منحبك فدوى سليمان
2011-12-09
ليس لأن الحماصنة أكثر شجاعة من بقية الثوار السوريين في المحافظات الأخرى، وليس لأن حمص فعلت ما لم يفعله غيرها، فالسوريون سواسية، جميعهم يضحون، وجميعهم يقتلون ويعتقلون ويعذبون، باختصار جميعهم ثوار. صحيح أن دمشق المدينة، وحلب المدينة ظلت خارج قوسين حتى الآن، ولكن مشاعر أهاليها لا تختلف عن مشاعر كل الشعب السوري والذي يهتف واحد ..واحد ..واحد الشعب السوري واحد.
تختلف حمص فقط بكونها المحافظة الوحيدة التي يسكن فيها عدد كبير من الطوائف من مسيحيين وعلوييين ومرشديين وأقليات دينية وقومية أخرى. كان هؤلاء يعيشون متجاورين في أحياء يختلط بها السني مع العلوي مع المرشدي مع المسيحي فيبيعون ويشترون ويؤجرون مساكنهم كل للآخر دون تفكير ودون حسابات مذهبية.
هذا التنوع الطائفي الذي لا يوجد مثيل له في مدن أخرى، سوى اللاذقية المحكومة أساسا من أزلام النظام، ومن عائلة الأسد بشكل خاص جعل النظام يختارها وأعني حمص، وهي التي لم تكن تحت سيطرته، كما اللاذقية ليطلق منها حربا أهلية، ثم يدعي فيما بعد أنه في سبيله إلى القضاء على هذه الحرب.
حاول النظام مرارا وتكرارا تمرير هذا السيناريو وبدأ بإطلاق الشائعات بأن السنة سوف يسيطرون على البلاد متمثلين بفريقهم الديني السلفي وسوف يقضون على باقي الطوائف، ولكنن تماسك الأهالي وعدم تصديقهم إلا في ما ندر تلك الكذبة المفضوحة، أضطره ليغير تكتيكه عدة مرات، فقامت شبيحته بالقتل والتنكيل بالجثث من جميع الأطراف دون تحديد ومن ثمّ برمي الجثث في أحياء معادية، فكان يقتل عددا من العلويين ويرميهم في أحياء سنية، والعكس صحيح، معتقدا أنه بذلك سيجعل أهالي حمص يدخلون في حرب طائفية يستطيع استغلالها لتقوية نظامه وسلطته.
ولكنهم أهل حمص، الذين خبروا بعضهم بعضا، وعرفوا أن جيرانهم لن يقتلوهم لسبب بسيط هو أن لا مصلحة لهم في ذلك فهذا العيش الطويل المشترك لماذا يعلن الآن وبعد قيام الثورة. وهكذا ظلت الأمور تراوح مكانها.
لن أدعي أنه لم تحدث حوادث فردية، من قتل وخطف وتدمير ممتلكات، في حالات يكون أهالي المغدورين من كلا الطوائف في حالة غياب عن الوعي، هو غياب مؤقت نتيجة الحزن والانفعال، ولكن ما أن يتدخل ذوو العقول الراجحة حتى تخمد الفتنة.
كما أنني لن أدعي بأن فصلا طائفيا لم يحدث في حمص فالأحياء انفصلت، وكل أغلق حارته على أبناء طائفته وقام بحراستها، وكل على حده بدا مرتابا وخائفا، خصوصا أن السلطة والنظام لم يكل ولم يمل من القتل واتهام الفريق الثاني بالقيام بهذا القتل، ومادام القتل يحدث من أي جهة كانت فالحذر واجب. فكان ما يحدث حتى الآن من قبل الحيطة والحذر.
لكن حربا طائفية لم تحدث، وبقيت فدوى سليمان وبالتأكيد ليست وحيدة من طائفتها كانوا معها في حي الخالدية السني المتشدد تخرج على رأس المظاهرات تهتف واحد واحد ..واحد .. واحد الشعب السوري واحد. ليثبتوا أن مؤامرة النظام لن تمر.
كم كنت جميلة يا فدوى وأنت تهتفين مبتسمة، فرحة، منشرحة الصدر، مؤمنة بالثورة ونجاحها أمام ثوار الخالدية.. سيخلد اسمك تاريخ سورية الحرة كبطلة من أبطال الثورة.
ما يحدث في حمص مثال راق وجميل، هذا التحدي الكبير للنظام، لنظام قتل البشر عنده تسلية وتزجية للوقت وخط دفاعه الأخير، ومع ذلك فشل في جعل حمص مرتعا لحرب أهلية.
التنسيقيات في حمص تضم مختلف الطوائف وتلعب دورا هاما في تهدئة الأمور، كما يفعل عقلاء رجال الدين الذين أصدروا فتوى حرموا فيها الاقتتال الطائفي، ولكن الأهم من كل ذلك، وعي الحماصنة الكبير والكبير جدا بنتيجة الاقتتال الطائفي، ومعرفتهم بأنه سيكون نهايتهم جعلهم يفشلون مساعي النظام في إشعال الفتنة، وكلما قارب بالنجاح، كانوا يسبقونه بنزع فتيل الفتنة.
تحية للبطلة الثائرة فدوى سليمان ولرفاقها جميعا، تحية لحمص الأبية، الصامدة، كما جميع المدن السورية، ولجميع الثوار الأحرار.
من يجرؤ بعد الآن أن يحكي نكتة عن الحماصنة وجدبتهم ؟؟؟
سأكون أول من يبتكر نكتة ويرويها لأن حمص والحماصنة لا يهنأ لهم عيش دون تلك النكات
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |