إذا جاء نصر الله والفتح
2013-06-01
السيد حسن نصر الله على ما يبدو فسر لتابعيه الآية على مزاجه، وقال لهم يقصدني الله بها، فادخلوا سورية سالمين غانمين سابين فأنا حاميكم. ومن رأى نصر الله، وكان على أبويه تسميته بنصر الشيطان، أو نصر ابليس، من رآه وهو يلقي خطابه على شاشة التلفزيون لظن أنه سيحرر فلسطين كاملة وينفذ وعد البعثيين برمي اليهود في البحر، أرغى وأزبد وصرخ وعيط وقفز ونطَّ، وهو يصلح عباءته المفصلة خصيصا له عند أحد مصممي الأزياء الكبار في العالم، بعد كل تحريكة يد، أو قفزة بهلوانية في الهواء، من رآه وهو على هذه الحالة لا يمكن أن يظن أنه يقصد بكلامه السوريين، ولا الشعب السوري، وإن قتاله لن يكون إلا على أرض فلسطين. ولكنها الحقيقة المرة، هو كان يقصدنا. يقصد حماية حليفه وشريكه في الخيانة خيانة الشعبين السوري واللبناني، من أن يسقط، لأنه في حال سقوط بشار لن يكون بقدرة نصر ابليس أن يظل مهيمنا على لبنان.
حسن وبشار هما معا يعرفان أن مصيرهما واحد، فهما عميلان لجهة واحدة، وأعني الصهيونية التي جندتهما ومن قبلهما جندت حافظ الأسد ليخدم مصالحها في سورية. أعرف أنني كررت هذا الكلام كثيرا، وأنا هنا لا أكرر نفسي ولكن لابد من قول ذلك لكي يفهم وبوضح هذا القتل الممنهج الذي يمارسه جنود نصر الله والفتح.
هي مشكلة الإسلام الأزلية، الإيمان المطلق بالفكرة المجردة، بفكرة الله، وبخليفته على الأرض، فالخليفة هو الناطق باسمه بين عباده، وحين يكون هذا الخليفة فاسدا فهو ينطق عن هوى، وهوى نصر الله سيطرة الشيعة على الأرض، وهي فكرة أسياده الإيرانيين الذين يحلمون بالسيطرة مجددا واستعادة تاريخهم الذي سلبه منهم الإسلام، وكان عليهم الاستفادة من الاسلام لاستعادته. هي فكرة معقدة، ولكنها تستحق التفكير والتمهل.
لم يكن دخول الفرس في الإسلام إلا برغبة مسبقة في تدمير هذا الدين الذي دمرهم، وما آيات الشيطان المتربعين في قم إلا قتلة بلبوس أدميين، وقد بدأوا بذلك منذ أيام العباسيين واستمروا إلى اليوم، ليصلوا إلى دولتهم العتيدة التي ستعيد لهم أمجادهم، وليس بالصدفة البحتة، بل بتخطيط ممنهج، تتلاقى مصالح أكبر كتلتين منظمتين في العالم في هذا ابلد الأمين الشام، سوريا، وخسارتها تعني لهم الكثير، من أجل ذلك يجمعون قواهم الشيطانية للقضاء على شعبها، المطالب بحريته، فحريته تعني القضاء على حلفهم.
هذا هو سبب دخول حزب الشيطان المعركة في سوريا، وهذا يكمن خلف حشد الجيش العراقي الشيعي على الحدود السورية، وهذا هو السبب صمت العالم بأكمله على ما يجري من قتل وتدمير في سوريا، فمن مصلحة الجميع تدميرها، ولكن يظل السؤال المطروح ماذا عن العداء التاريخي المعلن بين أمريكا وإسرائيل من جهة وبين إيران من جهة أخرى، وجواب هذا السؤال ليس معضلة، فهو تحالف تكتيكي يخدم مصالح الطرفين، وحين تصبح سوريا مدمرة بالكامل وممسوحة المعالم، سيعود كل من الطرفين للتمترس خلف غاياته الخاصة، وستعود الحرب مجددا بينهما.
هل سينجحون في مخططاتهم، وهل سيصلون إلى غاياتهم، نأمل أن لا، فالعالم ليس دولا كبرى وزعماء ووزراء وسياسيين فقط، بل هناك شعوب تفكر وترى وتسمع وحين يكتشفون اللعبة التي تلعب، والمؤامرة التي تحاك ضد شعب لا ذنب له إلا أنه يطالب بحريته. سيتحركون، ستتحرك ضمائرهم، وسيقولون لا لحكوماتهم، لا لهذا القتل الممنهج لشعب أعزل، لا لهذا التدمير المتقصد لحضارة كاملة. وحين تقول شعوب العالم لا.... ستتغير المعادلة.
علينا، وجنبا إلى جنب مع في مواجهة العدو على كل الجبهات، أن نتحرك لنخاطب جميع شعوب العالم، وهو أمر نحن مقصرون به، فبدلا من تمويل فضائيات تخاطبنا نحن، لنؤسس وبكل اللغات فضائيات تخاطب ضمير شعوب العالم لتشرح له حقيقة ما يجري في سوريا. وهو أمر أكثر أهمية من أي عمل آخر.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |