بعد تفجيري الميدان الوجه الشرير للأب والابن والروح القدس
2012-05-11
مشكلة النظام، ورأس النظام تحديدا، أنه لا يعيش في الواقع، بل يعيش في مكان قصي جدا عنه، وهو لا يعيش في المكان بل في الفراغ، صنع لنفسه واقعا خاصا متجانسا مع طريقته في التفكير وطريقته في السلوك، وتاريخ أبيه الدموي الذي وضعه كبوصلة توجهه كيفما توجه، بل لم يكتف بذلك بل أنه زاد عليه وطور فرفع من نسبة البطش حتى تجاوز أي حد قابل للتصور وتجاوز كل التوقعات. وكان التفجير الميدان في حي الميدان الأكثر فجورا بين كل ما سبقه من أعمال عنف وسفك دماء.
الفارق بين الأب والابن سنأتي لا حقا على الروح القدس، أن الأب كان ذكيا نابها وصارما ودمويا في آن معا بينما اختلف عنه الابن بكون شخصية ضعيفة مهزوزة وبلا قرار ولم يرث سوى الدموية من أبيه وتجاوزها بمراحل لم يكن يمكن للأب حتى التفكير فيها. وبالتأكيد الابن يوافق على المخططات فقط وليست من بنات أفكاره، فقوته بالأساس من رجال الجيش والأمن الذين حوله وبالتالي فهو غير قادر سوى على اتخاذ مسؤولية القرار.
الروح القدس أم باسل زوجة الرئيس الأب ظلت حتى فترة قريبة صاحبة قرار وكانت كزوجها الراحل صارمة الشخصية صاحبة قرار ولم يكن بشار قادرا على أن يرفض لها طلبا. وكانت تحكم البلد بشكل خفي، وكلمتها لا ترد.
ضعف الرئيس الابن، جعل الرجال الذين حوله، عسكرا ومدنيين، هم الذين يقررون الكثير من أمور البلاد والعباد، تحت أساس واضح الرئيس موافق على كل مل يبقيه في الحكم، والدماء، دماء الشعب غير مهمة. هم يخططون وهو يعطي الأوامر، والدم ملأ البلاد. ففي حين كانت أموال سورية تذهب في جزء منها لتعمير البلاد، وينتفع منها أصحاب رؤوس الأموال عموما، لم يكن هناك باستثناءات قليلة رجال حول الرئيس الأب استفادوا من الأموال باستثناء أصحاب النفوذ الذين يعينون وزراء ومدراء عامين فينهبون من مال الدولة العام ومن الرشاوى وغيرها، صحيح أنهم استطاعوا أن يحققوا ثروات ضخمة، ولكننا لم نكن نسمع عن رجال مدنيين استفادوا بشكل مباشر من الدولة ففي عهد حافظ لم يكن هناك رجل ك "رامي مخلوف" يملكون نصف سورية شراكة مع بشار ويملك النصف الثاني تجار دمشق وحلب . ولا يبقى للشعب سوى الفتات يقتاتون منه.. من أجل استمرار كل ذلك ليس مطلوبا من الرئيس إلا إعطاء الأوامر بالقتل.
آخر مسرحية أعطى الأوامر بتنفيذها كانت في تفجيري الميدان، كان يجب أن تكون الجثث كثيرة، مشوهة، مقطعة الأوصال، مرمية الأحشاء، كان يجب، أن تكون محزنة، ومؤلمة، وبعيدة عن الروح السورية.. فالاتفاق مع أمريكا كان كذلك، فوزير الخارجية سيستند إلى هذا التفجير ليصرح بوجود تنظيم القاعدة في سورية، وتصريح مثل هذا فيه مقتل للثورة، والثوار الذين بذلوا جهودا هائلة ليكونوا بعيدين عن سفك الدماء، ليس فقط من أجل أن تبقى أيديهم نظيفة أمام الرأي العام العالمي، بل لأنهم تركوا الجيش النظامي حتى لا تتلوث أيديهم بدماء أبناء شعبهم.
إذا اللعبة صارت أكثر وضوحا، وأمريكا دخلت كشريك أساسي مع النظام في هدر الدماء السورية وقتل وتدمير سورية الطامحة للحرية، لأنه من وجهة نظر إسرائيل سورية حرة يعني بداية نهايتها، فلطالما كانت سورية كذلك، لعن الله عبد الناصر والوحدة ، وحزب البعث. فلم يأت الخراب إلا بعد فكرة الوحدة مع عبد الناصر تلك الوحدة التي دغدغت مشاعر المواطن السوري لعودة الإمبراطورية العربية قوية وصامدة فتستعيد أمجادها القديمة وتأثيرها في العالم.
منذ تأسيس دولة إسرائيل ليس من حدث جلل حدث في سورية لم يكن له علاقة بها، بقوتها، ببقائها ، وهي لن تسمح أبدا لدولة حرة مستقلة بجانبها، ويجب أن تكون جميع الدول مخلعة الأوصال، تتناهشها الحروب الأهلية أو محكومة من حكام لصوص همجيون لم يعرفوا من الحضارة سوى تجميع المال، وإنفاقه على ملذاتهم الشخصية غير عابئين لا بشعب ولا بدولة ولا بقوانين ولا بحرية ولا ...... بأي مفهوم للدولة الحديثة المعاصرة.
وجود النظام السوري يعني بقاء سورية دولة اللا قانون، اللا قواعد، اللاشيء ببساطة اللاشيء. من أجل ذلك يدافع العالم أجمع عن وجودها، لأن جوهر هذا العالم هو وجود إسرائيل . وبالتأكيد لم يستطع أحد أن يقدم تفسيرا واضحا عن السبب في كون إسرائيل بهذه القدرة على التأثير في القرار الدولي.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |