نثق بالمجلس الوطني، وببرهان غليون
2011-12-23
في جلسة ضمت لفيفا من الأصدقاء المعارضين، لم تغادر الثورة الجلسة للحظة واحدة، وتركز الحوار حول آخر اجتماع بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق الوطنية ولكن ما أثار حفيظتي أن أحدا من الموجودين لم يتفق مع الآخر حول أساسيات لا يجب الخلاف حولها، وهذا دفعني لطرح السؤال على الأصدقاء
ـ إذا كانت مجموعة بحجم مجموعتنا هذه لا يمكن أن تتفق على أولويات لا يمكن الاختلاف حولها، فكيف يمكن أن نتفق بعد نجاح الثورة على تأسيس دولة ديمقراطية حديثة.
ليجيئني الجواب:
ـ هكذا هي الديمقراطية، أن نختلف في الآراء، ونتفق حول الوطن.
قلت:
ـ ولكن هذا يكون بعد طرد النظام ونجاح الثورة، لا في أوج الثورة، وبينما القتل والاعتقال ما يزال هو سيد الموقف، أليس من الواجب أن يكون هناك حد للاختلاف، أو تأجيله، إلى ما بعد، وأن يكون هاجس الجميع الثورة ولا شيء غير الثورة.
دخلنا بعدها في جدل عقيم حول هذا الأمر. وهذا أوصلني إلى نتيجة خلاصتها أن هذه المجموعة هي صورة مصغرة عن واقع ما يجري في سورية اليوم.
من الواضح أن هناك فصام بين الشارع الثائر في سورية، وبين القوى السياسية التي يفترض أن تدعمه، فالشارع مصمم للمضي إلى آخر الشوط، وإزالة النظام، فيما يختلف الشارع السياسي ويذهب في عدة اتجاهات، منها من يرغب في الحوار مع النظام، ومنها من يرفض الحوار معه، ولكنه يرفض الانضواء تحت جناح المجلس الوطني، وهناك من يقول أيضا أن المجلس الوطني لا يقبل انضمام بعض التيارات السورية المعارضة إليه لخلاف على المناصب، والمواطن يبقى غير عارف بحقيقة ما يجري بسبب عدم شفافية الأطراف السياسية المتصارعة على السلطة قبل نجاح الثورة، هذا الصراع الذي يضعف موقف الشارع، ويجعل من شهدائه دماء تسيل لا أكثر.
وفي مثل هذا المناخ، غير الشفاف، وحين تختفي المعلومات الحقيقة حول ما يجري في الاجتماعات بين المجلس الوطني، وبعض الهيئات الناشطة في الشأن السوري والمتبنية بشكل فعلي الثورة السورية في الداخل كهيئة التنسيق الوطني وغيرها من التنسيقيات والهيئات السياسية، تكثر الشائعات التي لا يمكن تحديد مروجيها، في حين تجد لها آذانا صاغية لدى البعض، وهذه يمكن أن توهن وتضعف الشارع بشقيه الثوار والمعارضين العاملين في الشأن السياسي عموما.
فإشاعة من مثل أن برهان غليون تلقى رشوة قيمتها 20 مليون دولار مقابل موافقته على الانضمام للمجلس الوطني وتحالفه مع الإخوان المسلمين، مثل هذه الإشاعة التي لا يمكن أن يصدقها أي متنور سياسي، وجدت لها آذانا صاغية لدى عدد كبير من أولئك العاملين في صلب تلك الهيئات أو على أطرافها، وإن كانوا يتناقلونها همسا، ومداورة لا يريدون أن يوحوا لك أنهم من المعتقدين بها إلا أنهم وحين تحشرهم في الزاوية، وتؤكد لهم أنك لا يمكن أن تصدق مثل هذه الكذبة الرخيصة، يستشيطون غضبا ويؤكدون لك صدق تلك الشائعة.
إلى جميع العاملين في الشأن السياسي أقول لقد آن الأوان لنبذ الاختلاف والابتعاد عن إطلاق الشائعات في حق بعضنا نحن الذين نمثل واجهة الشارع الذي يعمد الثورة بدماء أبنائه، يجب أن نكون عند حسن ظن هذا الشارع، وذلك بالسعي والاتفاق على أمر واحد تتحد تحت سقفه جميع الجهات العاملة في الشأن الوطني والسياسي السوري، ألا وهو أولوية إسقاط النظام، وكل من يرفض هذا الإجماع، ويرفض التوحد، حتى ولو كان المجلس الوطني بكافة أطيافه السياسية، يعتبر خائنا للثورة، ولدماء شهدائها.
يجب أن نثبت للمشككين، وللمغرضين، بأن الثورة لا دين لها إلا دين الثورة، وأن لا سيطرة لفريق ديني على أي من الهيئات الثورية المتعددة، يجب أن نثبت توحدنا، فقوتنا بوحدتنا لا بفرقتنا.
برهان غليون تحديدا مطالب بتحديد موقفه من كل ما يجري، والرد على كل الشائعات التي تناولته، وتناولت المجلس الوطني حول موقفه من كثير من القضايا ومنها أنهم من رفضوا قبول هيئة التنسيق الوطنية من الدخول في المجلس الوطني، وأن المجلس الوطني بتركيبته الحالية مغلق في وجه من يرغب بالانتساب إليه من شخصيات وطنية.
نحن نثق ببرهان غليون، ونثق بنظافة يده وفكره، وقد سمعت من البعض أنه برأ ذمته من تلك الشائعة وقدم تقريرا حول موقفه المالي، ولكن ما يجب أن يفعله هو أكثر من ذلك، يجب أن يتواجد دائما مع الشعب السوري، بالطريقة التي يجدها مجدية. فوجوده المستمر مع الشعب وتواصله معه يمكن أن يطمئن الكثير من المشككين بالمجلس الوطني وبتوجهاته السياسية.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |