غداً سأبقى وحدي وكلّ ما أفعله غداً أنني سأمشي في منزلي وحدي سأكرّرُ هذا دون سأمٍ، مثل عاشقٍ أحمقَ يتدرّبُ على النسيان أو، قتيلٍ يتذكّرُ جهةَ الرصاصة في جمجمتهِ .. لا يهمّ، فأنا مصابٌ بالهزائم الرائعة. نحوَ الجدارِ وإلى الجدارِ أسيرُ كالجنودِ في نوباتِ الحراسة وأقولُ: لن تتأخّري أكثر ... ألهو مع تماثيل "الجصّ" ــ العصافير .. والصوفيِّ الذي يدورُ بعباءتهِ والوردةِ البلاستيكيّة التي تساقطت أوراقها مثل قلبي. سأطفئُ الضوءَ وأمدُّ عنقي خلسةً عبرَ النافذةِ كي أرى قمراً إلى جوارِ الأبدِ، يغتابُ العتمةَ وأقول : لن يتأخّرَ أصدقائي مثلكِ. كلُّ شيءٍ يسقطُ الآن : ــ شهوةُ المصافحةِ الأولى لعشقٍ جديد ــ وردةٌ تحت حذاءِ عابر ــ الأطفالُ أمام أعينِ الأمّهاتِ ــ الحبُّ في الحدائقِ العامة ــ العالمُ العاهر ــ مؤتمراتُ إجهاضِ الثورات ــ أساطيرُ الأنبياءِ على موائدِ الجنرالاتِ والقوميين كلّ شيءٍ، يسقطُ .. ببساطة، هكذا مثلَ قطعةِ حلوى من كفِّ طفلةٍ سعيدة وأقولُ : لن تتأخّري أكثر. غداً سأبقى وحدي مثل قبرٍ مجهول على تلّة أو، قطٍ حاصرتهُ أحذيةُ الأطفالِ المشاغبين. الآن، أقول لكِ : تأخّرتِ كثيراً أيتها الرائعة مثل هزائمي ولمّا أزل أمشي الآن وحدي بلا ملامح في غربةِ هذا الجحيم تناديني أغنيةٌ من عطش.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...