وللمعارضة حصة من الدم السوري المهدور
2012-08-31
لا يمكن إلا أن نحمل المعارضة السورية في الخارج، حصة في هدر الدم السوري، لأننا يمكن أن نختلف ونحن في دولة ديمقراطية، ونتعارك ونشد ربطات عنق بعضنا بعضا، نتجادل ونتقاتل في سبيل سورية حرة باستمرار أما أن نختلف ونحن نعيش في الخارج مرتاحي البال، ولدينا كفاف يومنا، إن لم يكن أكثر بكثير، ثم نختلف على أمور لا يمكن الاختلاف حولها والسوريون يذبحون يوميا في الداخل، عيب ما يحدث داخل المجلس الوطني، وعيب أكثر ما يحدث بين المجلس الوطني وقوى المعارضة الأخرى في الخارج، وأكبر العيب هو أن لا نستطيع الاتفاق على الحد الأدنى المطلوب لكي لا نظهر أمام العالم بهذا المظهر المذري. سأقولها بصراحة لو كنت مكان أي رئيس غربي لفكرت مليا ومطولا قبل أن أفكر في دعم المعارضة السورية، لأنني لا أستطيع أن أدعم أناسا هم لا يهتمون بأنفسهم وبأهلهم في الداخل وإنما يبحثون عن مناصب. وهمية في دولة وهمية لم تتشكل بعد.
وأيضا لا نستطيع إعفاء المعارضة السورية من دورها في استمرار هدر الدم السوري لبعدها عن الشفافية، في كثير من الأمور أولها ال خمسة عشر مليون دولار التي سلمت للمجلس وفي حين يحتاج الداخل لمثل هذا المبلغ وأكثر لم نسمع من مسئول في المجلس أين ذهبت هذه الأموال وكيف وزعت وهل من سجلات مكتوبة سيقدم من خلالها المجلس الوطني كشفا بالحساب للشعب السوري بعد انتصار الثورة. هل سيسامح الداخل المجلس الوطني فيما لو صرفت تلك المبالغ بطريقة خاطئة، أليس في ذلك مساهمة أكيدة في هدر الدم السوري؟؟؟؟؟
من جانب آخر أليس ظهور ممثلي المعارضة باختلاف أنواعها والأسس التي قامت عليها على القنوات الفضائية وهم يتبادلون الاتهامات ضد بعضهم، وكل فريق يظهر نفسه بأنه الوصي على الداخل يظهرنا بمظهر الفاشلين، ومن ثم يقلل من اكتراث العالم بنا، فمن لا يهتم بوطنه ومواطنيه لماذا يستجدي عطف العالم.؟؟؟؟
المهزلة الكبيرة في مجلس أمناء الثورة السورية، كم في هذه التسمية من مبالغة ومن غرور، بزعامة هيثم المالح الذي نصب نفسه وصيا على الثورة وكلف رئيسه بعد أن أسس في ليل طويل وخرج على الناس دون أي موافقة من أحد بأنه كلف رئيسه هيثم المالح بتشكيل حكومة انتقالية التي ستأخذ على عاتقها إخراج سورية من ظلمة القهر والقتل والتنكيل. ألم يكن من الأجدر وهو الذي تجاوز الثمانين عاما أن يعتذر ويطلب من المجلس الذي لم يعترف به أحد أن يكلف أحدا غيره من جيل الشباب فالشباب أقدر على تحمل مثل تلك المسؤولية؟؟؟؟ أم أن عدوى حب السلطة والتمسك بها أصبحت جينة نتوارثها نحن أبناء هذه المنطقة من كثرة ما مرت علينا من دول مستمعمرة ومن حكام دكتاتوريين.؟؟
أقول بقناعة تامة أن المعارضة في الخارج لا تمثل الشعب السوري إلا في حال توحدت بشكل تام، ولا يمكن لفريق منها أن يقرر بنفسه أنه مسئول أو ممثل لهذه الثورة، والثوار والمعارضين السياسيين في الداخل ممن يقبلهم الشارع السوري هم فقط المفوضون للقيام بمثل هذه الخطوة، وهم من سيكلفون شخصية ما في الخارج لتشكيل الحكومة الانتقالية، ولا يحق لأحد على الإطلاق القيام بأية خطوة مطلبية ما لم تتم موافقة معارضة الداخل عليها.
كفانا تشرذما وإنقساما، واستمرارنا في ذلك لا يمكن وصفه سوى بالخيانة، فهل نبدأ ثورتنا بمثل تلك الاتهامات، وهل في ذلك أي احترام للدم السوري، لكل الدم السوري دون تفريق. معارضة الخارج مطالبة بالرد على هذا السؤال.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |