يا تجار حلب والشام هذه فرصتكم الأخيرة للوقوف إلى جانب الشعب
2011-12-17
أستغرب كيف يطعم التاجر الحلبي والشامي أولاده من مال ممزوج بدماء الشعب، بدماء أبناء وطنه، أستغرب وهو المؤمن بالله، وبالآخرة، وعقاب الآخرة، كيف لا يفكر بهذا العقاب، كيف لا يفكر بأن الله الذي يذهب إلى المسجد كل يوم لتقديم الطاعة له، أن لا يخيفه عقاب الله في يوم، هو يؤمن به.
قد يقول قائل كيف أتحدث بهذه اللغة وأنا الذي لا يؤمن لا بالله ولا باليوم الآخر، لهؤلاء أقول إنما أنا أحدث الناس بلغتهم علهم يرجعون عن غيّهم. فلولا جشعهم وخوفهم على ثرواتهم، ومكاسبهم، وحياتهم الهانئة الذي أمنها لهم النظام بتحالفهم معه، لما ظللوا صامتين حتى الآن.
لم يكتف النظام بحكم البلاد طيلة نصف قرن ينقص قليلا بالحديد والنار، بل عمل على إفساد روح الإنسان، وإغوائه كشيطان رجيم بكل مغريات الدنيا، ليفقده حسه البشري ويحوله إلى حيوان مفترس همه افتراس أهله وشعبه وناسه.
قام نظام حافظ الأسد الفساد وعلى شراء ذمم الناس وولائهم بجعلهم يرتشون ما طاب لهم من الرشوة ليظلوا أوفياء له، وقد خص أقرباءه وأبناء عائلته بالحصة الأكبر من ذلك، ولأنهم، وأعني الأقرباء، ليسوا على دراية بالتجارة فقد تشاركوا مع تجار حلب ودمشق وكنت لهم حصة الأسد من تلك الشراكة، وكان التجار راضون بذلك، هذه الشراكات هي التي جعلت هؤلاء التجار يقفون إلى الآن في صف النظام وضد شعوبهم ودماء شعوبهم، ترى هل يساوي المال، كل مال الدنيا، قطرة دم واحدة تراق على تراب هذا الوطن.
تشكلت ثروات هائلة، وصعدت أسماء كثيرة لم تكن تملك سوى قرابتها من الأسد، كانت كافية لتجمع أموالا طائلة، وما يجري الآن من قتل واعتقالات وتعذيب وهدر دماء ليس إلا للحفاظ على ثروات هؤلاء وشركائهم من تجار دمشق وحلب.
أيها الأغبياء، هل تعتقدون أنكم بأموالكم ستنقذون أنفسكم من أيدي الثورة بعد سقوط النظام، وإذا طلبتم المغفرة، من ذا الذي سيمنحكم إياها، أبو الشهيد أم أخته أم ابنه .. لا أحد، لا تطلبوا شفاعة أحد، فلا أحد سيشفع لكم.
وإذا كنتم لا تستمعون سوى للمحطات السورية إذاعية وتلفزيونية فلا شك أن خبر هيومن رايت ووتش لم يصلكم.. وهذا مقتطف منه:
"كان الجنود في الصف الأمامي. كان العقيد خضير وعناصر الأمن يقفون وراءنا. كان يوسف موسى كراد، مجند يبلغ من العمر 21 عاماً، وهو من درعا، يقف إلى جواري. لاحظ العقيد أن يوسف لا يطلق النار إلا في الهواء. فأخبر الملازم جهاد من الفرع الإقليمي للمخابرات العسكرية. كانوا دائماً معاً. اتصل جهاد بالقناص المتمركز فوق السطح، وأشار بيده إلى يوسف، فقام القناص بإطلاق رصاصاتين على رأس يوسف. أخذ عملاء الأمن جثمان يوسف وابتعدوا به. في اليوم التالي رأينا جثمان يوسف على شاشات التلفزيون. قالوا إن الإرهابيين قتلوه"*.
ماذا ستقولون بعد ذلك، وكيف ستبررون لأطفالكم حين يكبرون ما صنعتموه، وأية مواقف مذلة وضعتم نفسكم فيها,
هي فرصتكم الأخيرة، للوقوف إلى جانب الشعب، الآن.. الآن، وليس غدا.. المساهمة في الإضراب العام ستكون بداية جيدة، وقد لا تكفي المساهمة بل تحريض الآخرين على المشاركة الفاعلة بالإضراب وصولا إلى العصيان المدني، كونوا أنتم، ولا تكونوا هم، هم ما عادوا قادرين على التراجع بعد أن تلطخت أيديهم بهذا الكم الهائل من الدماء، أنتم ما تزال الفرصة أمامكم، فكونوا على قدر المسؤولية فقد يغفر لكم الشعب تهاونكم.
لا تستمعوا إلى مشايخكم الذين يبررون لكم تصرفاتكم فهؤلاء خدم للسلطة، والشيوخ عادة خدام للسلطان، أما أنتم فما حاجتكم بعد الآن له، لقد بدأ العد التنازلي لنهايته فانجوا بأنفسكم، وشاركوا في توجيه الضربة القاضية عليه..
هي فرصتكم الأخيرة للوقوف إلى جانب أولادكم وبناتكم وعائلاتكم، وأنفسكم، فرصتكم الأخيرة لتتخلصوا من تأنيب ضميركم، وليس أصعب من تأنيب الضمير، هي فرصتكم الأخيرة لتكونوا أنتم، وليس هم.
هل نسمع أخباركم قريبا؟؟؟؟؟
*
"من تقرير هيومن رايتش ووتش حول أسماء الضباط الذين قتلوا وعذبوا السوريين"
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |