إذا جاء نصر الثورة والفتح
2012-07-20
كثر هم الطغاة الذين عبروا في التاريخ، وجميعهم لم يكونوا يحسبون حسابا لنهايتهم، جميعهم كانوا يظنون أنفسهم خالدين، وأن شعوبهم ستستمر في الخضوع لهم والقبول بجبروتهم وجنونهم ورغبتهم في مص دماء شعوبهم. منهم من استمر حتى مات، طاغية جبارا قاتلا محترفا، مجنونا يحب مشاهد الدماء، ومنهم من انتهى على يد شعبه الذي ما عاد مستعدا لقبول جوره وظلمه.
المشترك بينهم جميعا جنون العظمة الذي يتملكهم، والقدرة على القتل وسفك الدماء بطرق مختلفة، وعدد كبير منهم كان مختلا أو معاقا. لقد دخلوا التاريخ من باب واسع هو سفك دماء الشعوب. وسرقة أموالهم، من منا لم يسمع بنيرون وجينكيز خان وستالين، وروبسبير وهتلر وموسيليني وفرانكو بوكاسا وشاوسيسكو وموسوليني مرورا بصدام حسين ومعمر القذافي وحافظ الأسد وأخيرا بشار الأسد.
قليلون جدا من ماتوا وهم على سدة الحكم أمضوا حياتهم يمتصون دماء شعوبهم، ويقتلون، ويسرقون ويورثون أبناءهم الحكم، ومعظمهم مات مقتولا ملعونا لا يذكره التاريخ سوى بما فعل من أفعال تقشعر لها الأبدان.
في منطقتنا العربية وفي السنتين الماضيتين قام الشعب بتصفية ثلاثة منهم بطريقة بشعة وقاسية يستحقون كل ثانية من قسوتها هم صدام حسين وحسني مبارك ومعمر القذافي وبقسوة أقل زين العابدين بن علي.. وهاهو بشار الأسد على مشارف مصير كمصير زملائه الذين نالوا نصيبهم كل بطريقته إلا أن أصعب مصير كان مصر صدام ومعمر.. وأعتقد أن بشار الأسد سيكون مصيره كمصير هذين الاثنين فهو لم يقتنع للحظة كما جميع الطغاة بأنه من الممكن أن ينتهي تلك النهاية التي باتت قاب قوسين أو أدنى.
هي بالنهاية حالة إنسانية، أو لنقل بشرية، فالرغبة بالثراء الشديد والتحكم بمصائر العباد، وقتل غير الموالين لهم وزجهم بالسجون حفاظا على مكتسباته هي حالة بشرية، يمكن للبعض السيطرة عليها بسبب تركيبته البشرية الإنسانية ويمكن لآخر عدم السيطرة بسبب تركيبته غير البشرية. والأقرب إلى الحيوانية .
جميع هؤلاء مجرمون، ويختلفون عن القتلة العاديين والمجرمين الذين يسرقون البنوك، وغيرها مما يقع تحت أيديهم أن سرقتهم علنية و مشرعنة ولا تطالهم سلطة القانون بسبب كونهم هم القانون. فطالما هم في السلطة فليس من قانون يحاسبهم، ولكن في حالة مثل حالة الربيع العربي استطاعت شعوبهم الثورة عليهم و القضاء على حكمهم بطرق مختلفة لا أحد يستطيع أن يحكم كيف تكون نهاية بشار الأسد. هل يمكن أن يعود إلى رشده في اللحظة الأخيرة ويستسلم لإرادة الشعب وبهذه الطريقة سينال محاكمة عادلة ستوصله دون أدنى شك إلى حبل المشنقة أو ينتهي كنهاية صدام أو معمر مقتولا أو معدوما .
هي الأيام الأخيرة بكل الأحوال لحكم بشار، والمصيبة أنه وكغيرة من طغاة العالم لم يصدق حتى الآن ذلك، ومازال مقتنعا وهذا ليس غريبا عن طبيعة الطغاة، أنه سيستطيع القضاء على تلك الثورة العظيمة والاستمرار في الحكم . المصيبة أنه يصدق حلفائه الفر س والروس الذين لا يهمهم كشخص على الإطلاق وإنما تأتي أهميته بالنسبة لمصالح كل طرف من تلك الأطراف التي تدعمه، فالمافيا الروسية الحاكمة يهمها استمراره لما يقدم لها من خدمات تدعم اقتصادها، وإيران تريده لمصالح طائفية الجميع يعرفها.
يتميز بشار الأسد عن جميع الطغاة الآخرين بكونه لصا مكشوفا يقود مجموعة من اللصوص الطغاة، همهم سرقة أموال الشعب السوري وتكديسها في المصارف الخارجية، وبهذا يدعمون اقتصاد تلك الدول ويزيدون فقر شعوبهم. وإذا أضفنا إلى تلك التهم تهمة القتل الذي جرى في سورية منذ بداية الثورة فجميعهم يستحق حكما بالإعدام ألف مرة. وهذا يعني اختراع وسيلة لإعادتهم للحياة بعد كل إعدام لتنفيذ جميع الأحكام التي ستصدر بحقهم. ولكن قد تكون الثورة أكثر رحمة منهم وتكتفي بجمع جميع الأحكام بحكم واحد وهذا يعني إعدام واحد.
فإذا جاء نصر الثورة والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الثورة أفواجا فسبح بحمد الثوار واستغفرهم أنهم كانوا توابا
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |