ماذا لو قتل الأسد فجأة..??
2012-10-05
ماذا لو استيقظنا صباحا وكما تفعل كل يوم ، فتحنا على نشرة الأخبار، وسمعنا بنبأ مقتل الأسد، ستأخذنا الفرحة، نحو مجاهل لم يعرفها معظمنا في حياته، سنتبادل التهاني، سنخرج للشوارع لنحتفي، ولكن بعد أن نصحو من المفاجأة، التي انتظرناها طويلا.. ما الذي سيحدث بعد ذلك.؟؟!! سؤال لا بد من طرحه اليوم وقبل أيّ أحلام أخرى.. من سيسير أمور البلاد، والسياسيون المعارضون هانئون في اختلافاتهم، والسياسيون يتحضرون لاستلام السلطة دون حب لبعضهم البعض، ودون أي أمل بالتوصل إلى وفاق ووحدة لهذه المعارضة. هل فكر أحدهم بمثل هذا السؤال، أن ما يهمه هو أن يكون وحدة في قيادة البلاد، وغيره خارجها. كيف يمكن أن نحب بعضنا، بعضا، كيف يمكن أن لا نهتم بمصلحتنا الخاصة دون تفكير بالوطن، بالسوريين الذين ضحوا بأبنائهم، بالسوريين الذين ضحوا بممتلكاتهم، ببيوتهم تحت الأنقاض.
ماذا لو سقط النظام، تهاوى الأسد ورجاله فجأة، غادروا أو قتلوا غير مهم، المهم أننا وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام تحقيق الحلم الكبير في حياتنا، وهو تحد كبير في الوقت نفسه، أمام حقيقة أننا امتلكنا حريتنا، كيف نتصرف مع هذه الحرية، من سيمسك زمام الأمور، وكيف سينتهي بنا الحال؟؟ كيف نثق أن الفوضى لن تعم، والناس لن تأكل بعضها بعضا، في ظل غياب أي برنامج واضح لأي تمتل سياسي متوحد وعارف إلى أين يسير، متشرذمون حتى في ثورتنا، مستولى حتى على أحلامنا، فما العمل؟؟؟ كيف يمكن أن نكون قدر من المسؤولية بحيث نضمن أن ما هو قادم بعد سقوط الأسد لن يكون أسوأ حالا من بقائه؟؟ طوال سنة ونيف من عمر الثورة، وأنا لا أسمح لأحد أن ينتقد الثورة والجيش الحر، ولكن مثل هذا السؤال وفي ظل الخلافات القائمة بين المعارضة السورية وبين تكويناتها السياسية المتشرذمة، وتكويناتها العسكرية الأكثر تشرذما، وأكثر خطرا لأنها التي تحمل السلاح ألح علي هذا السؤال؟؟ ولم تكن الإجابة عنه بمرضية لأحد.
سؤال شرعي وعلى الجميع أخذه بجدية ووعي كاملين، وقبل أن يسقط النظام، وقبل أن يقطع رأس هذا النظام الدموي، يجب أن نكون مستعدين للمرحلة القادمة، وإلا سنخسر الثورة، وسندخل في أتون حرب لا تبقي على أحد.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول وجوب توحيد المعارضة الخارجية، وكلما خطونا خطوة نحو الأمام، عدنا للخلف عشرات الخطوات، وبدلا من التوحد نسير إلى مزيد من التشرذم. ومزيد من الانسحابات من صفوف المعارضات بمسمياتها المختلفة.. وما لم تقم تلك المعارضات بخطوة جدية وسريعة، فلن يجدوا وطنا يختلفون عليه.
وبعيدا عن المعارضة السياسية لا تختلف المعارضة العسكرية المتمثلة بالقوى التي تحمل السلاح ، والمسماة بالجيش السوري الحر، والذي نكتشف متأخرين ربما لأننا كنا نأمل أن يتم توحيده قبل أن نكتشف، هو تلاعب باللغة، أقصد منه التدليل على خطورة الموضوع الذي غضضنا الطرف عنه مطولا، آملين أن ينتبه القائمون عليه على مكامن الخطر في انقساماتهم واختلاف مشاربهم السياسية وغير السياسية، ويعملون على تصحيح الأخطاء، ولكن لا حياة لمن تنادي، والوقت يمر، والنهاية تقترب، ونحن مازلنا نراوح في مكاننا فلا معارضة سياسية متوحدة، ومعارضة عسكرية مفككة متشرذمة.. فما الذي سيحدث لو سقط الأسد اليوم وأنا أكتب هذه الكلمات أو بعد نشرها أو وأنتم تقرؤوها، هل لدى أحدكم تصور عما سيحدث.. لن أجيب، ولن أعرض تصوراتي المرعبة حد الموت.. وسأترك لخيالاتكم جميعا معارضة سياسية وعسكرية ومواطنين ليس لهم سوى الثقة بكم، فهم لا يملكون خيارا آخر.
ولكن وإن امتنعت عن نقل خيالاتي المرعبة إليكم، فلن يمكنني عدم التنبيه إلى خطورة الأمر، فخطورته تتعدى التصور وسيحمل التاريخ المسئولين عن ما سيحدث، وسيتذكرهم كما لم يتذكر خائنا من قبل.
لو سقط الأسد ليس لديكم وقت لتتحدوا، بل لن يكون لديكم وقت لتنظيف دماء أقرب المقربين إليكم، اللهم أني قد بلغت، اللهم فاشهد.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |