متفائل بالقادم، ولم أعد أشعر بالخوف على سورية
2012-11-16
إذا تشكل الائتلاف الوطني السوري، التجمع الذي سيقود سورية لنيل حريتها، ويستقيل.. يعود الأفراد المشكلون له إلى مدنهم وقراهم ليخوضوا الحياة السياسية مثلهم مثل المقاتلين، ومثل كل الشعب السوري بجميع أطيافه. ولكن بعد الوصول بسورية نحو الحرية وبر الأمان. أصبح الأمر مفروغا منه، ومن لم يلتحق إلى الآن من أقطاب المعارضة في الخارج أو الداخل ممن دعوا أو لم يدعوا فليباشروا بالالتحاق بالركب حتى لا يكون ضد الثورة. ما عاد من مجال إطلاقا للحلول الوسط ولم يعد مسموحا لأحد أن يتحدث إلا باسمه الشخصي، فعلى الجميع أن يذوبوا مرحليا في الجسم الوليد لنصل جميعا، إلى دولة ديمقراطية حرة مستقلة. لم يعد من مجال للفرقة، سورية بحاجة إلى كل أبنائها متحدين اليوم، بحاجة ماسة إلى قيادة عسكرية وسياسية موحدة.
لم يحدث مثل هذا الإجماع على تشكيلة سياسية تقود البلاد منذ اندلاع الثورة حتى اليوم، وكان من الممكن أن يحصل المجلس الوطني على مثل هذا الإجماع لولا الأنانية التي سادت بين بعض أعضائه ورغبتهم في الاستئثار بالقرار، وهذا لم نره في الائتلاف. ألا يعني هذا أن الثورة تسير في طريقها الصحيح وأن الخوف عليها لم يكن مبررا. ربما أخرت الفرقة، وعدم اجتماع الكلمة، قبل اليوم، الحسم، ولكن ما من شيء يولد كاملا ، ولابد من مرحلة جنينية للاكتمال وقد مررنا بها بأمان.
متفائل بالقادم، ولم أعد أشعر بالخوف على سورية، ولا على السوريين، فالحرية قادمة، وما عانيناه في الفترة السابقة سيقلل حتما من معاناتنا بعد نجاح الثورة. ما عانيناه قبل ولادة الائتلاف، أعفانا مما يحدث في مصر وتونس وليبيا، وهي الدول التي سبقتنا في نيل حريتها، ولكنها ما زالت تعاني إلى الآن من مشاكل داخلية تختلف بين بلد وآخر، سورية لن تمر بمثل ما تمر تلك الدول اليوم، بل سننتقل فورا إلى حياة حرة ديمقراطية وإلى تعددية سياسية وكل المخاوف التي يضعها البعض لعرقلة تلك الثورة لم يعد لها مبرر اليوم.
لم يعد مبررا اليوم التعليقات الفردية على تويتر أو على الفيس بوك أو بأية وسيلة أخرى إخراج قذاراتنا الذاتية، وعدم محبتنا الشخصية والضيقة جدا لشخص من شخصيات الائتلاف، رغم أننا لا نمنع أحدا من ذلك، فتلك حريته الشخصية، ولكن حريتنا الشخصية أيضا تدفعنا للقول أن الوقت غير مناسب للهجوم بشكل شخصي على أحد مكونات الائتلاف، فهو حظي على تأييد جماهيري كبير. وهذا يعني أيضا أن من العيب الوقوف بوجه مسيرة التاريخ لأسباب شخصية، خصوصا أننا لم نعد نحتمل المزيد من الدماء وأي اعتراض على الائتلاف يعني موافقة النظام على ما يقوم به من جرائم ضد الإنسانية.
ما عاد للأسد من مكان، وما وجوده إلى اليوم إلا بسبب فرقة كانت وانتهت، وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى صار يعرف أن نهايته قريبة وأنه لم يعد من أمل بوجوده، ولم يعد بإمكان أحد من داعميه كإسرائيل وإيران وروسيا والصين وبعض الدول الأخرى أن يدعموه أكثر، وربما كانت حرب غزة اليوم هي آخر محاولة من أصدقاء الأسد لإبعاد الأنظار عما يجري في سورية، واستطاع أن يحول ماكان خبرا أول، وياله من خبر أول، في نشرات الأخبار إلى الخبر الثاني، وهذا يعني محاولة التقليل من أمر ما يجري. ولكنها محاولة فاشلة لا ريب. ومن ناحية أخرى دفع الصراع العربي - الاسرائيلي الى الواجهة بما يخدم مصلحة النظام في سوريا غداة تعرضه لضربة سياسية كبيرة تمثلت في تشكيل الائتلاف الوطني في الدوحة، و اعتراف جامعة الدول العربية به، وما تلاها من اعترفات أوروبية وأميركية. كل ذلك مع التقدم النوعي الذي تحققه الثورة السورية على مسرح القتال في كل مكان، وبالتحديد في معركة دمشق، وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن الجيش السوري الحر يسيطر على معظم القرى المتاخمة للجولان المحتل. ولكنها ضربة اليائس على كل حال إن كان اليائس هو النظام أم حليفته إسرائيل.
أقول لن يتسنى للأسد أن يجمع حاجياته من القصر، ولن يكون بإمكانه إن لم يغادر اليوم أن يغادر سورية على الإطلاق، بل صارت إمكانية محاكمته أكثر تصديقا من قبل، وسيكون من حظ السوريين أن من حوله نصحوه بالمقاومة والمراوغة حتى يراه السوريون يحاكم من خلف القضبان.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |