"أغنية بلا نوافذ" // إلى ريدي مشو
أحمد بغدادي
خاص ألف
2021-03-27
كان بيني وبينكَ
نافذةٌ
ودغلُ
وقطارٌ .. يُكدّسُ أغاني الليلِ
في محارقِ الفحمِ
ويصيحُ
ويصيحُ
هل ضاعتِ المحطات؟
كان
بيني وبينكَ
غرباءُ
وامرأةٌ
لا يراها كلانا
تفتّّشُ في حُلمها
عن عطرها
فتسقطُ الأرجاءُ
كان بيني وبينكَ
رصاصةٌ في الصدغِ
ونبيذٌ ثملُ
وأشجارٌ تمشي .. لاهثةً
نحو الحريقْ
وكعبُ بندقيةْ
كان بيني وبينكَ
"وجهُ كاوا"
وبئرُ أبيكَ العميقة.. وأنفهُ الدقيق.
فحدثني
كيف يمطرُ الليلُ في قريتكَ فراشاتٍ؟
وكيفَ يبدو السهلُ بعيدا
وصدى
صرصار العشبِ على عتباتِ الفجرِ
يرتقُ الصمتَ سعيدا
حدثني؛
كان بيني وبينكَ
أجملُ الألحانِ
وانعطافات الأزمنة
والتيه في الأوراقْ
ولتكنْ .. بين وبينكَ
رصاصةٌ في جبينِ الحربِ
ليخفقَ طائرٌ
فوق قبرِ الحياةِ
وتفتق الآفاقْ
كان بيني وبينكَ
"تنبوركَ" .. حبيبتكَ
وشجرةُ التوتْ
وبيننا
أنتَ وأنا
عشرون تابوتْ
فامنحني
أغنيةً سكرى
وحدثني
عن الأمسِ
عن الزهرِ، والحبِّ
فالجنودُ قادمونَ
وأنا لا أملكُ مسدساً
في وجهِ دبابةْ
حدثني
عن القطاراتِ.. أرجوكَ
ولا تنمْ قبل أنْ
تشمَّ وردةً
كي تقفزَ الجنادبُ
وتسقطَ السماءُ مرةً أخرى
كالثمارِ
على البحيرةْ.
لا تنمْ
قبل أنْ تغادرَ غرفتي شجرةُ الرصاص.
.
.