رسالة مفتوحة إلى برهان غليون
2012-01-13
عزيزي برهان غليون
لا ينكر أحد أن مجلسكم الموقر هو الأكثر تقبلا من الشارع السوري، ومن المجتمع الدولي على حد سواء. وبالتأكيد لم يأت هذا التقبل من فراغ، فالشخصيات، والأحزاب التي انضوت تحت جناحه هي أسماء معروفة بتاريخها النضالي والسياسي، ولكن ما يشغل بال المتابعين هو حزب الإخوان المسلمين و هو أحد الأحزاب الرئيسية في مجلسكم، ونظرا لتاريخ هذا الحزب السياسي في سورية فإن كثيرا من السياسيين والمواطنين والمتتبعين للشأن لسوري لديهم تحفظ على ما يمكن أن يتصرف، وهو الحزب القوي الذي استمر منذ بداية الاستقلال متماسكا وموحدا رغم مروره ببعض العثرات، بينما يتشكل باقي المجلس من أحزاب صغيرة وشخصيات مستقلة غير قادرة في الوقوف في وجهه بعد انتصار الثورة.
من هذا المنطلق فإن من المناسب أن يطلب منه الآن التوقيع على وثيقة تضمن مبادئ أساسية للدستور السوري الجديد يلتزم بها حين البدء في كتابة الدستور وأهم بند عليه الموافقة عليه هو علمانية الدولة السورية الوليدة، واحترام الأقليات الدينية والمذهبية والقومية المتواجدة في نسيج الشعب السوري.
لا أدعي بمعرفتي القانونية في كيفية التعامل مع هكذا وثيقة، وكيف يمكن إلزامه بها، ولكن لا شك بأن هناك في المجلس رجال قانون يمكن أن يكتبوا صيغة ما مناسبة لحل هذه المشكلة التي هي في حقيقة الأمر الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه دولة عصرية يكون حق المواطنة متاح للجميع، وأن يتضمن الدستور بنودا تمنع تدخل رجال الدين في الأمور الدنيوية والإفتاء بعيدا عما ينص عليه الدستور الجديد.
من جهة أخرى يجب أن يصدر المجلس الوطني بيانا يوقع عليه أعضاؤه مجتمعين، ويطرح للتوقيع من كل الموافقين عليه بإقصاء العرور والقرضاوي وأمثالهما وتنبيه الثوار بأن أمثال هؤلاء إنما هم رجال مدسوسون لإفراغ الثورة السورية من مضمونها الحقيقي وهو الدولة العلمانية وحق المواطنة والحصول على الحرية المبتغاة ، والعيش في ظل دستور ديمقراطي مدني بعيد عن أي تطرف ديني أو مذهبي.أو قومي. ونيل الحرية غير المشروطة لا بدين ولا بقومية ولا بطائفة
بالتأكيد لا نريد أن نخرج من تحت مزراب حزب البعث لدلف حزب الأخوان المسلمين والسلفيين ورجال الدين الذين يمكن أن يفتوا في كل شيء في مصلحة حاكم ظالم ضد شعبه المضطهد. لذلك فان اتخاذ مواقف من رجال الدين الجهلة ومن فتاواهم المضللة أمر غاية في الأهمية، يجب أن تصدر توجيهات من المجلس، واليوم قبل الغد، تنبه الناس إلى أمثال هؤلاء، وإلى أنهم لا يمثلون الثورة ولا يمثلون المجلس، ومعظم، إن لم يكن كل الفتاوى الطائفية الصادرة عنهم باطلة.
المشكلة أن المجلس الوطني لم يصدر أي وثيقة تجعلنا نعرف كيف تم تشكيله وكيف وزعت الحصص، وكيف تمت الانتخابات، ولماذا ظل طرف الأخوان المسلمين صامتا، وترك حرية الحركة لنشيطين علمانيين، كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات، إجابات سريعة تبعد عن أذهاننا الغموض المحيط بتأسيس المجلس وما هي التنازلات التي قدمها كل طرف للطرف الآخر ليتم تشكيل المجلس، ولماذا أبعد البعض عنه.؟
نعم هي أسئلة تحتاج إلى إجابات، وشفافية في تلك الإجابات، يجب أن يوضع الشارع الثائر المهدور دم أبنائه بكل التفاصيل، حتى لا نفاجأ بما لم نكن نتوقعه، ونفقد ثقتنا بالمجلس من أساسه.
عزيزي برهان
واسمح لي برفع الكلفة، فرفع الكلفة بين القائد والمواطن هي من أساس العملية الديمقراطية، اليوم وقبل الغد عليكم توضيح كل ما يجب أن يوضح، اليوم وقبل الغد يجب أن نقرأ موافقة الأخوان المسلمين على علمانية الدولة السورية مع المحافظة على حق ممارسة الشعائر الدينية لجميع المواطنين كل حسب ديانته ومذهبه.
يحتاج الأمر إلى مؤتمر صحافي تظهر فيه أنت بجانب البايانوني وبعض القيادات الأخرى للرد على الأسئلة الملحة التي يحتاجها المواطن السوري وخصوصا الأقليات المذهبية التي باتت تخشى على نفسها بسبب ما يبثه العرعور من سموم تؤثر على عقول العامة من الطرفين.
يجب أن تعلنوا وعلى الملأ أن لا خوف على الأقليات المذهبية والقومية وإن ما يتحدث به العرعور وأمثاله هو محاولة لتأجيج الطائفية في سورية، سورية التي لم تكن طائفية في يوم من الأيام. العرعور صناعة مسجلة سورية بنكهة سعودية.
ويجب أن تعلم الأقليات الدينية وتثق بأن الثورة تقوم من أجلهم كما من أجل بقية أبناء الوطن، فالمستفيدون من الطائفية هم قلة قليلة استأثرت بثروات سورية على مدى أربعين عاما.. بينما ظل فقراء الطائفة إما فقراء معدمين في قراهم، أو خدم لدى تلك القلة المسيطرة.
ننتظر مثل هذا المؤتمر في القريب العاجل فمدينتك حمص عزيزي برهان مقطعة الأوصال، كل طائفة متمترسة في أحيائها خوفا من الطوائف الأخرى.. المهمة العاجلة الآن هي زرع الطمأنينة في النفوس، وأهم ما يمكن فعله التدخل لدى السعوديين لإيقاف العرعور والقرضاوي عن بث سمومهما التي تؤجل نجاح الثورة وتكلفها الكثير
تحيتي لك
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |