الثوار هم من سيحكمون سوريا.. وليس السياسيون
2012-01-06
الملفت للنظر في ثورات الربيع العربي أن الشباب ممن لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما هم من يقودون الثورة، وهم الذين يستشهدون في سبيل الحرية، ولكن من يستلمون زمام الأمور بعد نجاح الثورة هم رجال ونساء انتهت صلاحيتهم، هذا ما جرى في مصر وتونس، وهو ما يجري في سورية اليوم بفارق أن مصر وتونس لم تشهد ثورة بهذا القدر من الدموية، ولم تقدم شهداء بهذا العدد غير المسبوق.
لست على علم بأسماء جميع أعضاء المجلس الوطني، ولا بهيئة التنسيق، ولكن الذين أعرفهم منهم هم بالفعل كبار في السن بحيث لا تكون قراراتهم صائبة 100% فمن المعروف علميا أن الإنسان كلما كبر في العمر فقد الكثير من الخلايا التي تشل شيئا فشيئا من قدرته على التفكير السليم، بعض أصحاب القرار في هيئة التنسيق تجاوزا الثمانين من العمر، فماذا يريدون بعد، ولماذا لا يفسحون في المجال لشباب الثورة ليتخذوا قراراتهم بأنفسهم، ولماذا يضعون أنفسهم أوصياء على الثورة والثوار، ويحملون خلافاتهم النابعة من تركيبتهم الشخصية التي تشكلت ونمت في ظل حكم ديكتاتوري لم يفسح لهم في المجال ليتعلموا ما هي الديمقراطية.
الثوار الشباب الذين يقدمون دماؤهم فداء للوطن، وفداء لحرية أبناء جيلهم، الذين يريدون أن يعيش أبناؤهم في مناخ حر لم يعيشوه هم، ولم يتذوقوا طعمه، هم الذين يستحقون أن يؤسسوا مجالسهم الوطنية، وهيئاتهم التنسيقية، وعلى الكبار أن يتقاعدوا، وينتظروا ماذا سيحدث.
الخلاف بين المجلس الوطني ، وهيئة التنسيق، هو خلاف على أساسيات يراها البعض محقة ويراها آخرون غير ذلك، ولكن شباب الشارع، الثوار الذين ترخص عندهم دماؤهم، اتخذوا قرارهم، وهو القرار الذي وقف معهم فيه المجلس الوطني، وحرن أعضاء هيئة التنسيق عن التراجع خطوة واحدة لمصلحة الثوار وما يريدونه، وذلك بسبب توقف أدمغتهم عن المنطق الصحيح بسبب كبرهم في السن.
ليس عيبا أن نعترف بأننا كبرنا، وإننا لم نعد قادرين على ممارسة العمل الميداني، ولكن العيب في التمسك بالقيادة التي لا نستحقها.
اقترح على هيئة التنسيق، تنسيق عدد كبير من قياداتها، كل من تجاوز السبعين من العمر يعطى إجازة من العمل ومن اتخاذ القرارات، وإضافة عدد كبير من الشباب المعارضين لإعطائهم فرصة ليبدوا رأيهم بما هو حق لهم.
أي اسم من أعضاء المجلس الوطني أو هيئة التنسيق يكون ضده عدم رضا شامل من الثوار على الطرفين التصويت على طرده من الحركة، وأنا لا أذكر أسماء حتى لا يقال أنني أتجنى على أحد.
ترتيب البيت الداخلي منذ الآن ورفده بعدد كبير من الأسماء الشابة والواعية سيفيد كثيرا بعد نجاح الثورة، لأن من قامت الثورة على أيديهم يجب أن يكون لهم اليد الطولى في القرارات التي ستتخذ بعد نجاح الثورة، حتى لا نقع في مطب ما جرى في مصر حيث أقصي الشباب الذين صنعوا الثورة عن قيادة البلد.
أقول على الشباب اتخاذ زمام المبادرة، شباب الداخل بشكل خاص، ومنذ اللحظة، وتشكيل مجلس وطني داخلي يكون رديفا للمجلس الوطني الحالي، بحيث لا يتخذ أي قرار إلا بالاتفاق بين الطرفين، وفي حال تراجعت هيئة التنسيق عن مواقفها، بعد تجميد عضوية كبار السن فيها، سيكون لها الحق في الاندماج مع المجلس الوطني في الداخل والخارج وبهذه الطريقة فقط نكون أوفياء لدماء شهدائنا.
كلمة أخيرة لن تنجح ثورة يختلف أصحابها على المبادئ الأساسية، لذلك أقول ليتنازل كل منكم عن بعض معتقداته لصالح معتقدات الآخر في حال كونها تصب في مصلحة الثورة ولنظهر أمام العالم أننا يد واحدة.
والمجد للثورة
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |