الجنازة حامية والميت كلب
2013-05-24
الجنازة هنا هي مؤتمر جينيف 2 والميت هي المبادرة. فليس هناك أي مؤشر يدل على إمكانية نجاح مثل هذه المبادرة، هذا إذا لم يكن حلا سيفرض على الأطراف المتصارعة في المنطقة بالقوة. الحماس الذي تبديه الدول الكبرى فجأة وبعد صمت طويل لا مبرر له سوى الرغبة بتدمير سورية التي يخشون ثقافتها وحضارتها وتاريخها الذين لا يملكون جزءا منه. وإذا راجعنا الكتب التي دبجت وحللت الصراع على سوريا سنجد أن مؤلفين عديدين كتبوا عن الصراع العالمي على سورية، وعن الأسباب التي تدفع الدول للصراع عليها وهي عديدة ولا مجال لذكرها هنا. ما هو مهم ذكره هو أنه هذا الصراع كان يحصل، وكانت سورية تخرج منتصرة منه بجميع الأحوال.
وحقيقة الأمر وراء هذا التحرك المحموم والمتسارع والسريع، ليس رغبتهم بإيجاد مخرج للشعب السوري من أزمته، وليس حبا افلاطونيا اكتشفوا فجأة أنفسهم متورطين فيه، إنما هو في حقيقة الأمر إيجاد صيغة تنجي الأسد من الإعدام بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها، وهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين مسؤولية كاملة عن نجاته بسبب ما قدمه لهم من خدمات، وما قدم أبوه المقبور من خدمات لإسرائيل.
إسرائيل وكما قلت في العديد مما أكتبه هنا هي محور الكون، وبسبب قدرتها مدعومة من يهود العالم أجمع برؤوس أموالهم القادرة على إيقاف حركة التجارة والصناعة في العالم حين تقرر. هي صاحبة أي قرار يتعلق بسورية بسبب أطماعها المستقبلية في السيطرة عليها اقتصاديا وقضم أجزاء أخرى منها لتتوسع حين يحين الوقت. لا أحد يستطيع أن يقول غير هذا، ومن يفكر بطريقة مغايرة ويستثني إسرائيل من كل ما يجري في سورية والعالم اليوم هو بأمر منها.
الغريب أن أحدا لم ينتبه إلى أن زيارة نتنياهو لم تكن من أجل السلاح المصدر لسورية فهي لا تخشى منه لأنها تعرف تمام المعرفة أن الأسد لن يستخدمه ضدها وإنما جاءت الزيارة للدفع باتجاه هذا المؤتمر الذي دبر في ليلة معتمة ولباه العالم أجمع دون نقاش أو حتى محاولة لإضافة أي كلمة على ما قرره الغرب وروسيا وأمريكا. وما يسمى بمؤتمر أصدقاء سورية ما هم إلا أعداء لسورية يرتدون زي جدة ليلى في الحكاية الجميلة عن ليلى والذئب. إذا طبخ القرار في موسكو بين نتنياهو والمسؤولين الروس بعد أن أبلغت أمريكا التي أبلغت بدورها الغرب بموضوع جنيف 2 . فكان ما كان وها نحن نشاهد المسرحية على الهواء مباشرة. وبعضنا يأمل أن يأتي الحل من جينيف والحل سيأتي بالتأكيد ولكن ليس بما يلبي رغبة الشعب السوري. وإنما يلبي رغبة نظام الأسد وإسرائيل.
مشكلتنا بسياسينا الأغبياء فمن اين سيأتي لجورج صبرا أو سيدا.. أوي أي من أعضاء الائتلاف الأشاوس أن يكونوا قادرين على التحليل والتفكير وقد انسحب من انسحب من كان قادرا على أن يفكر وبقي حملة أختام التوقيع الذي يطجون أختامهم على ما يرغبه الغرب أمريكا. إلى جانب تشتت المعارضة وعدم توافقها بسبب رغبة كل من قياديها أن يكون رئيسا لا مرؤوسا..
أقول: ما يجري هو مسرحية هزلية تمثل بجدية، يحولون هزلها إلى جد لكي نقتنع بها، واجتماع الائتلاف الأن ليس لاتخاذ القرار وإنما ليطج أختامه على الموافقة بكل الأحوال إلى جينيف 2 رغم أملي ورجائي ورغبتي بأن لا يحدث ذلك. قولوا آمين
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |