهتف عاليا انتماؤه لهذا المجلس، هناك مجالس وتنسيقيات بدأت تتعامل مع النظام على أساس حرصها على سورية ولكنها في حقيقة الأمر تحرص على مصالحها الشخصية وتبحث عن موطئ قدم لها في حال فشلت الثورة ـ لا سمح الله ـ وستكون على رأس المتنطحين لقيادة البلاد وتأسيس أحزاب بغية الوصول للمناصب واستخدامها لمصلحتهم أي أننا سنخرج من تحت الدلف إلى تحت المزراب.
هؤلاء يضعون أمام المواطن العادي، مثقفا كان أم غير مثقف في حيرة حقيقية مما يجري، ويجعله يفكر كثيرا في الموقف الذي سيتخذه من الثورة إذا كانت بداياتها هكذا، وقد قابلت كثيرا من هؤلاء المواطنين غير القادرين على حسم أمورهم تجاه الثورة، وتجاه ما يجري على الساحة المحلية والعربية والدولية، بعضهم يخاف من التدويل، وبعضهم يخشى قوات ردع عربية المسبوقة بسمعتها السيئة في أماكن أخرى داخل المنطقة العربية، وبعضهم يخشى دول النفط ومبادراتها الملتوية وغير الواضحة على الطريقة اليمنية.
في خضم كل ذلك لا يأبه الشارع لكل ما يفعله السياسيون، الراغبون، والطامعون بوقاحة بالسلطة على حساب دماء الشهداء لهذا يخرجون علنا على شاششات التلفزيون ليثبت كل فريق منهم أحقيته في قيادة الثورة. ولكن الشارع يستمر بصوته المدوي مرددا الشعب يريد إسقاط النظام، غير آبه بكل ترهاتهم.
لابد من التوضيح، والتأكيد على أن من يمثل الثورة هو المجلس الثوري، والتنسيقيات والشخصيات السياسية في الداخل التي انضمت إليه، وكل من يدعي بعكس ذلك فهو يحمل رأيا شخصيا، قد لا يصب هذا الرأي في خانة التخوين، ولكنه لا يمثل الشارع وغير مقبول الاجتماع به من أي طرف كان في الجامعة العربية أو في من يعمل في الشأن السوري في الدول الغربية.
الشارع أعلن رأيه صراحة، وهو صاحب الكلمة العليا، بأن ممثله الوحيد هو المجلس الوطني. لذا أقولها بصوت عال: الشعب السوري لا يعترف بأي شخص يتكلم كمعارض للنظام، بينما هو يتفاوض معه سرا، ولا يعترف بأي شخصية سياسية غير منتمية للمجلس الثوري، وأنا هنا لا أخون الجميع، فكل له الحق بإبداء الرأي، ولكن شرط أن لا يكون ذلك من خلال مهاترات علنية على شاشات التلفزيون تظهر للملأ أن المعارضة منقسمة.
المعارضة والشارع موحدون، وكل من يتكلم بعيدا عن وحدتهم تلك فهو يمثل نفسه، مرتبطا كان بالنظام، أم غير مرتبط، وكل من يحاول إعادة فكرة إمكانية الحوار مع النظام هو خائن لدماء الشهداء، ولعذابات السجناء في السجون.
رِجلٌ هنا ورِجلٌ هناك لن تفيد إلا أصحابها الذين لا يفكرون سوى بمصلحتهم الفردية وأطماعهم الشخصية، لهذا أقول لكل هؤلاء الذين يغردون خارج سرب المجلس الثوري، عيب عليكم جميعا أن تغردوا خارج السرب، وطنيين كنتم أم عملاء، لأن المهم الآن فقط إسقاط النظام، ومحاكمة رموزه، لهذا اتركوا خلافاتكم بعيدا وكونوا يدا واحدة، ولتختلفوا كما تشاؤون حين نحصل على حريتنا، ونضع دستورنا وقتها فقط يحق لكم الاختلاف والتفرق أو التجمع من أجل سورية ديمقراطية حرة ومستقلة.
إلى الجميع أقول أن مصلحة الوطن، وحق الشهداء ، ومعتقلي الرأي علينا أن نوحد كلمتنا في اتجاه وحيد دون نظريات، وفلسفات، إسقاط النظام أولا .. وبعدها لكم حق الاختلاف، فأي نظام ديمقراطي يعني الاختلاف. ويبنى عليه.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |