بأيدينا سنكسب المعركة، وسنحقق دولة الديمقراطية، والمواطنة
2012-01-27
الحقد الغربي على العرب أولا، وعلى سكان منطقة الشرق الأوسط ثانيا، قديم قدم التاريخ. وإذا أراد المتتبع لمراحل التاريخ القديم لوجد أسبابا كثيرة تجعل الغرب يحقد حقدا كبيرا على سكان هذه المنطقة. ولكن الفكرة الأقرب إلينا والتي لم ينسها اللاوعي الغربي ووعيه أيضا هي الحروب الصليبية التي هزم فيها هزائم متكررة وتكبد خسارات فادحة لم يكن يحسب حسابا لها.
هذا الحقد حمله الغربيون في جيناتهم، وصولا إلى غورو القائد الفرنسي على الحملة على سورية في مطلع القرن الماضي الذي كان أول ما فعله بعد احتلاله لدمشق في 1 آب حيث دخلها في موكب عظيم انه توجه حالا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي، ليقف فوقه قائلا: "يا صلاح الدين أنت قلت لنا في إبان حروبك الصليبية إنكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه وها أننا قد عدنا، فانهض من قبرك لترانا هنا في سوريا".
ما من تعبير يمكن أن يظهر مدى الحقد الذي يكنه الغرب لنا في جيناته التي بدأت تتشكل منذ بدايات التاريخ الذي نشأ في منطقتنا وصولا إلى هزائمهم في الحروب الصليبية، كتلك الجملة التي قالها الجنرال غورو. هذا الحقد، والكراهية التي تجعلهم يعملون المستحيل من أجل أن لا يكرر التاريخ ذاته، ويعود أهل هذه المنطقة، وأكره تسميتهم بالعرب لأنها تسمية غير دقيقة، لماضيهم المشرق وقوتهم وقدرتهم على احتلال العالم مرة واحدة.
إذا أضفنا كل هذا الحقد في الجينات، إلى مسلمة تقول: أنه ليس من أحد في العالم يهتم للآخر إذا لم تكن لديه مصلحة ما معه، مباشرة، أو غير مباشرة، وغير المباشرة هي عن طريق علاقته بالله، وهذا أمر نادر جدا. إذا المصالح هي التي تتحكم في العالم ومنذ الأزل، لم يأت يوم تحكمت فيه الأخلاق مجردة في سلوك الأفراد والدول ، قد تختلف نسبة الأخلاق إلى نسبة المصالح ولكن لا يمكن أن تقوم علاقة ما لا مصلحة لطرف من الطرفين فيها.
هذا أمر مبتوت فيه، وقد سقته لأقول أن دول العالم المتقدم اليوم، إضافة إلى ما تحمله لنا في جينات شعوبها من حقد وكراهية لنا، لا مصلحة اقتصادية لها فيما يجري من تغيرات سريعة في المنطقة العربية، إلا إذا استطاعت فرض ما تريده فرضا في هذه المنطقة أو تلك. هنا تبدأ دول العالم المتقدم في البحث عن مصالحها ضمن ما هو ممكن، وقد باشرت تلعب لعبتها في كل من تونس ومصر وليبيا.
سوريا ما تزال خارج المعادلة، لم تستطع المعارضة فرض توحدها على فكرة محددة لمستقبل سورية، وهذا ليس في مصلحتها، وهي أيضا غير واضحة المعالم بالنسبة للغرب الذي يريد أن يستطلع ما ستفعله إذا كسبت المعركة، وهي ستكسبها، ولكن الحقد الأعمى للغرب مازال يقف حاجزا بينه وبين يقينه حول هذا الأمر.
النظام السوري، قدم الكثير للغرب، الكثير من الخدمات، والهبات، من أراض وماء، ودماء جيرانه اللبنانيين، والفلسطينيين. ولم يتوان لحظة واحدة عن تقديم كل ما يستطيع من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل. ربيبة الغرب وخازوقه في أرض صلاح الدين، فما الذي يمكن أن يقدمه شعب ثائر في سبيل حريته، وكرامته، وكينونته. هو أمر لم يستطع أحد الوصول إلى جواب له، من هذا المنطلق، وحتى الآن فإن بشار الأسد ونظامه هو الأكثر ضمانا لهم. ولكنهم يحسبون حسابا لنجاح الثورة دون تقديم عون لها، ويخشون من ردود فعلها بعد الثورة فهم يلعبون لعبة رجل هنا ورجل هناك، حتى يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فيحسمون أمرهم ويضعون ثقلهم في الجانب الأقوى.
للشعب السوري أقول: أنتم وحيدون في معركتكم، وانتصاركم فيها وحيدون أفضل من انتصاركم بمساعدات من العرب أو من الدول الكبرى ، وأنا هنا لا أسترخص الدماء السورية، بل أؤكد أن حريتنا لن تكون منقوصة، ولن تكون مرهونة لأحد، وسنكون أسياد أنفسنا، وسنفرض نحن شروطنا بعد أن نؤسس دولتنا الحرة الديمقراطية دولة المواطنة والمواطن الشريف من أعلى قمة في الهرم إلى أسفله.
أيها السوريون لا تجلسوا خلف شاشات التلفزيون وأمام أجهزة الراديو تنتظرون من السماء أن تمنحكم حريتكم، فلا الغرب سيفعل ولا الحكام العرب سيفعلون .. لا تراهنوا منذ الآن إلا على قوتكم، وقوتكم تأتي من توحدكم، فهل فكرتم للحظة، أن خلافاتكم هي العدو الأول لكم، ليس الغرب الذي تنتظرون مساعدة منهم، ولا الحكام العرب وممثليهم سيقدمون مثل هذه المساعدة، أنتم وحدكم القادرون على تقديم المساعدة لأنفسكم بتوحدكم خلف قيادة موحدة، وخلف قناعات محددة، لتقولوا للجميع نحن سننال حريتنا بسواعدنا وبوحدتنا، وسنقيم دولة علمانية لجميع الطوائف لتعيش فيها بسلام.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |