حُـلم الـــ 2014 .. وفجر الثورة السورية
خاص ألف
2013-06-09
((ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله،
أو تعطيه مقاماً ذا علاقة بالله ...!!))
"عبد الرحمن الكواكبي"
ما يُذاع في الفترة الأخيرة من قبل أبواق النظام الإعلامية السورية، وغيرها من بلدان معروفة تسانده، على أن الطاغية سوف يرشّـح نفسه للانتخابات القادمة عام 2014، وهذا ما قاله هو أيضاً بعظمة لسانه، ولا ندري من أين أتت هذه الثقة بالنفس! وكأنهم يعيشون في عالم الخيال والأساطير، ويتعاطون مع شعب كل ظنّـهم أنه سوف يقبل هذه الـنكتة التافهة بعد أن جعلوا منه شعباً يتقاسم حصص الموت والذل والإقصاء خلال أربعة عقود، وخاصةً إبان ثورته التي دفع من أجلها ضريبة باهظة الثمن من كل النواحي.
هذه الثقة بالنفس ليست إلا مجرد حرب نفسية مكشوفة، وحُـلم لن يتحقق إلا بشرط إبادة أكثر من نصف الشعب السوري، أو استبدالهِ بشعب آخر من تلك البلدان التي تدعم النظام وتساعده بقتلنا.
إن استيمات النظام بالدفاع عن وجوده بعيداً عن المشاريع والخطط التي يُـنفذها لصالح بعض الدول الإقليمية والغربية، هو استيمات مشروع بحسب ظنه، والذي يخفى عن نسبة كبيرة من الشعوب العربية والغربية دون حكامهم، هي الفضائح العظيمة التي سوف تظهر للعيان ولكل الكون بما قام به النظام طيلة حكمه ــ من الأب إلى الابن ــ ( العمليات الأمنية من اغتيالات ومجازر بحق السوريين واللبنانيين وغيرهم، النهب بملايين الدولارات، الوهن الاقتصادي السوري وأسبابه، زرع الفتن الداخلية والخارجية، قضية الجولان وبعض جوانبها المظلمة، قضية لواء اسكندرون وحيثياتها، والفضائح الأكبر من سابقاتها ومنها تعامله مع الصهاينة تحت الطاولة طيلة حكمه، وأمور أخرى يشيب لها الرضيع سوف تخرج بعد سقوطه، قد تكون أفظع وأنجس مما فعل).
هذان جانبان تتداخل فيهما كل ما ذكر أعلاه، وهناك جانب نفسي بحت، يعاني منه النظام وخاصة الطاغية، ألا وهو شراهته في الانتقام من شعبٍ قال له ــ لا ــ وهو الذي تعوّد على شعبٍ راضخ ذليل، مُـهجّن مروّض، على يدِ أجهزة المخابرات طوال كل هذه السنين!!؛ فحب الانتقام من شعب أذاه وضعضع أركانه وبدأت تنهار رويداً رويداً هذا ما يصبو إليه وبحد ظنه أن سوف ينجو من فعلته بعد أن يجتث أكبر عدد من مناهضيه ويدمر حياتهم جزءاً جزءاً .
فحياة الترف التي يعيشها أزلام النظام على رأسهم طفل إسرائيل المدلل، لم يتخيلوا أنها سوف تتلاشى من بين أصابعهم فجأةٍ بسبب الثورة ( قصور.. مزارع .. ملايين .. بيوت دعارة خمس نجوم .. أطعمة مستوردة من الجنة، ألبسة ثمن خيوطها فقط، تعادل رواتب أربعة موظفين، سفر .. اصطياف في عواصم أوربية، المجد والشهرة أيضاً و ..و ...إلخ؛ حياة صاخبة في كل جوانبها)، كل هذا .. كما ذكرنا سوف يتبخّر خلال فترة وجيزة، فهذا سبب رئيسي أيضاً جعله النظام نصبَ عينيهِ، ويحارب من أجلهِ حتى النهاية.
فمن الناحية السيكولوجية تجد أن شخصاً يكون في الظلال الوارفة والهواء العليل، وفجأة يصير إلى القيظ والجفاف والفراغ.. هذا الشخص ستعتريه نزعة جنونية يُـعمى من خلالها، وتصبح تصرفاته غير مسؤولة في أكثر الأحيان، وهذا ما جعل النظام أعمى ويتصرف بشكل جنوني لم يسبق أن سجله التاريخ لأحد الطغاة قطعاً.
وفي سياق فقرة صغيرة يقول الدكتور إمام عبد الفتاح إمام في كتابه " الطاغية " :
( في الأصل كان الحاكم يُـعد من طبيعة إلهية، فهو لم يكن مختاراً من الإله، بل كان الله نفسه. وقد قامت الحضارات القديمة عموماً في مصر، وفي فارس، وفي الهند، وفي الصين، على أساس هذه النظرية، وكان الملوك والأباطرة ينظر إليهم باعتبارهم آلهة. وقد وجدت الفكرة كذلك عند الرومان الذين كانوا يقدسون الإمبراطور ويعدونه إلهاً. وإن كان الشرق هو أصلها ومنبعها).
ومن هنا نجد أن الحالة النفسية التي يدخل فيها الطاغية عندما يُـنتزع منه كل مقومات الحكم والتفرد بالسلطة والسمع والطاعة من الجميع، تصبح متخبطة وتراهُ بشكل آخر غير معهود، إذ يحاول بكافة الوسائل أن يُـبقي الأمور كما كانت عليهِ، حتى لو ضحّـى بالغالي والنفيس من أجل وحدانيته وعرشه ولقبه الذي هو بظنّــه يوازي صفات الربوبية!
وأيضاً مسألة التأليه التي تعوّد عليها من قبل حاشيته المقربة وبعض الشرائح المتملقة التي يحكمها، لم تأتِ من باب فراغ أو خصّــها الطاغية لنفسه بنفسه، إنما كما ذكرنا هي مسألة تراكمية ــ زمنية ــ تنفجر في ذات الطاغية على دفعات، وحسب الهالة التي تحيطه، ومدى حب الأنا، وقوة الشخصية من عدمها.
خرجت هذه الظاهرة من أبواب ونوافذ قصر الطاغية لتنتشر بين أفراد حاشيته ومعظم طائفتهِ، ولاعقي الأحذية، وشرائح تعوّدت على العبودية...!!
انتشرت بمسميات عدّة وتناقلتها ألسنة نتنة، لنشاهد أكثر من تسريب قامت به أجهزة المخابرات، وعناصر عسكرية وضباط، يقومون بضرب المواطنين الثائرين المعتقلين لديهم، وإجبارهم على ترديد عبارة التأليه للطاغية (ربَــك بشار الأسد)، طبعاً يرافقه هذا الوصف شتائم لم يضمـّها قاموس ونحسبها أُلفِتْ في بيوتهم ومجتمعاتهم!!.
فليس من الغريب أن يقول الطاغية أنه سوف يترشّح لــ انتخابات 2014 .. وليس من الغريب أيضاً أنه يُـفكر أن يبقى أطول مدّة زمنية في الحكم على غرار والده ولربما أطول!!.
وأيضاً لا نعجب إنه يخطط لتوريث ابنه من بعده وهلم جرا من الأحلام الوردية التي سقطت أمام أحذية حرائر سورية اللائي أنجبنَ أحرار الثورة السورية.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |