على ضفاف الفتيات ـ راينر ماريا ريلكه ـ ترجمة
2007-06-01
يرفعن الأيدي في الرّيح
قبل أنْ تبدأ الحديقة تماما
مانحة نفسها للحسن،
تقف الفتيات فيها ويتزلزلن
مِن المعايشة المتردّدة،
ومن التوجّلاتِ الضيّقة يرفعن
الأيدي في الرّيح.
ويذهبن في أحذية خجلة،
كأنّما يضغطن الأثواب:
وهذه هي الملامح الأولى،
التي يقابلن بها بعاطفة
من الحفلات حلمهنّ...
...
فقيرة ورقيقة وعمياء
واحدة تغنّي:
كنت في غربةٍ بعيدة طفلة،
إلى أن سرقت نفسي:
فقيرة ورقيقة وعمياء-
من خفري؛
أنتظرُ خلف الغابة والرّيح
بالتأكيد منذ زمن طويل نفسي.
إنّني وحيدة وبعيدة عن البيت
وأتفكّر بهدوء: كيف هو مظهري؟-
----------------------
اسألوا أحدا ما، مَن أكون؟
... يا اللّه، إنّني شابّة و
إنّني شقراء
ولقد استطعتُ صلاةً
وأعبر أكيدا هباء محاطة بالشّمس
وغريبة بنفسي...
...
عند سفحِ الحديقةِ
الفتيات عند سفحِ الحديقةِ
ضحكن طويلا
وبغنائهنّ
مثلما بخطوٍات واسعة
أتعبن أنفسهنّ.
الفتيات عند السندياناتِ
يرتجفن: السّاعة تبدأ،
حيث لا يعرفن، لمن
كلّ الأشياء تكون.
...
نحن الآن بجعات
أنتنّ يا فتيات مثل القواربِ؛
إلى ضفاف الساعاتِ
أنتنّ معقودات،-
لهذا تبقين هكذا شاحبات:
بدون تفكّر،
تردن إهداء أنفسكنّ للرّياح:
حلمكنّ هو البركة.
أحيانا يأخذكنّ هواء الشاطىء
معه إلى أن تتوتّر السّلاسل
ووقتئذ تقعن في هواه:
يا أخوات، نحن الآن بجعات،
تسحب عند خصل الذّهبِ
محارة َالفتيات.
....
الغريب شاحبٌ
أنتنّ أيّتها الفتياتُ مثل الحدائق
لدى مساءِ في أبريل
الربيع على العديد من الرّحلات
لكن لا هدف في أيّ مكانٍ بعد
...
أنتنّ ملكات وثريّات.
وأكثر بالأغاني ثراء
من الأشجار المزهرة.
أليس كذلك، الغريب شاحبٌ؟
لكن أكثر، أكثر شحوبا
هي أحلامه المحبّذة،
إنّها مثل الورود في الحياض.
شعرتنّ بهذا على الفورِ:
ملكات أنتنّ وثريّات.
...
نشيب كلّنا في كدر
الآن هنّ بأنفسهنّ جميعا نساء.
أضعن أطفالا وأحلاما،
وولدن أطفالا
وولدن أطفالا،
وهنّ يعلمن: في هذه البوّابات
سوف نشيب كلّنا في كدر.
كلّ ما لهنّ لديه مساحة في المنزل.
فقط رنين العذراء له
عند قلبهنّ معنى،
ويخرجن منه متعبات.
حين تبدأ الطّرقات تنمو،
ويقدم باردا طقس من جهة كامباغنا
وهنّ كمثل أغنية عتيقة...
...
على طول الأزقّة
أذهبُ على طول الأزقّة
هنا الفتيات البنيّات يجلسن
ويتفرّجن ويتعجّبن
خلف مشيي.
إلى أن تبدأ واحدةٌ تغنّي
وكلّهنّ من صمتهنّ
ينحنين مبتسمات إلى الأسفل:
أيّتها الأخوات، علينا أن نظهر له
مَن نحن.
...
يكون مثل وجل
الفتيات يشاهدن: رحلة القواربِ
ترجع من بعيد إلى داخل المرفأ،
وينظرن حيّيات ومحتشدات بضيق.
كيف ثقيلا صار الماء الأبيض:
لأنّ هذا هو أسلوب المساء،
أن يكون مثل وجل.
وهكذا ليس ثمّة عودة
تأتي من البحرِ المرهقِ
السّفن سوداء وكبيرة وخاوية،
لا بيرق يطير في الأعلى
كأنّما أحدٌ ما غلبهم.
...
فياريغّيو
22.5.1898
القصائد مختارة من مجوعة ريلكه المبكّرة- احتفالا بنفسي- المنشورة سنة 1900
العنوان الأساسيّ والعناوين الفرعيّة: من وضع المترجم.
بالإتّفاق مع – أبابيل-
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2010 | |
23-حزيران-2010 | |
19-نيسان-2010 | |
05-نيسان-2010 | |
09-كانون الثاني-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |