فاسدون ومفسدون في الثورة السورية
2013-05-11
الفاتحتان اللتان كتبتهما في الأسبوعين الماضيين وركزت فيهما على أخطاء الثورة، وتعامل الفاسدين والمفسدين مع الثورة أثارتا زوبعة من عدم الرضى عند بعض القراء، وخلال هذين الأسبوعين جاءتني مجموعة من التعليقات والاتصالات الهاتفية الشخصية محتجة على ما أكتبه ومعتبرة إياه إساءة للثورة ومبالغة في تعميم الأخطاء. ورغم أنني كنت مقتنعا تماما بكل ما قلته فيهما إلا أنني أصبت بالاكتئاب لأنني في حقيقة الأمر لم أقصد سوى صالح الثورة، وسوى التنبيه إلى الأخطاء التي تحدث وهي كبيرة وكثيرة بل والفاسدون والمفسدون هم الغالبية.
هل يجب أن أقول أنني لم أقصد الإساءة للثورة بقدر ما أردت الوصول بها إلى بر الأمان فيما كتبته في الافتتاحيتين، ألم يكن هذا جليا وواضحا. ألم تظهر غيرتي على الثورة واضحة خلف كلماتي المنتقدة، هذا التساؤل أوصلني إلى حالة من الإحباط كبيرة لو لم يسعفني الحظ بلقاء مجموعة من قادة وضباط الجيش الحر من المنشقين عن الجيش وكان لهؤلاء، وهم برتب مختلفة تبدأ بالعميد لتنتهي بالملازم، رؤية موحدة لحقيقة ما يجري داخل الثورة، وملخصه أن الثورة مسيطر عليها من القادة المدنيين الذين أنشأوا هذه الوحدات بمسمياتها المتعددة، ومعظم هؤلاء لديهم أجنداتهم الخاصة، والتي تصب في معظمها حول مشاريع ذاتية يسعون من خلالها إلى الإثراء السريع وروى لي ضابط متحمس برتبة نقيب قصة أحد هؤلاء القادة الميدانيين المدنيين الذي اشترى مزرعة بأربعين مليون ليرة سورية وكان لا يملك قرشا في بداية الثورة.. وأتبع وأمثاله كثر.
يحتج هؤلاء الضباط الذين التقيتهم خارج سورية إلى أن قادة التشكيلات القتالية بمسمياتها المختلفة يطلبون من الضباط المنشقين والخبراء بالقتال العمل تحت إمرتهم ولا يسمحون لهم حتى بتقديم النصيحة. القصص التي سمعناها منهم لا تبشر بالخير ولا تصب في مصلحة الثورة.. ولست هنا بصدد البوح بها.. ولكن ما يهمني أن هؤلاء أعطوني الأمل مجددا بأن الثورة ستكون بخير، وإن هؤلاء المتسلقين لن يستطيعوا إيقاف المد الثوري الكبير ولا حتى الوقوف في وجه هذه الثورة الشريفة.
أعلى رتبة بينهم وهو القائدة الميداني لمنطقة دمشق وريفها بدا متفائلا وهو يؤكد أنه لن يصح إلا الصحيح.. وإن الثورة ستصل إلى هدفها آجلا أو عاجلا. وقال كل ما سمعتموه من زملائي صحيح، ولكن صحيح أيضا وبدرجة أكبر أن هناك تشكيلات لا يهمها سوى الحرية لهذا الشعب وهي تنسق وبشكل جيد مع القادة العسكريين المنشقين.
وقد لفت أحدهم نظري إلى قضية غابت عني، وهي أن معظم الثورات الشعبية التي قامت في العالم مرت بمراحل من هذا النوع وكان الطمع والرغبة بالقيادة والمناصب خلف هكذا سلوك، ولكن إرادة الشعب هي التي ستنتصر في النهاية. وهذه حقيقة لاريب فيها، ولكن من جانب آخر فلو لم يكتب أو ينبه إلى الأخطاء التي حدثت في تلك الثورات لما كانت نجت من الفساد.
إلى من علق، ومن أتصل، ومن أرسل لي التهديدات عبر الهاتف أقول، هذا ليس حرصا على الثورة بل هو تكريس للخطأ الذي يحصل، ومن تهمه الثورة يجب أن ينتقد الأخطاء الحاصلة لا أن يسكت عنها. ولهؤلاء أقول لن أصمت حتى لو كان في ذلك موتي.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |