ألم يأن الأوان ليتحمل كل منا مسؤوليته تجاه الثورة؟؟؟؟
2012-09-21
وبعد مضي كل هذا الزمن ببطء، محملا بمشاعر حزينة، مؤلمة، مرعبة، عن مشاهد القتل الدموي في سوريتنا، أصبح لا مفر، بل من الضروري الحديث بصراحة مطلقة. ومن ثم تقييم الوضع بصراحة تامة أيضا، دون محاباة لأحد، أو الوقوف في صف أحد على حساب أحد آخر. عظمة الثوار في الداخل، قدرتهم على تجاوز الأزمات والصعوبات، وانتصاراتهم المتتالية في الجبهات المفتوحة على امتداد الأرض السورية، التضحيات الكبيرة والكبيرة جدا من الأهالي، ومن الجيش الحر، يدفعنا لاتخاذ مواقف محددة من الجميع.
لم تكن المؤازرة من السياسيين المنتمين للثورة تتناسب مع حجم الثورة المشتعلة في الداخل، بل كانت متخلفة عنها سنين ضوئية، ومن يعرف عن قرب كيف تسير الأمور داخل المعارضات السورية في الخارج يكتشف كم ستُخذَل هذه الثورة في الداخل من هؤلاء السياسيين في الخارج. وإذا كان أمر الإسلاميين، والأصوليين والسلفيين داخل الثورة أمرا يجعلنا نتوقف عنده، والسؤال عن حجمه، وعن كيف تسير الأمور هناك. فإن الأمر داخل المعارضة في الخارج بات واضحا، ويقول بوقاحة أن الإسلاميين في الخارج باتوا يسنون أسنانهم للاستيلاء على السلطة بعد نجاح الثورة. وبالتأكيد لن يكون الأمر بسبب الثورة في الداخل، بل بسبب تقاعس السياسيين في الخارج، ومواقفهم ذات الصبغة الفردية، وخلافاتهم التي تحمل نرجسية كبيرة ومفزعة، وكذلك عدم قدرتهم على التنسيق فيما بينهم وتناسي خلافاتهم الشخصية.
المجلس الوطني الذي بنينا عليه آمالا بدأ يتهلهل ويتحلل من الداخل قبل أن يستطيع القيام بأي فعل تجاه الداخل، ومن ثم التوجه نحو الخارج، ليعلن وبصوت واحد، ها نحن جاهزون لتحمل المسؤولية مجتمعين. فشل حتى في أبسط الأمور الاتحاد، وبدلا من الوصول للاتحاد بدأنا نرى تفككات داخله توحي بنهايته وتحوله إلى اسم دون فاعلية ودون وجود حقيقي على الأرض. بالتأكيد لا يتحمل المجلس الوطني المسؤولية وحدة، بل تشاركه في هذا جميع المعارضات في الخارج، والداخل أيضا لأن الأطماع الشخصية التي تتحكم بتلك التنظيمات طغت على ما عداها وبتنا نرى تجمعات صغيرة كتلك التي أفرزت أو شكلت لتدعو هيثم المالح لتشكيل الحكومة السورية في المنفى. ولا أحد يعرف ماذا يمثل أولئك الذين كلفوه وما هو حجمهم؟
أقولها بصراحة، جميع هؤلاء شركاء في الدم السوري، وإذا كان النظام والغاً بالدم حتى ركبتيه، فإن التشكيلات السورية المعارضة، تتحمل جزءا كبيرا، وكبيرا من هذا الدم، وسيحاسبها الثوار عليه. ليس هناك أي نوع من التناغم بين ثوار الداخل، وبين المعارضات في الخارج، وهذا أدى إلى استمرار القتل الممنهج من السلطة وبدعم ربما غير مقصود من المعارضات في الخارج. وعدم القصد هنا لا يعفيه من المسؤولية.
الفرصة كانت سانحة للمجلس الوطني، وأضاعها، ومن الصعب أن يعود لمكانته الطبيعية، لهذا عليه بالحقيقة حل نفسه، وترك الفرصة لغيره ليتصرف، ولأنه اعتاد على العيش الرغد في فنادق النجوم الخمس أو الستة أو السبعة، سيطنش، وسيستمر في السفر والتجوال والمبيت في الفنادق الفخمة، وهو الذي لم يقم بأي فعل حقيقي يخدم الثورة.
ما الحل إذا؟؟
وكيف تنجو الثورة من التهلكة، كيف نخرج من شلالات الدم، أعتقد أن ذلك لن يتم إلا بعد أن تفرز الثورة قياداتها في الداخل، وهذا أيضا لن يتم إلا بعد أن تتفق ألوية وكتائب الجيش الحر على تراتبية عسكرية وقيادة موحدة يلتزم بها الجميع ومن لا يلتزم، فعلى تلك القيادة بعد أن تضم الغالبية، أن تخرج أولئك غير المنضبطين خارج صفوفها بالقوة، وعن طريق محاكمات عادلة لكل من لا ينفذ أوامرها.
بعد الوصول إلى تلك المرحلة، يمكن للثورة في الداخل ن تفرز قيادتها السياسية، وتتعامل معاملة الند مع أولئك الذين يتطفلون عليها من الخارج ويدعون تمثيلها. فليس المجلس الوطني هو الوحيد الذي أساء للثورة بتقاعسه وعدم توحده، بل هناك من يحضر ليقوم بضرب تلك المعارضة في الصميم، وذلك حين يفاجئ الجميع بعقد صفقة مع السلطة، ويقيم معها حلفا يقتسم بنتيجته مع النظام السلطة. لن أزيد..
سأجعل القارئ يحلل، ويتفكر في الأمر في حالة الثورة فيما لو تمت مثل هذه المؤامرة.. وهي ليست من بنات أفكاري، وإنما هو سيناريو مطروح في أروقة السياسة العالمية.
أنهي بالتساؤل ألم يأن الأوان ليتحمل كل منا مسؤوليته تجاه الثورة؟؟؟؟
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |