لم يبق أمام النظام سوى لملمة قذارته والرحيل
2012-06-02
وبدأت كل الأوراق التي كان يراهن عليها النظام ليبقى تتهاوى، لم يبقَ أمامه سوى أن يلملم أغراضه، ويرحل، وعلينا التحضير لبناء دولتنا الديمقراطية.. ربما ننتظر فترة لنبني أنفسنا وما هدم من مدننا، لنفكر بالبحث عن كل من ساهم في هذا الدمار لنحاكمه محاكمة عادلة، وحكما عادلا يقرره قضاء عادل، وسنقبل بحكم القضاء العادم مهما كان.
سدت الطرق في وجه النظام، وهو يتخبط الآن، وبدأ الكثير ممن كانوا حوله يدعمونه يديرون ظهرهم له ويغادرونه واحدا تلو الآخر، وسيكتشف بشار الأسد فجأة أن لا أحد ممن نفذ أوامره في لحظة ما لتنفيذ هذه المجازر سيبقى قربه، جميعهم سيتخلى عنه، حتى شريكه المقرب رامي مخلوف.. بشار سيكون وحيدا حين يغادر وحيدا حد الرغبة بالموت، ولكنه لن يندم لأنه ربّيَ على أن لا يفعل فالندم صفة في الإنسان الطبيعي وهو ليس كذلك.
هل كان لا بد من مجزرة يروح ضحيتها هذا الكم من الأطفال لنصل إلى بر الأمان، وليصل النظام إلى طريق مسدود. وتقترب نهايته حتى تصبح قريبة من أنفه. سؤال لابد منه لنستطيع أن نبتهج قليلا بقرب رحيله .. ولكن كيف نستطيع أن نبتهج وفينا غصة ألم ولوعة على هؤلاء الأطفال الأبرياء، وكأن بشار الأسد يريد أن يغادرنا حزانى ولكن ليس عليه بل على أطفال الحولة وما حولها ..
هل كان الغرب والدول الأخرى التي تدعي صداقة سورية تنتظر رؤية مشاهد الدماء والذبح والقتل حتى تتدخل بشكل فعلي، وحتى تبدأ بتحرك مختلف ونبرة مختلفة. هل نحن على أبواب حرب . حرب لا بد منها لنحصل على حريتنا، وعلى دولتنا الحرة المستقلة الديمقراطية، التي حرمنا منها ما يقارب الخمسون عاما.
هل كان النظام يتقصّد تدمير سورية ليتشفى بجميع السوريين الثوار بأنه سلمهم دولة مهدمة، وأرض قاحلة عليهم أن يبدؤوا ببنائها من جديد، وهل وهل وهل ؟؟؟؟ !!!!!!
بكل الأحوال نحن سنقبل بكل النتائج، ولو لم نكن سنقبل لم نكن لنقوم بالثورة، سنقبل ما خلفته تلك الثورة من دمار وقتل وسنقيم صرحا كبيرا لم نسبق عليه للشهداء الذين غادروا راضين ، وسنتذكر دائما الضحايا الأبرياء الذين قتلوا دون ذنب..
المهم أن نبدأ بداية صحيحة، بداية حب بين جميع أفراد الشعب، بداية ديمقراطية لا تشوبها شائبة، بداية تكشف أي متلاعب يريد التلاعب بدماء شهدائنا وأطفالنا الذين قتلوا دون ذنب . لا بد من التنبيه لجميع الانتهازيين الذين يركبون السفينة رغبة بالربح لا بالخسارة، أننا نعرفهم واحدا .. واحدا ولن نقبل بوجودهم بيننا، إلا كمواطنين عاديين يمارسون حياتهم اليومية.
ومهم أيضا أن لا نقع في فخ ما جرى في تونس ومصر وليبيا، ولنحرص على أن تكون بدايتنا مختلفة عن بداياتهم. لنحرص على أن يكون حب سورية غايتنا، لنتحفظ في ذاكرتنا الجمعية كل ما فعله الحكم الاستبدادي بنا، ونتذكر دائما أن الاستبداد إنما يأتي بدافع وحيد هو حب النفوذ الذي يوصل للثروة، وحب الحفاظ عليها والاستمتاع بها بشكل منفرد، هوه الذي دفع النظام السوري لهذه الطريقة المتوحشة التي استخدمها حتى الآن للحفاظ على نفوذه. لأجل كل ذلك وإذا قدرنا على أن نتذكر كل ما فعله الاستبداد بنا، سنستطيع أن نحصل على ديمقراطية نابعة منا، فلا نقلد ديمقراطيات الغير بل نحصل على وجه جديد لها.
ليس غريبة عن سورية تلك الديمقراطية التي نريد الوصول عليا، لسنا مضطرين على البحث عنها بعيدا عنا، فالديمقراطية التي عاشتها سورية في الخمسينات كفيلة بالوصول بنا إلى بر الأمان.. فمن يقرأ مذكرات خالد العظم وأكرم الحوراني، وغيرهما من ممثلي الديمقراطية السورية المستولى عليها ومن يقرأ تاريخ تلك الفترة سيعرف كيف كانت سورية تمارس ديمقراطيتها، وكيف أنها كانت تسير بطريق قويم نحو دولة مدنية معاصرة، حين هاجمها العسكر بهمجيتهم، وحبهم للسلطة والتسلط .
لنتفق على أننا سنكون أوفياء للثورة وثوارها أولا و لتلك الديمقراطية، وأوفياء لهؤلاء الرجال الذين صنعوها ثانيا ، وأن لا نطالب بكرسي ليس لنا، وأن لا نستغل نفوذنا للوصول إلى منافع شخصية, ولنكتشف قبل كل شيء أولئك الذين يعيشون في صفوفنا منتظرين اللحظة المناسبة للانقضاض على مطلب سالت دماء عزيزة لنصل إليه.
ولنتذكر دائما أن وصول أي من هؤلاء هو خيانة للثورة وخيانة للشعب .. فلنحرص على أن نراقبهم عن قرب وأن نكون لهم بالمرصاد.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |